عودة سوريا .. والدور المصري

عودة سوريا .. والدور المصريسعيد صلاح

الرأى14-5-2023 | 22:28

عندما كنا نسأل عن الجيش الأول باعتبار أن الثاني والثالث عندنا ، كانت الإجابة فى سوريا ، وعندما كنا نسأل ما هو الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة يقولون سوريا وما هو الإقليم الجنوبي يقولون مصر.. لهذا أشعر بعظيم الفخر والامتنان للدور المصري فى الأزمة السورية منذ أن اندلعت فى 2011 ، وحتى قرار عودتها إلى مقعدها فى الجامعة العربية ودعوة الرئيس بشار الأسد لحضور القمة العربية المزمع انعقادها يوم الجمعة المقبل فى جدة .

الموقف المصري تجاه سوريا الشقيقة ، رصين.. متزن..شريف.. وعروبي حتى النخاع ، لا يلهث وراء أى استعراض، دور نابع من التزامها التاريخي بسلامة الأمن القومي العربي، وإدراكها الكامل أن أمنها القومي واستقراره يبدأ من دمشق .

لقد كانت مصر وستظل داعمة للدولة السورية والشعب السوري باستثناء ذلك العام الأسود الذي حكم فيه الإخوان مصر وقرر الراحل مرسي قطع العلاقات مع سوريا حينها، فلقد لعبت مصر دورًا مختلفًا عن كافة الأطراف الإقليمية والدولية التى تفاعلت مع هذا الملف ،فهي لم تشارك ميدانيا فى الصراع ، وكانت وما تزال ترى أن حل الأزمة هو حل سياسي وليس عسكريا،يستند كليًا على خروج الميليشيات المسلحة باعتبارها الخطوة الأساسية للقضاء على ذرائع الجماعات الإرهابية، ويهدف أولاً وأخيرًا إلى ضرورة الحفاظ على الدولة السورية، ورفض أي مشاريع لتقسيم أراضيها، والحفاظ على مؤسساتها العسكرية والأمنية، ورفض التدخلات الإقليمية والدولية فى شئونها.

ولقد ترجمت مصر هذا الدور الشريف الساعي إلى الحل السريع، ترجمة واقعية فى صورة أفعال، فلقد لعبت دورًا فعالًا فى مسار"التسويات المناطقية"، بتوقيع اتفاقات للمصالحة فى مناطق الساحل ثم الشمال والشرق السوري، وأيضا هدنة "الغوطة" وغيرها من الهدنات فى حمص و جنوب دمشق ، وصولًا إلى الاجتماع الوزاري برئاسة مصر الأحد الماضي فى الجامعة العربية والذي انتهي بقرار"عودة سوريا "إلى بيت العرب" جامعة الدول العربية "، ذلك القرار الذي ربما يغضب دولا "استعمارية" وعلى رأسها أمريكا والتي لم ترحب به وانتقدته ولمحت إلى استمرار تمسكها بتطبيق "قانون قيصر"، وإن كنت أعتقد أنها سوف تعيد فى المستقبل القريب جدًا حساباتها مثلما فعلت دول كثيرة، خاصة بعد التغيرات التي تشهدها المنطقة، فأمريكا اليوم، ليست أمريكا التي كانت فى التسعينيات، ولم يعد اهتمامها بالشرق الأوسط كما كان، وإيران بدأت أيضًا التفكير فى طريقة أخرى لحل مشكلاتها مع دول المنطقة، وكذلك سوريا، بعد أعوام من الحرب والدمار، لم تعد كما كانت، وأيضا المواقف المتشددة من قبل بعض القوى العربية لم تعد كما كانت، المنطقة تشهد حاليا كما يقال حالة من "تبريد الأجواء".

لا شك أن عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية خطوة جادة تضيف مزيدًا من الاستقرار للمنطقة، فالجامعة العربية فى حاجة لعودة سوريا و سوريا فى أمس الحاجة إلى الجامعة العربية من أجل دعم مسار العمل العربي المشترك، الذي طالما كان ل سوريا فيه دورًا كبيرًا ومؤثرًا.

حفظ الله مصر وسائر البلاد العربية

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2