يشهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء غدا السبت نهائي كأس فرنسا لكرة القدم بين الفريقين "نانت" و"تولوز" في ملعب "ستاد دو فرانس"، في "سان دوني" شمال العاصمة الفرنسية باريس، حسبما أعلن قصر الإليزيه اليوم الجمعة، وهو الحدث الرياضي الأهم في البلاد الذي يحرص ماكرون على حضوره كل عام إلا أن هذه المرة تلقي الاحداث السياسية والاجتماعية التي تشهدها فرنسا، خاصة المتعلقة بقانون إصلاح نظام التقاعد، بظلالها على المباراة.
فقد أعلن الاليزيه أن ماكرون، والذي يواجه انتقادات عنيفة منذ إصدار قانون المعاشات التقاعدية رسميا، سيحضر نهائي كأس فرنسا لكرة القدم، إلا أنه هذه المرة لن ينزل إلى أرض الملعب كما جرت العادة لتحية الحكام ولاعبي الفريقين واحدا تلو الآخر قبل المباراة.
في هذه الأثناء، قررت النقابات العمالية الرافضة لقانون إصلاح نظام التقاعد، استغلال هذا الحدث الرياضي المهم للتعبير عن احتجاجهم ضد إصدار القانون رسميا. وأعلن الاتحاد العام للعمل "كبرى النقابات العمالية في فرنسا" توزيع 30 ألف بطاقة حمراء و10 آلاف من الصافرات على الجمهور لإظهار رفضهم للقانون وعدم رضاهم عن الرئيس الفرنسي.
وسيُطلب من الجمهور التلويح بالبطاقات الحمراء مكتوب عليها "لا لرفع سن التقاعد" حيث ينص القانون في الأساس على رفع سن التقاعد إلى 64 عاما، كما من المقرر أن يتم إطلاق صافرات وصيحات عند الدقيقة "49" من المباراة ، في إشارة إلى المادة 49.3 من الدستور والتي لجأت إليها الحكومة لتمرير القانون دون تصويت برلماني.
كذلك، هناك تهديدات بعرقلة سير المباراة من خلال قطع التيار الكهربائي كشكل من أشكال الاحتجاج على القانون، وهو أمر حذرت منه مديرية أمن سان دوني التي ناقشت الأمر مع مسؤولي استاد فرنسا من أجل تجنب أي انقطاع للتيار الكهربائي وهو ما يؤدي إلى تعطل نهائي كأس فرنسا.
وتحسبا لأي سيناريو لقطع الكهرباء، قررت السلطات الفرنسية تركيب أربعة مولدات يمكنها تحمل انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء ملعب "ستاد دو فرانس". وهذا الشكل من الاحتجاج اعتاد عليه الاتحاد العام للعمل منذ عدة أسابيع. وهذا ما حدث في بداية مارس الماضي مع انقطاع التيار الكهربائي في استاد فرنسا وموقع القرية الأولمبية.
في الوقت نفسه، تجنبا لأية أعمال شغب بين الآلاف من مشجعي تولوز ونانت، أعلنت وزارة الداخلية نشرها تعزيزات أمنية حول ملعب فرنسا. حيث سيتم حشد ثلاثة آلاف من رجال الشرطة والدرك مساء السبت، وهو عدد أكثر مما تم حشده خلال نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول، عُقد في ستاد دو فرانس أيضا واندلعت خلاله أحداث شغب.
وقُدر عدد الحاضرين من مشجعي الفريقين نحو 20 ألفا لكل فريق، مع توقع حضور من 250 إلى 300 من الألتراس من كل فريق مساء السبت.
وتخشى السلطات الأمنية حدوث أية أعمال عنف أو شغب مثلما حدث منذ عام، حيث واجه فريق "نيس" منافسه " نانت" في نهائي كأس فرنسا، واندلعت عدة أعمال شغب في شوارع باريس، وقد تم حشد أكثر من ألف فرد من أفراد الشرطة وقتها لتأمين المباراة والجمهور.