شككت صحيفة (التليجراف) في إعلان روسيا عن محاولة اغتيال الرئيس "فلاديمير بوتين" بطائرات مُسيرة استهدفت مقر إقامته في الكرملين، ونشرت تحليلاً بعنوان (سواء كان مزيفاً أم حقيقياً، الهجوم على الكرملين إهانة لبوتين).
وأشار الكاتب "دومينيك نيكولاس" إلى أن الرئيس الروسي ربما دبر الهجوم بالطائرات المسيرة لتبرير عملية التعبئة الشاملة لقواته، لكن كانت توجد طرق أقل إهانة له ليفعل هذا.
ولفت إلى أن صورة انفجار على سطح الكرملين، في ظل وجود لافتة ضخمة أمام الكرملين احتفالاً بيوم النصر في التاسع من مايو، ستكون واحدة من أكثر الصور إحراجاً طوال سنوات نظام فلاديمير بوتين.
وبغض النظر عمن كان المسؤول وما هي دوافعه، فإن هذه الصورة المهمة للغاية ستظل بارزة إلى الأبد في تاريخ موسكو.
ومن غير الواضح على الإطلاق من المسؤول، كما أن الإنكار السريع من جانب أوكرانيا بشأن تورطها في الهجوم لن يسهل مهمة توجيه الاتهام.
وأشار البعض إلى أن هذا هجوم (زائف) دبره الكرملين لتبرير المزيد من الفظائع في أوكرانيا، ويشيرون إلى الطريقة التي تم بها نشر الأخبار وتضخيمها على القنوات الموالية للدولة.
لكن هناك تأثيرات معينة للهجوم، بغض النظر عمن وراءه أو ما تم الكشف عنه، فالحديث هنا عن أن شيئاً ما قد اخترق الطبقات العديدة للدفاعات الجوية الروسية المحيطة بموسكو!
وفي يناير من هذا العام، أظهرت التقارير الواردة من العاصمة الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي بانتسير (وربما أنظمة إس-400 المتطورة للغاية) يتم نشرها على سطح وزارة الدفاع الروسية في وسط موسكو وإدارة التعليم، التي تقع على بعد حوالي كيلومترين.
وحتى لو كانت هذه مؤامرة يحلم بها الكرملين، فإن فكرة أن أي شخص في موسكو بما في ذلك الرئيس، يمكن أن يتعرض لهجوم بسبب شبكة دفاع جوي غير كفؤة لن يصدقها الروس.
ربما يكون "بوتين" قد اختلق هذه التمثيلية كطريقة لضمان القبول بأي إعلان عن التعبئة الكاملة للحرب.
لكن هناك طرقاً أقل إحراجاً له لإثارة الهستيريا الوطنية، مثل تفجير سيارة مفخخة في الكرملين، على سبيل المثال، أو حتى (هجوم إرهابي) أوكراني.
وإذا كان هذا (الحادث زائفاً) بالفعل، فإن "بوتين" يلعب بالنار، لأنه سيكون من الصعب على "بوتين" تهدئة الجماهير المذعورة والغاضبة، بعد أن تحملت عاماً من هذه العملية العسكرية الخاصة جداً، وبعد أن شاهدت الطراد الشهير "موسكوفا" يغرق، بالإضافة إلى نجاحات أوكرانية أخرى.
أما واشنطن فسوف تطلب توضيحاً عما حدث، لأنها دائماً ما كانت تقلق من فكرة تنفيذ كييف ضربات خارج الحدود الأوكرانية في الأراضي الروسية.
وإذا ما كان هذا هجوماً أوكرانياً بعد أن طورت كييف أسطولاً دقيقاً من الطائرات بدون طيار بعيدة المدى، دون إبلاغ الولايات المتحدة بهذه الخطط، فقد يكون ذلك خطأ دبلوماسياً من جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بغض النظر عمن يقف وراء الهجوم، نحن مدعوون للاعتقاد بأن شبكة الدفاع الجوي الروسية غير كفؤة لدرجة أنها غير قادرة على منع ضربة في قلب عاصمة الأمة.