الهوية والتنسيق الحضاري

الهوية والتنسيق الحضاريسعيد عبده

الرأى13-5-2023 | 14:14

جهاز التنسيق الحضاري هو جهاز فى غاية الأهمية يعمل على تأكيد الهوية المصرية من خلال استراتيجية محددة هدفها بناء المواطن المصرى. والحقيقة يسعدنى متابعة التقرير السنوى له، وما يقوم به من أجل الحفاظ على الهوية وتفعيل دور المؤسسات الثقافية، وقد أسعدنى الصديق «محمد أبو سعدة»، رئيس الجهاز بأن أرسل لى نسخة من تقرير عام 2022، ومنه يتضح أهمية ما يقوم به هذا الجهاز، والتراكم فى الإنجازات السنوية التى تتم على الأرض؛ ومنها تعزيز القيم الإيجابية بعدة مبادرات مهمة؛ منها مبادرة «100 مليون شجرة»، فالتشجير أحد أهم الحلول الرئيسية لمواجهة تغير المناخ بالمدن، وهذا يتطلب خطة واضحة المعالم، ودراسات لاختيار أنواع الأشجار، التى يمكن الاعتماد عليها.. حيث إن الأشجار جزء مهم فى الحفاظ على التوازن البيئى وتنقية الهواء والحد من التلوث.
كذلك استخدام النباتات قليلة استهلاك المياه؛ لتحويل المدن إلى مجموعة من المحاور الخضراء مع استبعاد زراعة جميع أنواع النخيل فى الشوارع.
كذلك مبادرة زراعة 1859 شجرة «بونسيانا» فى بورسعيد، والتى تمثل أحد عناصر شخصية المدينة التى اشتهرت بها منذ نشأتها. ووضع أسس ومعايير للإعلانات فى المناطق ذات القيمة المتميزة فى ضوء التشريعات والقوانين الراهنة، مع الالتزام بالمعايير والضوابط الدولية من السلامة المرورية والراحة البصرية، وامتدادًا لمشروع ذاكرة المدينة – وعاش هنا – وحكاية تاريخ.
مزار الخالدين
كان اختيار العاصمة الإدارية لما تحمله من قيمة مستقبلية. وتتمثل أهمية المشروع فى تعزيز البعد الثقافى والهوية من خلال المزار، وهى دمج نواحى المعرفة المقدمة فى المزار بفكرة المناطق المفتوحة. ويشمل المشروع مركزا للزوار، ومكتبة، ومتحفا يضم الكنوز العلمية والفنية والأدبية لشخصيات مؤثرة فى بناء تاريخ مصر القديم والحديث، وقاعات تحكى تاريخ الشخصيات ونصبا تذكاريا.
هذا إضافة إلى تنمية الموهوبين والمبدعين من خلال مسابقات واختيار أفضل الأعمال للمشاركة فى معرض المسابقة.. وهناك العديد من الأقسام لذلك، مثل التراث المعمارى والتصوير الفوتوغرافى، والمشاركة فى بينالى فينسيا بأفضل الأعمال داخل جناح مصر. ومسابقات تصميم الميادين بعواصم المحافظات، والتى بدأت منذ سنوات لإضفاء قيمة جمالية وتراثية للميدان، وتأصيل إحساس المواطن بالفخر بوطنه.
الانفتاح على الثقافات
وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، سيقوم الجهاز بعمل أرشيف قومى للمبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز من خلال خطة لتوثيق المبانى والمنشآت واستكمال رفع كفاءتها حفاظًا على الثروة المعمارية المصرية.
رحلة العائلة المقدسة
وهى من أهم الأعمال التى قام بها الجهاز ضمن مشروع تطوير ورفع كفاءة المحطات المهمة برحلة العائلة المقدسة من موقع شجرة مريم إلى جميع المحطات، التى مرت بها العائلة المقدسة ليكون مزارًا تاريخيًا وسياحيًا للسياحة من داخل وخارج مصر.
ومن الأعمال الجميلة والمهمة بعد إعادة القاهرة الخديوية ومبانيها إلى رونقها الجميل وعمل صيانة وترميم للواجهات الخاصة بهذه المبانى بدء توثيق ثلاثى الأبعاد للمبانى التراثية.
وهذا المشروع من أهم المشروعات وأن يتم التوثيق واستخدام التقنيات الحديثة لذلك. إن إعادة الهوية للقاهرة القديمة يؤصل تاريخنا، ويكون مصدر فخر للأجيال الحالية والقادمة.
وأتمنى من صديقى العزيز المهندس «محمد أبو سعدة»، أن يكون هذا التسجيل مع ملف صور كاملة للشوارع ومبانيها المهمة والميادين مع شرح صوتى مع خاصية QRC لتصدر فى كتاب من خلال دار المعارف.
إن هذا الملف الذى يحوى العديد من الإنجازات المهمة والتى تمت من خلال فكر ورؤية ثاقبة يقدمها مصرى يعشق بلده ويقدم له كل هذا العمل بتفانٍ وإخلاص لا يمكن أن يمر مرور الكرام بل يجب أن تم توثيقه وحفظه للأجيال القادمة.

من يرى سيارات النقل العام بأنواعها المختلفة أو حتى سيارات الشركات الخاصة التى تعمل فى النقل العام تحت إشراف هيئة النقل العام.. نأسف حقيقة لما يتراكم عليها من أتربة وعدم قيام العاملين بنظافة هذه السيارات، بل وأيضًا ضعف الصيانة على الرغم من عمل شركات خاصة تحت ولاية الهيئة، أو تعدد الجراجات التى يعمل بها الآلاف للصيانة والنظافة.
للأسف هى عنوان المدينة، ويظهر جليًا فى فصل الشتاء، أو تغيير الفصول من الخارج ودائمًا الكراسى والسيارات من الداخل حالة لا ترقى إلى مستوى مناسب لخدمة الركاب.

الذوق العام تغير فى الملبس والتصرفات العامة فى الأماكن العامة أو الخاصة.. أما اللبس فحدث ولا حرج، لا تعرف الآن ما هو لبس أو زى النادى أو الخروج حتى العمل أو الجامعات أو حتى دور العبادة.
هل أصبحنا نقلد كل شىء وأى شىء «شورت وفانلة، وعفوًا شبشب»، ممكن أن ترى بها شابا فى الشارع، أو دور العبادة هذا خلاف تقليد النساء فى تربية الشعر بصورة يصعب معها التفرقة بين الذكر والأنثى.
هل هو ضياع الهوية وهبوط الذوق العام أم أننا أصبحنا موضة قديمة يجب أن تتوارى إلى الخلف.
الزى والسلوك هى سمات يجب أن نحافظ على سلوكنا فيها وتكون لنا هوية.

أضف تعليق