ياسر الشاذلى: «الوثيقة المزيفة» هاشتاق تفكيك موجز لأحدث حملة إعلامية تضليلية

ياسر الشاذلى: «الوثيقة المزيفة» هاشتاق تفكيك موجز لأحدث حملة إعلامية تضليليةعلم مصر

مصر28-4-2023 | 15:31

قال الكاتب الصحفى ياسر الشاذلى : "الوثيقة المزيفة" .. في الجزء الأول من هذا الهاشتاق تفكيك موجز لأحدث حملة إعلامية تضليلية تُعد الآن من أطراف مجهولة، تستهدف وعي شعوب كل من: مصر السعودية سوريا العراق الجزائر السودان

من قاموس مفردات خطاب الاستهداف في الحملة التضليلية الحالية: جنود فوزية، جمال عبدالناصر، أنور السادات، الملك فيصل، عبدالفتاح السيسي، أميركا، الاتحاد السوفيتي ، هيكل، حمدان حمدان، عقود من الخيبات، الاحتلال المصري

وأكد "الشاذلى" عبر صفحته الرسمية بموقع "تويتر" النتائج المرجوة من الحملة التضليلية الحالية: الوعي الجمعي لشعوب بعض الدول المشار إليها عاليه، إفقاد الثقة في المؤسسات الوطنية الرئيسة العسكرية والسيادية وتخوينها وشيطنتها، صناعة صورة ذهنية تُبرز أنها جهات تآمرية وبالتالي محاولة نزع الصورة الوطنية عنها.

أولًا: إجمالًا تبدأ كل حملات التضليل الإعلامي في حالتين هما:

•اندلاع الأزمات العنيفة.
•بداية التعرض لأزمات، وفي هذه الحالة يتم تضخيم الأزمة ومحاولة توجيه النقاشات نحو نقاط محددة لتكوين رأي عام من شأنه: التشكيك، انقسام المجتمع إلى مع /ضد، التصعيد التراكمي المبني على معلومات مضللة تُهدد السلم والاستقرار المجتمعي.

بدأت الحملة التضليلية الحالية بعبارة جنود فوزية بالتزامن مع اندلاع أزمة السودان، وهنا سؤال بسيط يؤكد أن الوصف جزء من مضامين أخرى قد تُداول كثيرأ في الفترات المقبلة مع تغيير الاستهداف نحو أطراف أخرى.

السؤال هو: إذا كان هدف نشر الأخبار الصادرة عن أطراف في أزمة السودان الموضوع المُعلن هو حسب خطاب من أطلق الوصف بشكل إعلامي فقط الخوف على مصلحة شعب السودان، فلماذا لم يصنع خطابه بمضامين حقيقية محلية تُبرز هذا الهدف؟! ولماذا كانت أول أخبار الأزمة خبر الجنود المصريين المتواجدون لأهداف تدريبية تعود بالنفع في المقام الأول على قوة السودان العسكرية وليس لتحقيق أهداف قتالية تخص #مصر، وهم في تصنيف الضيوف أو البعثات الدبلوماسية التي تلزم الدول المُستضيفة بحمايتهم؟!.

السؤال الثاني: لماذا تم اختيار أحد أدوات صناعة الخطاب الإعلامي الحديثة في صناعة مضمون هذا الخبر، وهي(كاميرا الجوال) تحديدًا دون غيرها مثل بيان مكتوب أو تغريدة نصية على حسابات الطرف الفاعل في بدء الحملة ؟.

استخدام (كاميرا الجوال) في صناعة مضامين الحملات التضليلية، هي عملية مقصودة تمنح من يقف خلفها فرص كثيرة من بينها :
•التراجع.
•الرفض على اعتبار أنها (تصرف فردي) وبالتالي تعزيز الموقف الإيجابي من الطرف المتضرر.
•المزايدة وإبراز عدالة ونزاهة الفاعل.

المرحلة الثانية في الحملة التضليلية الحالية، كان تعمد تشويه السياق وهي مرحلة سابقة للتزييف، وتبدو واضحة في خبر الجنودالمصريين الذي أحدث تأثيرًا كبيرًا وما تلاه من أخبار .

السياق التاريخي لمصطلح جنود فوزية يكشف أنه ليس جديدًا بل الجديد هو تغيير توظيفه وتكييفه مع الأهداف المرجوة من الحملة التضليلية والاستهدافية لـ مصر الآن.

وصف جنود فوزية كان أهلنا في السودان وقت حكم الملك فاروق، يتداولونه بالفعل لكن كنوع من الاعتزاز والشكر لـ الأميرة فوزية نجلة الملك فاروق (زوجة شاه إيران السابق فيما بعد)، حيث كانت تذهب إلى السودان بمعية وحدات عسكرية من الجيش المصري لتوزيع المساعدات الإنسانية والإشراف والتوجيه للجنود ببناء المدارس و المستشفيات و شق الطرق و الترع و بناء المنازل وغيرها من الخدمات،و كل من يقوم بهذا العمل هم الجنود المصريين لذا أطلق عليهم أهلنا في السودان هذا الوصف الجميل والمنصف لدور الأميرة المصرية، كنوع من إعلاء مكانتها ودورها، وهو أمر شائع عند العرب الأُصلاء بالفخر بـ المرأة وإعلاء شأنها وليس كما حاول الخطاب المتطرف تشويهها أو تهميشها.

هذا الوصف برز الآن لكن مع تغيير السياق كأحد تكتيكات الحملات الإعلامية المضللة بإيجاز شديد… في الجزء الثاني من هاشتاق الوثيقة المزيفة سأتناول فيه مرحلة تزييف السياق مع عرض نموذج مُتداول الآن جميعنا يتابعه ويشاهده، لمن يهتم بهذا الجانب، لكشف تطورات الحملة الحالية .

حفظ الله بلادنا والجميع من كل شر.. الجزء الثاني لاحقًا.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2