بعد إعلان الوثائقية فيلما عنها.. تاريخ كليوباترا المرأة والملكة

بعد إعلان الوثائقية فيلما عنها.. تاريخ كليوباترا المرأة والملكةكليوباترا

ثقافة وفنون1-5-2023 | 05:39

تعد كليوباترا شخصية نسائية مصرية عالمية ولقد ذاعت شهرتها العالم على مدى العصور الماضية منذ توليها الحكم قبل الميلاد، ومازالت حتى الآن، ولقد كتب عنها الروائى العالمى شكسبير.

وأعلنت القناة "الوثائقية"، بقطاع الإنتاج الوثائقى فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بدء أعمال التحضير لإنتاج فيلم وثائقى عن الملكة كليوباترا السابعة Cleopatra VII، ابنة بطليموس الثانى عشر، وهى المعروفة باسم "كليوباترا"، آخر ملوك الأسرة البطلمية، تلك الأسرة التى حكمت مصر فى أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر.

وانطلاقًا من المعهود دومًا فى جميع أعمال قطاع الإنتاج الوثائقى وقناة الوثائقية، فإن هناك جلسات عمل منعقدة حاليًا مع عدد المتخصصين فى التاريخ، والآثار، والأنثروبولوجى من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته لأقصى درجات البحث والتدقيق.

وتتعرض شخصية كليوباترا فى الوقت الراهن لكثير من التناقضات التى تخالف الحقيقة، وأشهر تلك التناقضات المثيرة للجدل هو ما تم الإعلان عنه من إحدى الشركات عن إنتاج فيلم عن كليوباترا، وتم اختيار بطلة الفيلم وهى إحدى الممثلات الإسرائيليات، فهل تلك مصادفة؟ أم غرض مقصود فى إطار السعى الممنهج لتزييف التاريخ المصرى؟

أيضا من أبرز التناقضات إظهار كليوباترا إنها سوداء البشرة، وهو ما يعنى بالنسبة للجهة المنتجة للفيلم أن كليوباترا ليست مصرية وإنما هى من أصول أفريقية، بينما يتناسى من وراء هذا العمل أن مصر حسب موقعها الجغرافى تقع فى القارة الأفريقية أصلا، كما أن حقيقة لون بشرة كليوباترا أنها فاتحة اللون، نظرا لأصولها اليونانية، وما يثير الدهشة لماذا إثارة العنصرية وتصنيف البشر على اللون والعرق بينما الأصل فى البشرية واحد ألا وهو آدم أبو البشر.

لو بحثنا فى التاريخ نجد شخصيات نسائية تركن بصمة واضحة ومنهن كانت كليوباترا والتى ظهرت شخصيتها فى العديد من الأعمال الأدبية التى تأثرت بهذه القصة لتضع فيها بعض الخيالات الأدبية المعبرة عن سلطة الحكم والحب النادر، وبالرغم من تعدد الروايات التاريخية إلا أن قصة تاريخ كليوباترا قد بزغ لكونها كانت ملكة مصر وهى آخر من حكمن مصر من ملوك البطالمة، وهى ابنة الملك بطليموس الثانى عشر، وعُرفت باسم كليوباترا السابعة.

وتاريخ ومحل ميلادها معلوم وليس مجهول حيث وُلدت فى عام 69 قبل الميلاد، وتزوجت من بطليموس الثالث عشر بعد وفاة والدها، وتبعًا للعرف السائد فى ذلك الوقت كان يتم زواج الاخت من الأخ من أجل الحفاظ على الدم الملكى، ولذلك كان بطليموس أخا وزوجا فى نفس الوقت، ونشبت الخلافات بينها وبين زوجها بعد فترة من الزواج، وهو ما جعلها تفكر فى تكوين جيش من أجل محاربته، وفى ذلك الوقت جاء الملك يوليوس قيصر إلى الإسكندرية؛ فتقربت منه الملكة كليوباترا، وهو ما أدى إلى دخول بطليموس الثالث عشر فى حرب مع يوليوس قيصر، والتى انتهت بمقتل بطليموس وزواج كليوباترا من يوليوس قيصر.

