عيد العمل.. مع "ابدأ"

عيد العمل.. مع "ابدأ"سعيد عبده

الرأى5-5-2023 | 16:17

احتفلت مصر والعالم بعيد العمال فى الأول من مايو، وهو تأكيد لأهمية دور العمال والعاملات فى بناء الوطن، وأنه على الرغم من كل الأزمات العالمية وما يدور من حولنا؛ فإن الاهتمام بالعامل المصرى كان محل تقدير ورعاية من القيادة السياسية فى عدة محاور تحدثنا عنها من قبل؛ من برامج رعاية صحية واجتماعية، وتوفير مساكن ومدن جديدة، ومشروعات استوعبت المزيد من العمالة، وفتحت أبواب رزق للتغلب على التضحم، وتقليل نسبة البطالة بقدر الإمكان.

ولكن هناك جوانب مهمة متمثلة فى رفع الأجور لتتماشى مع متطلبات الحياة، وكذلك أصحاب المعاشات وصرف إعانات بطالة للعمالة غير المنتظمة أثناء كورونا لمدة ستة شهور، مع صرف ألف جنيه مؤخرًا كإعانة عاجلة للعمالة غير المنتظمة.

أيضًا وثيقة جديدة من شهادة أمان لتغطية التأمين على الحياة وضرورة التزام القطاعين العام والخاص، بنسبة تشغيل 5% للأشخاص ذوى الإعاقة.. ولأول مرة زيادة نسبة تشغيل النساء والتى تمثل 50% من المجتمع.

هذا مع مواكبة التطور فى العالم، حيث سيتم إنشاء منصة وطنية لمعلومات سوق العمل.. وأتمنى أن يتم دراسة المعلومات التى تتوافر على هذه المنصة لمعرفة حجم العرض والطلب فى السوق المصرى، ونوعية الوظائف التى يحتاجها السوق.. وهل هى متوافرة؟ وإن كان هناك نقص فى نوعية معينة تكون مهمة مراكز التدريب ومخرجات التعليم من وزارتى التعليم والتعليم العالى ليكون مواكبًا ومتماشيًا مع السوق المصرى، وليس هذا فحسب، لكن أيضًا السوق العربى لأننا من الدول المصدرة للعمالة، وإذا لم يتم تطوير هذه العمالة والبعد عن المنهج العشوائى الذى يسىء لمصر، ويقلل من قيمة العامل المصرى فى السوق العربى، فإن هذا سيجعل من جنسيات أخرى منافسًا كبيرًا للعامل المصرى هناك.

أيضًا والأهم وظائف المستقبل فى ظل التطور الخطير للذكاء الاصطناعى، وأثر ذلك فى خلال خمس سنوات من حيث إلغاء نسبة ليست بالقليلة من الوظائف الموجودة الآن منها أعمال السكرتارية وبعض الوظائف المصرفية وغيرها.

وهذا ناقوس خطر بالنسبة للدول كثيفة العمالة، والتى تحتاج إلى فرص عمل لاستيعاب المعروض فى سوق العمل.

الأهم

حملة قومية لتحسين الصورة الذهنية لبعض الوظائف والمحافظة على القيم.. هذا شىء مهم جدًا جدًا ومصيرى، فلابد من تغيير الكثير من العادات والتقاليد والموروثات التى تقلل من وظائف معينة دون سبب وتعلى من الجانب الآخر.. فالكل يساهم بجزء فى العملية الإنتاجية فى المجتمع.

أيضًا كيفية قضاء ساعات العمل ومحاسبة النفس على المنتج أو المخرجات.. وليس قضاء وقت!! فقط على (أد فلوسهم) كالتعبير الشائع.

إن تغيير هذه الصورة يساعد فى جودة العمل ويزيد من الإنتاجية، ويتوافق مع ما تدعو إليه الأديان السماوية، وهى قيمة يحتاجها المجتمع، وبصفة خاصة الشباب المقبل على العمل أو أثناء الإعداد فى المراحل الدراسية وتعليم هذه القيم.. ليكون الناتج من هذا المجتمع يتوافق مع قدراته وما يجب أن يكون عليه ونأخذ المكانة التى تستحقها بين الأمم.

ليس هذا فقط، ولكن للعمل ضروريات؛ أولها المعرفة والعلم والتدريب المستمر والانتماء وكيفية صناعة نموذج وقدوة للغير فى هذا الوقت.

أتابع منذ فترة مشروعا من المشروعات المهمة، والتى لها أثر طيب فى المجتمع المصرى، حيث كان الكثيرون يتحدثون عن مشاكل الصناعة و المشروعات الصغيرة، وأن الكثير من المشروعات القائمة تتوقف، أو هناك صعوبة فى استخراج الأوراق اللازمة للمشروعات، وهذا الأمر حديث يتداوله الكثير، وأنه له أثر على العمالة وارتفاع نسبة البطالة وزيادة الإنتاج وصعوبة التصدير وحاجة الدولة إلى صناعة وطنية قادرة على الوفاء باحتياجاتنا، وتكون منافسة للمنتج الأجنبى، وقابلة للتصدير من حيث الجودة والسعر.

وكان دائمًا الحديث أحيانًا عن معاناة حقيقية وأحيانًا يستغل للتأثير على الاستثمار المحلى وأيضًا الاستثمار الوارد من الخارج.

ابدأ

إلى أن ظهرت مبادرة «ابدأ»، بعد دراسة للكثير من احتياجات السوق، وأيضًا طلبات المستثمر وصعوبة بعض الإجراءات من البيروقراطية، التى مازالت تؤثر بالسلب وتجهض محاولات البناء، وتلغى آثار كثير من القرارات، التى تحل مشاكل كثيرة تحاول الحكومة جاهدة حلها.

بل وكان ومازال الرئيس من خلال جولاته ولقاءاته فى ربوع مصر يبث روح الطمأنينة للمواطن والمستثمر، ويشجع الشباب على الابتكار وخلق فرص عمل وبناء مصر الجديدة بسواعد أبنائها.

من هنا كان أهمية (ابدأ) كمشروع للصناعات الصغيرة والمتوسطة يقدم النصح ولديه أولويات باحتياجات الأسواق فى كل المجالات من دراسة الجدوى والمساعدة فى تسهيل الإجراءات والتراخيص لصاحب المشروع حتى يبدأ الإنتاج مع المساعدة فى التسويق لهذه المشروعات.

علمًا بأن المبادرة عملت فى كل محافظات مصر بدءًا من وجه قبلى إلى كل محافظات مصر وبدأت بالفعل المشروعات والإنتاج بالأسواق أو للتصدير وفرص العمل التى تحققت لأبناء هذا البلد، حقيقى شىء يفرح ونأمل المزيد من هذه المشروعات لتحقيق تكامل وطفرة فى الإنتاج، بما يلبى احتياجات السوق المحلى، وتقليل الفجوة بين الاستيراد والتصدير.

ولكن إلى جانب ابدأ لابد أن يكون هناك تغيير فى النفس والسلوك، وأن يعمل الكل بطريقة تقدس العمل، وأن تحارب الرشوة وكافة أنواع الفساد من استغلال وضياع وقت العمل إلى تعطيل مصالح من يتعامل معهم وقضاء حوائج الناس إلى الرشوة والكثير من العادات والسلوكيات التى يعانى منها مجتمعنا وتؤثر على المجتمع.

«Sos» وهل يعقل أن نحطهم فى الشارع

بهذا التصريح كان رد الدكتورة «نيفين القباج»، وزير التضامن الاجتماعى مع الإعلامى عمرو أديب، ردًا على ما أثير فى مواقع التواصل الاجتماعى، بشأن إخلاء دار أيتام قرية «Sos» فى مدينة نصر لوضع حد للغط الدائر.. وإنها مستعدة للرد على أى موضوع لإيضاح الحقيقة، مؤكدة أن أرض دار الأيتام لا تؤول إلى وزارة التضامن الاجتماعى والتعامل مع إخلاء دار «Sos» ليس متعلقًا بمساحة الأرض بل عدد الأيتام الموجودين والظروف المواتية لبقائهم.

وإن ما يتم تداوله حول إخراج الموجودين فى الدار غير صحيح «ومش هنسيب اللى فى إيدنا ونرد على كم هائل من التعليقات غير المدروسة.. البلد بنبنيها مع بعض ونحميها أيضًا».

إن «Sos» ليست أول و آخر مؤسسة رعاية تغلق أبوابها وأن نسبة الإشغال لا تكمل 60% فى كل المؤسسات، ولكن لا نمتلك عمالة كافية
أو إخصائيين والأمر يتطلب تعظيم الفائدة من الموجود ووضع الأولاد فى أماكن ملائمة لأعمارهم وأعدادهم ومساحة المكان.

ومن يريد الانضمام للجنة الإصلاحات وإعادة الهيكلة لقطاع الرعايا نفتح الباب على مصراعيه.

أضف تعليق