قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: أعلم أيها المسلم أنك لا تدخل دائرة الإيمان إلا بحبه صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيره وتعظيمه، فهو جوهرة النفوس وتاج الرؤوس وسيد ولد آدم أجمعين .
وقد أرشدنا سبحانه وتعالى إلى التأدب مع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فخاطب جميع النبيين بأسمائهم أما هو فلم يخاطبه باسمه مجردًا بل قال له: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، و {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ}.
ومن الأدب معه صلى الله عليه وآله وسلم أن نُسَوِّدَهُ كلما ذُكِر فهو سيدنا وشفيعنا وملجأنا يوم الحشر.
كما أجمعت الأمة على استحباب اقتران اسمه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بالسيادة في غير الألفاظ الواردة المتعبد بها من قبل الشرع. بينما ذهب كثير من الشافعية والمالكية والحنابلة؛ أنه يستحب اقتران الاسم الشريف بالسيادة أيضًا في الأذان والإقامة والصلاة؛ بناءً على أن "الأدب مقدم على الاتباع".
قال الإمام العارف بالله ابن عطاء الله السكندري: "وإياك أن تترك لفظ السيادة (عند ذكر المصطفي صلى الله عليه وآله وسلم)؛ ففيها سر يظهر لمن لازم هذه العبادة" (مفتاح الفلاح).
ومن صيغ الصلاة على النبي: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ، قَائِدِ الخَيْرِ ، وَفَاتِحِ الْبِرِّ ، وَنَبيِّ الرَّحْمَةِ، وَسَيِّدِ الْأمَّةِ. وَابْعَثْهُ اللَّهُمَّ مَقَامًا مَحْمُودًا تُزْلِفُ بِهِ قُرْبَهُ، وَتُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ ، يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ. اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضِيلَةَ، وَالشَّرَفَ وَالْوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَالمَنْزِلَةَ الشَّامِخَةَ، وَبَلِّغْهُ مَأْمُولَهُ، وَاجْعَلْهُ أَوَّلَ شَافِعٍ، وَأوَّلَ مُشَفَّعٍ. اللَّهُمَّ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ، وَثَقِّلْ مِيزَانَهُ، وَأَبْلِجْ حُجَّتَهُ ، وَارْفَعْ فِى أَهْلِ عِلِّيِّينَ دَرَجَتَهُ، وَفِى أَعْلَى المُقَرَّبِينَ مَنْزِلَتَهُ. اللَّهُمَّ أَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِى زُمْرَتِهِ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ، وَاسْقِنَا مِنْ كَأْسِهِ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَادِمِينَ وَلَا فَاتِنِين وَلَا مَفْتُونِينَ. آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
وقَالَ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ،: قَالَ لَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ : "إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ . قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَعَلِّمْنَا . قَالَ: فقُولُوا: اللهُمَّ اجْعَلْ صَلاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وبركاتك عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ، اللهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد".