لا يخفى على أحد أن مصر تتعرض حاليًا للعديد من الضغوط الاقتصادية والسياسية، وما يحدث فى السودان الآن.. هو أحد عناصر هذه الضغوط.
وفى رأيى أن كل هذه الضغوط لا تمثل لمصر سوى مجرد " رياح خفيفة" عابرة.. إن شاء الله.. "وياما دقت على الراس طبول"!
ولكن ما يلفت النظر هو هذا التزامن و"توزيع الأدوار" بين بعض المؤسسات الدولية والتى أشادت كثيرًا من قبل بالاقتصاد المصرى ومعدلات نموه المتزايدة، وبين "بعض" رجال الأعمال المصريين الذين منحتهم الدولة من قبل كافة التسهيلات الممكنة (أراضى – وقروض)، وسمحت لهم بقيادة عمليات التنمية لعشرات السنوات الماضية!
فالملاحظ أن هناك تكرار فى نشر التوقعات السلبية من مؤسسات التقييم وبعض البنوك الأجنبية وخاصة الأمريكية منها.
وهناك أيضا تصريحات متكررة من بعض رجال الأعمال عن جاذبية بعض عواصم الدول الشقيقة للاستثمار، وأن مصر بها الكثير من المعوقات التى تحد بل وتمنع من الاستثمارات الجديدة (محلية وأجنبية)، هذا فى حين نقرأ ونسمع من آن لآخر عن قدوم شركات صينية ويابانية وألمانية لإنشاء مصانع لها فى مصر أو التوسع فى اسثتماراتها القائمة حاليًا، مثل شركة مرسيدس، وتويوتا وغيرهما.
والغريب أن تطالب بعض "الصناديق" بضرورة تخفيض سعر الصرف الحالى، بالتزامن مع طرح شركات جديدة للخصخصة!!
والمعنى واضح.. بيعوا ونحن نشترى بأقل الأسعار!، أو أعلنوا عن عروض جديدة "اشترى شركتين وخد الثالثة مجانا"!!
أعتقد أن الكل يعلم أن هذا الكلام (الخارجى والداخلى) لم يعد له مصداقية لدى المصريين، فقد تعدينا مرحلة الوقوع فى "الكمائن"، وكفى ما حدث عام 2011، ليس عندنا فقط ولكن فى العديد من البلاد العربية وتحت شعار برّاق خادع سمى بـ "الربيع العربى"، والنتيجة أن أربعة دول خربت والخامسة على الطريق!!
ونعلم جميعًا أن عندنا مشكلة فى سعر الصرف، ولهذا نتساءل: لماذا يمتنع صندوق النقد عن صرف الشريحة الثانية من القرض المتفق عليه؟!.. وهل يصح أن يخدع الطبيب المريض الذى وثق فيه؟!
وكيف يمتنع الأشقاء عن المساعدة أو السماح للصناديق السيادية الخاصة بهم فى التردد أو التلكؤ فى إقامة استثمارات جديدة على أرض مصر والتى مازالت تحقق عائد مرتفع مقارنة بأماكن أخرى؟!
وهل يصح أو يجوز للقطاع الخاص المصرى الذى ترعرع وتضخمت ذاته فى حضن الدولة ورعايتها له، أن يتخاذل أو يهدد بنقل استثماراته لدول أخرى؟!.. وهنا يتأكد صحة ما توقعه أبو الطيب المتبنى، عندما قال:
أعلمه الرماية كل يوم
فلم اشتد ساعده رمانى
مصر بلدكم، تربيتم من خيرها وشربتم من نيلها، وكانت موطن الأجداد كما ستكون بإذن الله موطن الأحفاد.
رجاء "الإفاقة" والانتباه لما يحاك!.. والقادم أفضل بإذن الله.