التضخم العالمى بسبب نمط استهلاك المجتمع الأمريكى وسلاسل الإمداد
التصارع على قيادة اقتصاد العالم لا ينذر بانتهاء الأزمة قريبا
الدولار يسيطر على اقتصاد العالم لعقود قادمة
علقت الدكتورة سمر عادل الخبيرة اقتصادية، على قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) رفع معدل الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية ليتراوح بين 5 و5.25 %، قائلة: "تبعات القرار أدت إلى رفع سعر الفائدة فى عدد من البنوك المركزية حول العالم، ومن الوارد وجود سياسة نقدية تشددية، وهذا يعنى استمرار التضخم فى أمريكا، ولم يحسم الفيدرالى الأمريكى أمره بعد".
وأضافت عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء: تصريحات جيريمي باول (ضبابية).. يقول إنه يسعى إلى استقرار التضخم عند نسبة 2 %، وهذا أمر صعب اقتصاديا. رغم أنه مؤشر لاستمرار اكتساب الدولار قوة اقتصادية، وهو ما يؤثر على الأسواق الناشئة".
وأكدت عضو هيئة تدريس بأكاديمية الأهرام الدولية: "الدولار محتفظ بقوته، رغم مرور العالم بأزمة كورونا والحرب فى أوكرانيا، وأخيرا الهجمات على الكرملين. استطاع العالم امتصاص الأزمات والتكيف معها، والأمور تسير فى اتجاه زيادة حدة الأزمات الاقتصادية مع تأجج الوضع السياسى والعسكري فى أماكن متفرقة على خريطة العالم".
وتابعت الدكتورة سمر عادل: "المشهد الاقتصادى القادم فى الدول الناشئة، يضع الدول فى حاجة لابتكار خطط جديدة للتعامل، خاصة أن بعض الدول النامية محاطة بحروب إقليمية".
وتعود أسباب التضخم إلى نمط الاستهلاك فى مجتمع الولايات المتحدة الامريكية، فهو مجتمع استهلاكى. وكذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما تسببت فيه من أزمة فى سلاسل الإمداد للسلع الغذائية وغيرها. بالإضافة إلى الحرب الاقتصادية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، وشهدت فرض رسوم جمركية ودخول سلع فى القائمة السوداء، ما يشير إلى زيادة التضخم، حسبما أفادت الخبيرة الاقتصادية.
متى تنتهى الأزمة
وحول وجود أفق محدد ومدى زمنى يمكن الاشارة إليه بانتهاء الأزمة، قالت الدكتورة سمر: "ليس لها أفق لأنه تصارع على قيادة العالم اقتصاديا، والتنافس قائم على أشده، وهذا يعنى زيادة التضخم. والتضخم لن ينتهى، حتى لو انتهت الحرب الروسية الأوكرانية. لأن الحرب الاقتصادية ممتدة".
وبالانتقال إلى تأثيرات قرار الفيدرالى الأمريكى على سياسات البنوك المركزية فى العالم، أكدت عضو هيئة تدريس بأكاديمية الأهرام الدولية: "البنوك المركزية فى مأزق كبير، لان الفيدرالى الأمريكى، أعلن ارتفاع سعر الفائدة ولم يعلن عن سياساته فيما هو قادم، بالتالى يسيطر الغموض على خطط البنوك المركزية، وهناك ردود مباشرة، وردود تأخذ وقت ومنها مصر"
تأثر مصر
أكدت: "تتأثر مصر برفع سعر الفائدة، لأنه يؤثر على الديون بشكل سلبى، وتحتاج إلى رفع سعر الفائدة بسبب أزمة الدولار، رغم الاعلان عن ارتفاع الاحتياطى الفيدرالى، فكلما زاد سعر الفائدة فى أمريكا، يتأثر العالم كله. من الوارد أن يثبت البنك المركزى المصرى سعر الفائدة، الضغط كبير على العملات الوطنية، الدولار قوى جدا، ولا يمكن الحديث عن عدم تأثير الدولار على الدول قبل عدة عقود، ومازالت محاولات الدول لاستبدال الدولار بالعملات الوطنية، هى أداة لتخفيف حدة التأثير فقط وبنسبة ضعيفة جدا".
وعن ثلاثية الدهب والدولار والجنيه، قالت الخبيرة الاقتصادية: الذهب يتأثر بعوامل العرض والطلب، وسعر صرف الدولار، وكذلك المخزون المصرى من الذهب، وإذا كانت مصر مقبلة على تخفيض جديد لقيمة الجنيه، فيمكن أن يصل الدولار إلى تحت سقف 35 جنيها، وهو ارتفاع فى أسعار السلع ومنها الذهب. مضيفة: تقول القاعدة العامة أن الذهب هو الملاذ الآمن لحفظ مدخرات المواطنين، إذا ما تم الاحتفاظ به لمدة سنة، وأدعو إلى تنويع المحفظة الاستثمارية، يعنى شراء الذهب وشهادات الإدخار فى البنوك وأذون الخزانة.
الحرب الاقتصادية
الصين تُجبه مع روسيا لفتح مسار جديد مواجه للولايات المتحدة، وتسعى لتحويل العالم إلى متعدد الاقطاب،
قد يحدث ولكن بعد عقود، الولايات المتحدة تحتفظ بقدراتها، ومن وقت لآخر تعبر عن قدراتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وفى توجيه ضربة عسكرية للكرملين عبرة، فهى رسالة مبطنة للصين وروسيا أنهم مازلوا فى الإطار ولم تخرجا منه بعد. وبغض النظر، فإن سياسة أمريكا لاستنزاف روسيا، نجحت فى أوكرانيا، لوقف نمو الاتحاد السوفييتى الجديد، والصين لا تدخل فى مغامرات عسكرية وتكتفى بالتلويح فقط، وأرى أن الولايات المتحدة الأمريكية لها الغلبة، ولكن هذا لا يعنى ان النظام العالمى لن يتغير، بل سوف يشهد تغيرا كبيرا.