تحل اليوم 14 مايو، ذكرى رحيل الفنان أنور وجدي الذي ولد في 11 أكتوبر عام 1904، ورحل عن عالمنا بمثل هذا اليوم عام 1955، عن عمر يناهز الـ50 عامًا.
ولد "أنور وجدي" في حي الوايلي بالقاهرة عام 1904 لأم مصرية و أب سوري يعمل في تجارة الأقمشة بحلب.
ونظرًا لسوء الأحوال الاقتصادية نقل تجارته إلى القاهرة، حيث الرغبة في الاستقرار وتحقيق الأمن والأمان لأسرته.
لم يستقر "أنور وجدي" كثيرًا في القاهرة، حيث ظهرت عوامل اقتصادية عرضت والده للإفلاس والفقر والعوز.
بدايته الفنية
بدأ "أنور وجدي" حياته الفنية على مسرح رمسيس في شارع عماد الدين، حيث مثل لأول مرة أمام الفنان الكبير "يوسف بك وهبي" في دور ضابط روماني صامت في مسرحية (يوليوس قيصر).
ثم اتجه للسينما، بعدما رشحه الفنان "يوسف بك وهبي" للمشاركة في فيلم (أولاد الذوات) عام 1932، ليكون أول دور سينمائي له.
واختاره "يوسف بك وهبي" مرة أخرى ليشارك في فيلم "الدفاع" عام 1935.
واشتهر فى تلك الفترة بدور الشاب الثرى المستهتر، وتعامل "أنور وجدي" مع مجموعة من أهم المخرجين فى تلك الفترة، منهم أحمد جلال وأحمد سالم وتوجو مزراحى وأحمد بدرخان.
وتميز "أنور وجدي" بملامحه الناعمة ووسامته فى تقديم أدوار (ابن الباشوات) الثرى المستهتر الذى يكون رمزاً للشر فى عدة أفلامه، وأيضاً اشتهر بتعدد مواهبه كالتمثيل والإخراج والإنتاج وحتى التأليف.
بلغ رصيده الفني حوالي 55 فيلماً، أخرج منها 13، وأسس "أنور وجدي" شركة إنتاج وقدم من خلالها حوالى 20 فيلماً من أشهرها: قلبي دليلي (1947)، عنبر (1948)، غزل البنات (1949) وأفلام أخرى، وقدم أيضاً الطفلة المعجزة "فيروز" فى ثلاثة أفلام من إنتاجه: ياسمين (1950)، فيروز هانم (1951)، دهب (1953)، ويعد "أنور وجدي" الممثل الوحيد الذى مثل مع ثلاثة من أهم نجوم الغناء وهن أم كلثوم، وأسمهان، وليلى مراد.
وقد مثل بطولة فيلم أمير الانتقام عام (1950) عن رواية «الكونت دى مونت كريستو» الذى أبدع فيه لتصير ملحمة سنيمائية فى ذلك الوقت، وتدور أحداث الفيلم حول "حسن الهلالي" البحار الفقير الذى يتعرض لمكيدة من جانب أصدقائه فى العمل ويدخل على إثرها السجن تاركاً والده وحبيبته يوم زواجه، ويستطيع "الهلالى" الهروب من السجن ويترك له أحد أصدقائه ميراث ضخم ليتحول بعدها إلى ثرى ويستخدم هذا الثراء فى الانتقام من الأشخاص الذين زجوا به فى السجن واحد وراء الأخر، وشارك معه التمثيل كل من مديحة يسرى "ياسمينا" وفريد شوقى "جعفر" وكمال الشناوى "شاهين" وسراج منير "بدران" وحسين رياض "الشيخ جلال" ومحمود المليجى "متولي" وسامية جمال "زمردة".
وقدم مع "ليلى مراد" سلسلة من الأفلام حققت نجاحاً كبيراً وقام ببطولتها واخراجها وانتاجها ووصلت إلى 6 أفلام، كتب القصة والسيناريو والحوار لها، وهم ليلى بنت الأغنياء عام (1946)، وقلبى دليلى عام (1947)، وعنبر عام (1948) وغزل البنات عام (1949) أمام الفنان الكوميدى الراحل "نجيب الريحاني"، وحبيب الروح عام (1951)، وبنت الأكابر عام (1953).
زيجاته
تزوج ثلاث مرات، المرة الأولى من المطربة "ليلى مراد" لمدة 7 سنوات ثم انفصلا، ثم تزوج من "إلهام حسين" وانفصل عنها سريعًا، ثم الممثلة "ليلى فوزي" وظل معها حتى وفاته.
وكان "أنور وجدي" يتمنى أن يكون ثرياً حتى وإن أصيب بأمراض الدنيا، وهو ما تحقق بالفعل، حيث أصبح ثرياً وامتلك من المال نصف مليون جنيه وهى ثروة طائلة فى الخمسينيات، ولكن "أنور وجدي" أصابه المرض، حيث أُصيب بسرطان في المعدة.
وبعد زواجه من حبيبته "ليلى فوزي" وأثناء قضائه شهر العسل في السويد، أصاب "أنور وجدي" المرض حتى أنه أُصيب بالعمى ثلاثة أيام، ولم يعلم أحد بهذا الأمر سوى زوجته وقضى آخر أيامه ما بين غيبوبة، حتى أنه استفاق لحظة قبل وفاته.
وقال "أنور وجدي" لـ"ليلى فوزي" (خليكي معايا) ليكتب مشهد النهاية لقصة فنان ونجم أثرى السينما المصرية بأعمال خالدة وذلك في عام 1955 عن عمر يناهز الـ50عامًا، حيث توفي في السويد وعاد جثمانه إلى القاهرة التي طلب أن يدفن بها.
استقبله نجوم الفن في المطار وظل الصندوق الخشبي للجثمان في مدخل عمارته، فذهب إليه الفنان والمنشد "محمد الكحلاوي" الذي وجده ملفوفاً بشاش فاصطحبه إلى مسجد عمر مكرم حيث قام بتغسيله والصلاة عليه ولفه بكفن جديد.