وقد أسفر الزواج أن رُزقت كليوباترا ولدًا، ثم سافرت إلى روما مع زوجها ليعلنا زواجهما هناك، ولكن يوليوس قيصر قُتل على يد المعارضين من الجمهوريين، ونتيجة لذلك عادت كليوباترا بعد هذه الحادثة الأليمة لها إلى مصر، وفى ذلك الوقت كان مارك أنطونيو واحدا من الجمهوريين الثلاثة الذين تولوا حكم روما، واستدعى أنطونيو كليوباترا إلى مدينة طرسوس باليونان وحينما تم الاجتماع بين كليوباترا أنطونيو، شعر الطرفان بأنهما وجدا فرصتهما لتحقيق أهدافها، حيث توسمت كليوباترا فى أنطونيو مساعدتها فى العودة لحكم مصر.

بينما رغب أنطونيو فى دعم كليوباترا له فى الحرب ضد مناوئيه، وهكذا أصبحت كليوباترا وأنطونيو حليفين خلال فترة وجيزة، وسرعان ما تحولا إلى عاشقين، ونتيجة للتحالف والحب عاد أنطونيو إلى الإسكندرية برفقة كليوباترا التى أنجبت منه توأمين، وبعد أن تعقد الوضع فى روما؛ كان من الضرورى عودة انطونيو من أجل تسوية الخلافات القائمة هناك مع أوكتافيوس، ولذلك انقطع ثلاث سنوات عن كليوباترا ثم تقابلا بعد هذه المدة فى مدينة أنتيوش، ثم حملت كليوباترا فى طفل ثالث من أنطونيو، وقد سرت بعض الشائعات بأن أنطونيو يخطط لنقل عاصمة روما إلى الإسكندرية، وهو ما جعل مجلس الشيوخ يعلن الحرب على أنطونيو وكليوباترا.

ونتيجة للصراعات حول السلطة اندلعت المعركة بين الفريقين والتى عرفت بمعركة أكتيوم البحرية، وفيها هُزم جيش كليوباترا وأنطونيو وتم حصار الإسكندرية، وقام أنطونيو بالانتحار عن طريق إلقاء نفسه على سيفه كما جرت التقاليد الرومانية القديمة، ونقل الى كليوباترا أن انطونيو قد انتحر، لكن الحقيقة أنه لم يمت بعد، ووصلت الأنباء إلى كليوباترا بأن خصمها أوكتافيوس سيقوم بعرضها داخل شوارع روما فى إطار احتفالاته بالانتصار عليها؛ فلم تتحمل ذلك الخبر أيضًا مما جعلها تلجأ هى الأخرى للانتحار بعد أن جلبت كوبرا مصرية، والتى قامت بلدغها مع اثنين من خدمها، وتوفيت كليوباترا على إثر هذه اللدغة لتنتهى أسطورة كليوباترا وأنطونيو التى ظلت عالقة فى ذاكرة التاريخ.

وذكرت بعض المصادر أن انتحار أنطونيو بسبب وصوله بعض الشائعات عن انتحار كليوباترا التى لم تكن قد انتحرت بعد؛ وهو ما جعله ينتحر؛ لتلحق به كليوباترا حينما تعلم بما حدث له.

ومن العجب أن أنطونيو عندما علم بانتحارها آثر الوصول إلى مكان انتحارها ليموتا سويا هى بتجرعها السم وهو متأثرا بجراح سيفه.

وبالرغم من وجود فيلم انتجته هوليود فى الستينيات من القرن الماضى عن كليوباترا وقامت بدور كليوباترا الممثلة الامريكية اليزابيث تايلر وهى ذات جمال رائع إلا أن شركة نتفليكس قررت انتاج فيلم يعرض فى مايو هذا العام 2023 وتقوم بدور كليوباترا ممثلة إسرائيلية، وتظهر أن كليوباترا ذات بشرة سوداء بينما جميع الخبراء فى الماضى والحاضر شددوا جميعًا على أن كليوباترا كانت ذات بشرة فاتحة اللون وملامح هيلنستية يونانية، كما أن آثار الملكة كليوباترا وتماثيلها خير دليل، وهى تماثيل رخامية تُظهر كليوباترا بملامح أوروبية، وصورها على عملات يونانية، وللتاريخ نوضح أن "ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ، والذى هو جزء مهم وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيداً عن أى عنصرية عرقية.

وهكذا عاشت كليوباترا 39 سنة وكانت تتمتع بجمال رائع، وكما ولدت فى الاسكندرية فقد ماتت فيها عام 30 قبل الميلاد.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2