النجومية الحقيقية تصنعها السينما لا دراما التليفزيون التى تتحكم فيها "الشللية" والتربيطات، بدليل أن نجمًا مثل محمد رمضان رغم موهبته الكبيرة، لم يقدم فيلمًا واحدًا يشيد به النقاد أو يتصدر الإيرادات، كما كانت تفعل الأفلام الأولى للفنان محمد سعد على سبيل المثال، ومع ذلك فهو يقدم كل سنة مسلسلاً يقال إنه الأكثر مشاهدة ويحصل على أعلى أجر، لدرجة أنه أصبح يتفوق فى أجره على نجوم كبار ومخضرمين مثل يحيى الفخراني!
والغريب أن كل بطل من أبطال المسلسلات التى يتم عرضها خلال المواسم الرمضانية الأخيرة، ومنذ بدأنا نسمع عما يسمى "التريند"، يقول لك أنا المتصدر فى نسبة المشاهدات.. لكن هل ياسر جلال وعمرو يوسف وعمرو سعد وخالد النبوى وأمير كرارة ويوسف الشريف وهانى سلامة و آسر ياسين وغيرهم من نجوم دراما التليفزيون، الذين يقدمون بطولات كل سنة يمكن أن نعتبرهم من نجوم الشباك فى السينما، ممن يتكبد المشاهد عناء الزحام والمواصلات، وينزل من بيته خصيصًا ليشترى تذكرة سينما ويتفرج لهم على فيلم؟!
ونفس الكلام ينطبق على بطلات المسلسلات اللاتى لا تستطيع واحدة منهن، مع كل التقدير والاحترام لمواهبهن وقدراتهن فى التمثيل، أن تتحمل بطولة فيلم وحدها، باستثناء ياسمين عبد العزيز فى أفلامها الكوميدية الخفيفة التى كانت تحقق نجاحًا جماهيريًا متوسطًا قبل أن تتوقف عن تقديم بطولات سينمائية جديدة منذ سنوات وتركز على دراما التليفزيون.
وكذلك الفنانات هند صبرى ومنة شلبى ونيللى كريم، وهن يقدمن أفلامًا جيدة تستطيع أن تمثلنا فى المهرجانات وتحصد جوائز النقاد، لكنها فى الغالب لا تعجب الجمهور، ولا تصمد أمام منافسة نجوم رجال محدودين استطاعوا أن يكسروا بأفلامهم حاجز المائة مليون إيرادات، وهم كريم عبد العزيز وأحمد عز وتامر حسنى ويليهم محمد عادل إمام، وأقصد هنا النجاح الجماهيرى وليس القيمة الفنية.
ونفس الأمر ينطبق على نجوم الجيل السابق، والذين لم يتجه معظمهم إلى دراما التليفزيون سوى بعد أفول نجمهم فى السينما، بداية من النجم الكبير عادل إمام والذى لم يقدم أى فيلم بعد فشل "بوبوس" جماهيريا، واكتفى ببطولة مسلسل كل سنة، ومرورا بالراحلين نور الشريف ومحمود عبد العزيز اللذين تراجعا جماهيريا فى السينما خلال العقد الأخير من حياتهما فتوجها إلى التليفزيون.
أما يحيى الفخرانى فلم يكن طوال مشواره من نجوم السينما رغم أنه قدم فيلمين بديعين لم ينجحا جماهيريا وهما "خرج ولم يعد" و"عودة مواطن".
وأعتقد أن هذا هو السبب الذى دفع النجم الأسمر أحمد زكى لرفض كل البطولات التليفزيونية التى عرضت عليه، رغم أنه يدين بنجاحه فى بداياته لمسلسل طه حسين، وكان يستطيع أن يقدم هو الآخر مسلسلات ناجحة، لكنه ظل مخلصا ومتفرغا للسينما لأنه يعلم أنها ستظل المؤشر الأصدق للنجومية.