هل كانت هناك مملكة إفريقية قديمة فى مصر وكانت لها إسهامات فى الحضارة المصرية القديمة وتؤيد ما تروجه الأفروسنتريك من مزاعم حول التاريخ الفرعوني؟
الحقيقية تؤكد أن الأفارقة السود يستغلون جزءاً من التاريخ لا علاقة له ببناء الحضارة المصرية عندما حكم الكوش مصر فى العصر المتأخر ولفترة وجيزة خلال مرحلة الأسرة الخامسة والعشرين (746 قبل الميلاد إلى 653 قبل الميلاد)،
أكدت مراجع تاريخية انه فى حوالي عام 1500 قبل الميلاد وصلت الأسرة الثامنة عشرة إلى الحكم فى مصر. وكان فراعنة هذه الأسرة هم من أسس الإمبراطورية الجديدة، التي تمثل قمة الحضارة على ضفاف نهر النيل. فبعدما قام أسلافهم بتوسعة نفوذهم حتى حدود تركيا الحالية، فإن الفراعنة أحمس وتحتمس الأول والثالث قاموا باحتلال بلاد النوبة. وقد دُمِّرَت مدينة «كرمة» بالكامل. ومن ثَمَّ أنشأ المصريون مدينة «دُكي قيل»، على بعد كيلو متر إلى الشمال.
وبعد مرور 700 عام، وبعد حقبة مظلمة، لم يتبق منها أية آثار أو شواهد تُذْكَر، حكمت المنطقة امبراطورية «الكوش» وعاصمتها «نَبَتَة»، والتي كانت تقع على بعد 300 كيلومتر من مدينة «كرمة» فى اتجاه منبع النهر.
من هنا شن الملوك الجدد للنوبة هجماتهم على مصر. وفى حوالي عام 730 قبل الميلاد ارتقى «بعانخي» ملك الكوش عرش «طيبة» (عاصمة مصر القديمة) وأسس بذلك الأسرة المصرية الخامسة والعشرين..
وقد حكم خلفاؤه لمدة سبعين عاماً تقريباً. وكان الملوك يضعون دائماً تاجاً يحمل ثعباني كوبرا، كرمز لتوحيد مصر والنوبة، وقد اتبعوا التقاليد المصرية إلى حدٍ بعيد. وبعد سقوطهم تم نقل عاصمة الكوش إلى الجنوب أكثر، إلى مدينة «مروي»، حيث كان الملوك يدفنون فى أهرامات.
وقد كشفت بعثة الآثار السويسرية فى «كرمة» عام 2003 عن تماثيل الفراعنة السبعة السود الذين حكموا «دُكي قيل». وكانت التماثيل مكسرة ومدفونة بحرص فى مخبئ تحت الأرض.
وبحسب عالم الآثار زاهي حواس فهي مملكة إفريقية قديمة كانت موجودة على طول وادي النيل فى ما هو الآن شمال السودان وجنوب مصر»، مضيفاً أن «حكم الكوش جاء بعد بناء الأهرامات بعقود، وأن الأفارقة السود لا صلة لهم ببناء الأهرامات من الناحية العلمية»
ولفت «حواس» إلى أن مصر لم يحكمها ملوك من أصحاب البشرة السمراء، إلا فى العصور المتأخرة، وبالتحديد عندما أسس ملوك كوش الأسرة الخامسة والعشرين، وحكموا مصر لعدة سنوات، وهذه الأسرة ليست لها أي صلة بالحضارة الفرعونية إطلاقًا، بدليل أن المباني التي بنيت خلال هذه الحقبة كانت عبارة عن تلال وليست الأهرامات المصرية، وهو ما ينفي صلة السود فى الولايات المتحدة بالحضارة الفرعونية مثلما يعتقدون.