الخاسر الوحيد

الخاسر الوحيدسعيد صلاح

الرأى26-4-2023 | 09:16

شقيقان يلتقيان فى حرب واحدة أحدهما على جبهة والآخر على الجبهة المضادة خرجا من رحم واحد واليوم كلاهما يشهر السلاح فى وجه الآخر خلال حرب اندلعت ولن يكون فيها فائز.

هذا المشهد ربما سبق وتكرر فى الفيلم السينمائي المصري"العاصفة" عندما التقى شقيقان فى مواجهة خلال الغزو العراقي للكويت.. هذه المرة شقيقان تسوقهما الأقدار إلى الاقتتال فى شوارع الخرطوم كل واحد فيهما ينتمي إلى طرف.. هذه المأساة الإنسانية كشفت عنها رسالة شاب سوداني انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي كالنار فى الهشيم، محمد جالي
– الشاب السوداني- بعث برسالة إلى شقيقيه مصعب ويعقوب، حيث يقاتل الأخ الأكبر فى صفوف الجيش ضد أخيه الأصغر الذى ينتمي لـ"الدعم السريع"، جسدت هذه الرسالة، تمزّقًا ليس فقط بين أبناء الوطن الواحد بل بين أبناء البطن الواحد، قال محمد لشقيقيه:"إلى شقيقي مصعب جالي بالقوات المسلحة، ليلة البارحة رزق الله شقيقنا الأصغر بقوات الدعم السريع يعقوب جالي بولد وحتى الآن لا يعلم بذلك، إذا وقع أسيرًا فى يدك أو وقعت أسيرًا فى يديه فأخبره بهذا الخبر، أسأل الله أن يحفظكما جميعًا فى هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا".

هذا هو الحال الآن فى السودان الشقيق الذي تتمزق أحشاؤه فى حرب هي بلا شك حرب خاسرة والخاسر الوحيد فيها سيكون السودانيون الذين يجب أن ينتصر الأطراف المتصارعة بينهم لمصلحة الوطن السوداني قبل أى شىء.

ونحن فى مصر نتمنى أن يعود الهدوء إلى "شقيق الوادي" وتحفظ دماء أهله، وتصان كل مقدراته وثرواته، فنحن كما يعلم القاصي والداني وكما حكمت علينا الجغرافيا وأخبر عنا التاريخ يجمعنا بالسودان الشقيق رباط أبدي، دولة وشعبًا، وهو ما يفسر حاليًا الانفتاح المصري على كل الأطراف وسعي مصر لاحتواء الفرقاء من أجل العودة للمسار السياسي المتوافق عليه، والذي يُحقق آمال الأشقاء فى وطن يليق بهم وبتضحياتهم.

مصر لا تدخر جهدًا للحفاظ على أمن وادي النيل كجزء مهم وأصيل من أمنها القومي وكجزء مهم من إقليم شاءت الظروف أن يكون ملتهبًا إلى هذا الحد، ويشهد أحداثًا متلاحقة فى إطار سيناريو عالمي يصاغ من جديد بقواعد جديدة والدولة المصرية والحمد لله تمتلك من القدرات التي تحفظ حقوقها وأمنها القومي لأبعد نقطة، لكن قيادتها السياسية تُدير تلك القدرات بمبدأ "حكمة القوة.. وقوة الحكمة"، والملفات السابقة شرقًا وغربًا وشمالاً خير شاهد وخير دليل على أن مصر تُدير معاركها بشرف، وتفرض رؤيتها بالعدل والإنصاف، وسعيها دائمًا يكون للسلام والاستقرار.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2