لم يكن تجسيد فيلم عن كليوباترا والإدعاء بأنها زنجية شيء جديد، فقد سبق تلك الأكاذيب الكثير من الخرافات وبحسب مؤرخين وعلماء أنثروبولوجيا غربيين فإن الأهرامات وأبو الهول ربما يكونان كافيين لأن يجعلا كثيرين يرغبون فى الانتساب إلى تلك الحضارة.
وقد فند عالم المصريات البريطاني الشهير، السير ألان جاردنر فى كتابه «مصر الفراعنة»، الصادر عام 1961 فى أكسفورد، هذه المزاعم. فمن المعروف أن نفرتيتي كانت بنت الحاجب الكاهن «آي»، وهو من سلالة الكهنة والرؤساء الأقدمين بوادي النيل. ووفقاً لجاردنر فإن الإدعاء الأرميني يقوم فى سبيله عائق يحول دون قبوله، وهو أن المعروف أن نفرتيتي كان لها أخت، وأن «تي» قرينة الحاجب الكبير كانت ترضعها وتربيها.
ففي أرمينيا، هناك زعم بأن الملكة نفرتيتي أرمينية الأصل وليست مصرية، إذ يعتقد بعض المؤرخين الأرمن أن الملك أمنحوتب الرابع (1383-1375) تزوج بالأميرة الأرمينية توتوخيبا المعروفة فى مصر القديمة بـ»نفرتيتي»، التي انتقلت بالأساس إلى مصر للزواج من أبيه أمنحوتب الثالث قبل وفاته. وبحسب زعمهم فإن تلك الأميرة من مملكة ميتاني فى المرتفعات الأرمينية.
وبحسب دراسة لـمؤسسة هنداوي الثقافية فإن اللبس فى تحقيق نسب نفرتيتي لدى الأرمن ربما حدث نظراً إلى تاريخ الفترة التي عاشت فيها، وهي فترة مشهورة فى تاريخ الشرق الأوسط القديم بكثرة علاقات المصاهرة بين الفراعنة وملوك الحيثيين والميتانيين، وغيرهم من شعوب الحدود بين آسيا الصغرى وما جاورها إلى الشرق وإلى الجنوب، ومن هؤلاء قبائل أرمينية إذا صح أن قبائل الحيثيين جميعاً ترجع فى أصولها إلى شواطئ بحر الخزر من مشرقه إلى مغربه، حيث تتلاقى الحدود بين تلك الأقاليم والأقاليم الأرمينية إلى اليوم.
أكذوبة عبيد الأهرامات
وبينما يزعم بعض اليهود أن أسلافهم هم من بنوا الأهرامات خلال فترة استعبادهم فى مصر القديمة، فإن هذه المزاعم تبددت بعدما عثر الأثريون على أدلة بأن العمال الذين عملوا فى إنشاء الأهرامات كانوا من السكان المحليين الذين تم دفع أجور لهم مقابل خدماتهم وتم بناء قبورهم بجانب تلك الأهرامات تكريماً لجهودهم. وحسب موقع «ديسكفر» العلمي فإنه فى عام 1990 تم العثور على عدد من المقابر المتواضعة لعمال الأهرامات على مسافة قصيرة من مقابر ملوك الفراعنة. وفى الداخل اكتشف علماء الآثار جميع السلع الضرورية التي سيحتاج إليها العمال للتنقل عبر ممر إلى الحياة الآخرة، وهو كرم كبير من غير المرجح أن يمنح للعبيد العاديين، وفق تفسير العلماء.
وتم أيضاً العثور على ما يعتقد أنه كان منزلاً أو مقر إقامة لأولئك العمال، وداخل تلك الثكنات الكبيرة عثر العلماء على بقايا كثيرة من الوجبات التي تناولوها، بما فى ذلك وفرة من الخبز واللحوم. ويمكن العثور على رسومات هؤلاء العمال فى جميع أنحاء المباني التي قاموا بإنشائها. كانت العلامات المكتوبة باللغة المصرية مخفية على كتل داخل الأهرامات حيث تم تسجيل أسماء مجموعات عمل مختلفة، بما فى ذلك «سكارى منقرع» و«أتباع التاج الأبيض القوي لخوفو»، وتم تسمية كلتا المجموعتين على اسم الفراعنة فى عصرهما.