بدأ قداسة البابا زيارته الرعوية لإيبارشية تورينو و روما مساء اليوم بصلاة عشية الأحد الرابع من الخمسين المقدسة في بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران بروما.
وشهدت صلاة العشية حضورًا شعبيًّا كبيرًا من أبناء الإيبارشية، امتلأت بهم جنبات الكاتدرائية.
وعقب صلاة العشية ألقى نيافة الأنبا برنابا أسقف تورينو و روما كلمة شكر خلالها قداسة البابا، معربًا عن ترحيبه بزيارة قداسته، وأصاف: هناك أشخاص صنعهم التاريخ، وهناك أشخاص يصنعون التاريخ، وقداسة البابا تواضروس الثاني منذ تجليسه على السدة المرقسية، يصنع التاريخ ويجول يصنع خيرًا ومحبة وسلام حتى لُقِّبَ بـ "بابا المحبة".
ولفت: "سيذكر التاريخ أن قداسته أول بابا للإسكندرية يشارك بابا روما في مقابلة الأربعاء في ساحة القديس بطرس الرسول، وهي المقابلة الخاصة ببابا الڤاتيكان مع المؤمنين، وأيضًا سيذكر التاريخ أنه اول بابا يصلي في هذه البازيليك، وهي أحد الأربع كنائس البابوية التي لا يصلي فيها الا باباوات الڤاتيكان، ولكن لأن قداسة البابا فرنسيس يخطو مع أبينا قداسة البابا تواضروس خطى المحبة ويسعى جاهدًا نحوها سمح لنا أن نصلي لمساحتها الكبيرة، وهو دليل محبة بالعمل والحق تقديرًا لكنيستنا ولقداسة البابا تواضروس.
ثم علق قداسة البابا على زيارته للڤاتيكان معربًا عن سعادته بلقاء أبنائه، وأضاف: "جئنا إلى هنا في زيارة محبة لقداسة البابا فرنسيس، بابا الڤاتيكان، للاحتفال معاً بمرور خمسين سنة على بدء الحوار الرسمي بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، بعد انقطاع دام ١٥ قرنا من الزمان بعد مجمع خلقيدونية عام ٤٥١، فبعد أن ظلت الكنيسة المسيحية فى العالم كله كنيسة واحدة لما يقرب من خمسة قرون، حتى جاء هذا المجمع وحدث الانشقاق بين الشرق والغرب الذى أثر على شرح الإيمان المسيحي.
وعن موضوع الوحدة، قال قداسته: طريق الوحدة طريق طويل وأرى أنه يمضي بعدة خطوات فهو طريق يشبه الصليب: أولًا بناء علاقات المحبة علاقات قوية من خلال الزيارات وبعض الفعاليات المشتركة. الخطوة الثانية: الدراسة أي ندرس التاريخ والعقائد.
والخطوة الثالثة هي الحوار وهو يكون حوارًا لاهوتيًا أو شعبيًّا على مستوى الخدام والشعب. وأخيرًا الصلاة لأنها تصنع المعجزات وبها نكون واحد بالمسيح. هذه الخطوات تستغرق وقتًا طويلًا ونحن نؤمن أن الروح القدس يعمل في وسطنا حتى نكمل هذا المشوار.
ثم بدأ بعدها قداسة البابا عظته، التي وضع خلالها سؤالًا أمام الحضور، وهو: هل تُفرّح المسيح؟ وأعطى قداسته إجابة للسؤال من خلال ما قيل عن السيد المسيح في إنجيل متى "هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي.
أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ" (مت ١٢: ١٨ - ٢٠) .
وأشار قداسة البابا إلى أنها آيات تصلح لنا جميعًا، حيث أن إنسان الله: ١- "لاَ يُخَاصِمُ": يجب على الإنسان ألا يجعل الخصام يمكث في قلبه، بل يجعل القلب متسعًا دائمًا. ٢- "لاَ يَصِيحُ": ألا يكون الإنسان غضوبًا، ويعمل في هدوء ويعتني بخدمة الآخر. ٣- "لاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ": أن ينتبه الإنسان لكل كلمة تخرج من فمه، لأن كل كلمة يقولها سيُعطي عنها حسابًا. ٤- "قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ": أن يشجع الإنسان الآخرين دائمًا، وخاصة صغار النفوس. ٥- "فَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ": أن يكون الإنسان إيجابيًّا، ويتطلّع للمستقبل والحياة الإيجابية. وأوصى قداسته أن نُفرّح قلب المسيح في حياتنا وفي عملنا وخدمتنا.
وبعد العظة حرص قداسة البابا على أن يبارك الشعب المشارك في الصلاة واحدًا واحدًا ويلتقط معهم صور تذكارية، كما حرص على أن يطمئن على أحوالهم أثناء مصافحتهم قداسته.