وجه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري، ولكل المصريين حكومًتا وشعبًا على استقبالهم للشعب السوداني في محنته، مشيرا إلى أن الشعب المصري هم ليسوا بغرباء عن السودانيين، وكرمهم واستقبالهم لهم قديم، ففي كل محنة تصيب السودان، هم الأقرب دوما، وليس الأمر بغريب وبعيد عنهم، لهم الشكر والتقدير.
ورحب البرهان، خلال اتصال هاتفي مع قناة "القاهرة الإخبارية" الفضائية لبرنامج "ملف اليوم" مع الإعلامية أية لطفي، الليلة الماضية، بكافة المبادرات التي تحقن دماء الشعب السوداني، وكل مبادرة تبعد شبح الحرب الأهلية عن السودان؛ فضلا عن تأييده لكل مبادرة تعيد اللحمة الوطنية وتعيد للسودان استقراره وأمنه.
وأشار إلى أن "متمردي الدعم السريع"، الذي يسيطر عليها محمد حمدان دقلو، وشقيقة عبد الرحيم، يحاولان ابتلاع السودان، بواسطة القوة العسكرية فقط، علما بأن حميدتي، يخوض الحرب من أجل أطماعه الشخصية فقط، موضحا أنه كان يعتبر قوات الدعم السريع قوة حليفة ومساندة للقوات المسلحة وكان يمدها بالأسلحة، كون تلك الأسلحة في النهاية تعود للقوات المسلحة السودانية، كما كان يأمن لهم وجودهم في مؤسسات الدولة، إذ كانوا متواجدين في كافة مؤسسات الدولة بجانب القوات المسلحة.
واعتبر أن قوات الدعم السريع قامت بفعل غادرًا وخائنا، وسددت بموجبه طعنة ليست فقط في ظهر القوات المسلحة السودانية، ولكن طعنة لكل الشعب السوداني، كما تسببت تلك الأعمال الخائنة في كافة المأسي التي يعيشها السودانيون الآن، مشيرا إلى أن كل الأسر السودانية في الخرطوم أصابها ضرر بالغ، بيوتها احتلت، وممتلكاتها نهبت، وخدماتها تعطلت، ضرر كبير أصاب الشعب السوداني وسكان الخرطوم على وجه الخصوص من هذه العملية الغادرة التي نظن أنها توصم قوات الدعم السريع وصمة عار لن تتخلى عن قيادتها أبدا".
وأشار رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني إلى إن كافة الولايات في السودان خالية ممن يسموا أنفسهم قوات الدعم السريع، إذ أنهم ميليشيات متمردة، علما بأن هناك بعض الوطنيين من قوات الدعم السريع انضموا للقوات المسلحة السودانية وهم محل ترحيب.
وأعلن الفريق البرهان، أن قوات الدعم السريع تتواجد في وسط المواطنين في العاصمة السودانية الخرطوم والمستشفيات، ومقار الشرطة، والمناطق الخدمية، فضلا عن وجودهم في مناطق الخدمات التي حرم منها المواطنون، مؤكدا أنه لا وجود لقوات الدعم السريع في مواقعهم العسكرية ولا أي موقع عسكري، ولكنهم احتموا فقط بالمواطنين بالعاصمة الخرطوم.
وأكمل أن الجيش السوداني يسعى لخروج قوات الدعم السريع من الأحياء المدنية من خلال المحادثات التي تجرى في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وإذا لم يتم تحقيق هذا الأمر فلا فائدة من أي تفاوض، كذلك يجب تفعيل هذا الأمر مع كل هدنة لوقف إطلاق النار.
وشدد على ضرورة أن يكون سريان وقف إطلاق النار حتى خلال الهدنة المؤقتة يجب أن يكون مصحوبا بأن تكون المستشفيات ومراكز الخدمة ومراكز الاتصالات، ومراكز الوقود، والكهرباء والمياه وغيرها والمجمعات الخدمية كلها يجب أن يتم اخلاؤها من قوات الدعم السريع.
وأضاف الفريق عبد الفتاح البرهان، :"إننا لا نتحدث حاليا عن العمل السياسي خلال تفاوضنا مع أي مبادرة لوقف الاقتتال في السودان، لكن نتحدث فقط عن وقف القتال، ووقف العمليات العسكرية، ونتحدث عن عودة الطمأنينة للمواطنين"، مشددا على أن الطمأنينة والاستقرار لن يعود في ظل انتشار قوات الدعم السريع في أسطح المنازل وداخل منازل المواطنين، علما بأن معظم البنوك والسفارات ومؤسسات الخدمة العامة، حتى البعثات الدبلوماسية مثل الاتحاد الافريقي واليونيسيف والهلال الأحمر تم نهبهم بواسطة قوات الدعم السريع.
وتابع، أن المبادرة الجارية الآن في جدة نحن رحبنا بها، وبكل المبادرات نرحب بها، الآن لدينا ممثلين، هؤلاء ممثلون لحكومة السودان وليس للقوات المسلحة فقط، لوجود بعض الدبلوماسيين ضمن الوفد، مجددا القول إن :" هذه المبادرة نحن نسعى في أن تضع أسس حقيقة لوقف القتال، تشتمل على الانسحاب من المناطق السكنية ومناطق الخدمات وإخلاء منازل المواطنين من قوات الدعم السريع، وخلاف ذلك، لا يمكن أن أتحدث عن وقف لإطلاق نار، ولا يمكن أتحدث عن أي عمل يمكن أن يتم".
وقال البرهان إنه يسعى من كافة الهدن فتح ممرات للأعمال الإنسانية ووقف إطلاق نار دائم لكن يجب أن يكون مصحوبا بخروج قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم، لأنه لا يوجد لديهم سوى هذه البقعة فقط وهي الخرطوم، بعدها يمكن أن ننظر في الأمور الأخرى، سواء التسوية الدائمة أو غيرها، لكن الأهم نثبت وقف إطلاق نار دائم يعيد الحياة للعاصمة السودانية.
وتابع البرهان :" نحن حريصين على إيقاف هذه الحرب، وعدم توسعة دائرتها، نحن نقول إن هذه الحرب نخشى أن تننقل إلى ولايات أو إلى أقاليم السودان الأخرى، إذا حدث أي تصدع في العاصمة الخرطوم حتما سينتقل الصراع إلى الأقاليم أو الولايات لأن الشعب السوداني كله قال كلمته".
واختتم رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني حديثه بالقول إن الشعب السوداني قال كلمته بأنه ضد تصرفات هذه الميليشيات وضد ما تقوم به قوات الدعم السريع، لا أحد الآن يتحدث عنهم حديث إيجابي، لكن الجميع يتحدث عن أدوارهم السالبة، كل أقاليم السودان طلعت تساند القوات المسلحة السودانية.