أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن القلق بدأ ينتاب الدول الأوروبية على خلفية التداعيات السلبية للأحداث الجارية حاليا في السودان والمواجهات المسلحة التي قد تتحول إلى حرب طويلة المدى هناك.
وأشار كاتب المقال دان صباغ إلى أن الصراعات المسلحة التي يطول مداها تخلق نوعا من عدم الاستقرار في ظل تزايد أعداد النازحين الذين يفرون من ويلات الصراع بالإضافة إلى تدخل قوى خارجية في هذه المواجهات.
ويضيف الكاتب أن المخاوف مازالت تنتاب الدول الأوروبية بشأن المواجهات المسلحة التي نشبت في منتصف الشهر الماضي بين القوات النظامية التابعة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي لا تخضع لقيادة الجيش حيث ترى الدول الأوروبية أن تلك المواجهات قد تتحول إلى أزمة طويلة المدى تنتج عنها كوارث إنسانية وتداعيات واسعة النطاق تتخطى حدود السودان.
ويوضح الكاتب في نفس الوقت أن المخاوف التي تنتاب أوروبا مبعثها أن عددا من الدول التي تكتوي بنار الحرب تقع بالقرب من حدود الدول الأوروبية وتمتد المساحة الجغرافية لتلك الدول وتتسع لتشمل ليبيا في شمال أفريقيا ثم تتجه إلى سوريا واليمن جنوب أوروبا وصولا إلى أوكرانيا شمالاً.
ويوضح المقال أن الولايات المتحدة مازالت عازفة عن التدخل العسكري في السودان مكتفية بالجهود الدبلوماسية لحل الأزمة هناك على الرغم من تدخلها على سبيل المثال في أوكرانيا من خلال توفير كميات كبيرة من الأسلحة والمساعدات العسكرية والاقتصادية الأخرى للجانب الأوكراني.
ويضيف المقال أن عدم الاستقرار الحالي في السودان بدأ بالفعل يلقي بظلاله السلبية على المنطقة حيث شرعت أعداد كبيرة من النازحين إلى اللجوء إلى دول الجوار، وتشير إحصائيات وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن مايقرب من 20,000 وصلوا إلى تشاد منذ اندلاع الصراع المسلح في السودان بينما فر ما يقرب من 40,000 أخرين من العاصمة الخرطوم بسبب استمرار المواجهات المسلحة بين الطرفين.
ويشير المقال إلى تصريحات الباحث أحمد سليمان التي يوضح فيها أن تعداد السكان في السودان يصل إلى 45 مليون نسمة وهو ما يعزز المخاوف الناجمة عن نزوح أعداد كبيرة من السكان في حالة استمرار الصراع هناك لفترة طويلة، مضيفا في نفس الوقت أن معظم حالات النزوح سوف تأتي على شكل هجرة داخلية أو هجرة إلى دول الجوار.
ويوضح الكاتب في هذا السياق أن الاحتمالات مازالت قائمة أن يسعى العديد من هؤلاء اللاجئين إلى الفرار إلى أوروبا كما هو الحال في الوقت الراهن في حرب أوكرانيا حيث قام العديد من الشعب الأوكراني بالفرار إلى دول أوروبية.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى أراء بعض الخبراء الذين يرون أنه ليس من المحتمل أن تطول الأزمة الحالية في السودان إلا أنه في حالة استمرار الصراع المسلح هناك فسوف تكون النتيجة الحتمية هي خلق حالة من عدم الاستقرار الذي سوف يلقي بظلاله السلبية ليس فقط على السودان بل من الأرجح أن يتجاوز حدود السودان ليشمل دول أخرى بالمنطقة.