رغم محاولة أكثر من فنان تعويض غيابه وتقديم نفس نوعية الأدوار التى كان يقدمها على الشاشة، ومنهم الفنانان سيد رجب وبيومى فؤاد، إلا أن أحدًا لم يستطع أن يعوض حتى الآن غياب حسن حسني.
وقد كان الفنان القدير الراحل، هو تميمة الحظ والنجاح بالنسبة لمعظم نجوم الكوميديا من الجيل الحالي، هنيدى وسعد ومكى وحلمى وهانى رمزى والراحل علاء ولى الدين، ولولا وجوده معهم فى أنجح وأهم أفلامهم، لما حققت كل هذا الوهج الجماهيري، بدليل أن معظم الأعمال التى قدموها منذ رحيله لم تحقق ولو ربع النجاح الذى حققوه وهو معهم.
والفنان حسن حسني، من أبرز الفنانين الذين غيروا مفهوم البطولة فى الأعمال السينمائية.. وكان من نجوم الصف الأول حتى وهو يجلس فى مقاعد الصف الثاني، وبلغة السينما عمل كسنيد لأبطال الأفلام التى شارك فيها، لكن الأدوار الثانية التى لعبها كانت تطغى فى معظم الأحيان على أدوار نجوم الصف الأول.
وفى السنوات الأخيرة كان هو جوكر السينما المصرية بلا منازع، به يضمن المنتجون والموزعون نجاح أفلامهم، وعلى أكتافه اتكأ كثير من ممثلى الجيل الجديد فى صقل تجاربهم، وتحسين أدائهم.
ولم يكن النجم الراحل نمطيًا، إذ استطاع فى سنوات عمله الطويلة فى السينما والمسرح أن يكون مقنعا على الدوام، فاستطاع أن يقدم التراجيديا بنفس الجودة التى قدم بها الكوميديا، كما قدم الأدوار الشريرة بنفس درجة الإقناع التى رأيناها فى أدواره الإنسانية.
كان يتقن اللعب مع الكبار، وكان قادرا على مجاراتهم بل التفوق عليهم، ففى فيلم "المواطن مصري"، الذى لعب فيه دور الأفاق والنصاب والمرتشى أمام النجم العالمى عمر الشريف، كان على قصر دوره ومحدودية المشاهد التى صورها فى الفيلم، قادرا على أن يحفر اسمه كأحد أبرز صناع هذا الفيلم وأبطاله، بسبب العفوية والتلقائية التى أدى بها هذا الدور.
فى قائمة الأفلام الكثيرة التى شارك فيها، كان الفنان الراحل يضيف أبعادًا مختلفة على الشخصيات التى يؤديها، وبسببه أحيانًا كانت بعض الأفلام تأخذ رصيدها من النجاح.
وفى فيلم "سواق الأتوبيس"، كان حسن حسنى ماهرًا فى تجسيد دور الانتهازى الذى سرق حماه، واستولى على أمواله مستغلًا كبر سنه ومرضه.
وفى موجة أفلام "الكوميديانات الجدد"، كان له حضور كبير فى معظمها، ولم يكن أى من هذه الأفلام يمكن أن يعطيه الجمهور جواز النجاح والمرور، إلا إذا كان حسن حسنى أحد أبطال الفيلم.
كان فنانًا محترفًا لم نسمع فى سيرته الشخصية ما يشين، ولم تطله الشائعات التى كانت تطال الناجحين من أمثاله، وظل حتى وهو فى العقد التاسع من عمره قادرا على العطاء والإبداع، لم يتقاعد ولم يعتزل، وظل مثل الأشجار التى تموت واقفة حتى وهو يسلم الروح.