فى ذكرى تأبين صيف

فى ذكرى تأبين صيفحسين خيرى

الرأى14-5-2023 | 22:29

نفحات الصيف تطل علينا.. وليالي الصيف قد تغنينا عن ليالي الشتاء الباردة برغم أنها كانت "كيوت"، وأرجو ألا نتوسل إلى نهار الصيف أن يكتم أنفاسه الحارة، وينفث علينا درجات حرارة من أيام الزمن الجميل، الخالية من أي رطوبة مرتفعة، تجعلنا نتفس فيها تنفس الأكسجين، مع غروب الشمس كان يهب علينا نسمات الهواء العليل، وحرمنا منها الاحتباس الحراري وثقب الأوزون، كان غالبية سكان مصر يكتفون بتشغيل المراوح، ولا يجدون ضرورة فى شراء مكيف الهواء، وأهم ما فى الموضوع كانت فاتورة الكهرباء لا تتعدى العشرين جنيها

يتوقع الخبراء أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سوف ترتفع مرة أخرى فى العام الحالي، بمعنى زيادة فى ارتفاع درجات الحرارة، وبطبيعة الحال يربط العلماء ارتفاع الحرارة بزيادة حدة الأعاصير و الحرائق والفيضانات وغيرها من الكوارث التي يشهدها العالم، والسبب فى كل هذه المصائب ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون فى الغلاف الجوي، وأشار خبراء الطقس إلى أن العام الماضي سجل أعلى رقم منذ 63 عاما فى تاريخ قياسات ثاني أكسيد الكربون.

أصبح حلما بعيد المنال حلول صيف يشبه أيام الزمن الجميل، أو أشبه بعودة الخل الوفى فى هذا الزمن، لم تظهر دراسة تبشر بانخفاض درجات الحرارة، أو حتى بوقف إنتاج السلاح، وإطفاء نار الحروب، كل عام يخرج خبراء الطقس بآراء ترفع درجات القلق بداخلنا، وتقفز بها إلى أعلى مستوياتها، يقول الدكتور "آدم سميث" عالم المناخ الأمريكي: إن تكلفة الخسائر فى الأرواح والأضرار المادية تتزايد بسرعة، وحدد سميث حجم الخسائر الناتجة عن كوارث المناخ فى العام المنصرم بتجاوزها المليار دولار على مستوى الولايات المتحدة فقط.

والقول الفصل فى كلام العلماء إن السبب فى معاناتنا وفى كل هذه الكوارث الاحتباس الحراري، وكلما ارتفعت نسبة التلوث الصناعي يضاعف من انبعاث الغازات السامة مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، وأشار العلماء إلى أن الحل عند الدول الصناعية، وذلك بتطبيق الحد من انبعاث درجات الغازات السامة، وظهرت دراسة حديثة صادرة من جامعة بريطانية، تتحدث عن ذوبان سريع لكتل الجليد فى المحيط المتجمد الشمالي، وأوضحت ارتفاعا ملحوظا فى معدلات الحرارة بشكل أسرع فى المنطقة القطبية الشمالية، وكشفت صور الأقمار الصناعية انخفاضا فى نسب الكتل الجليدية.

أخيرا، جاءت البشرى، وأعلن علماء النرويج أن الطريقة الوحيدة لمنع ظاهرة الاحتباس الحراري، هي استخدام وسيلة لامتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وحددوا إزالة 33 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون من الجو فى كل عام، وأكدوا إذا تم التنفيذ على ما يرام، فيمكن بعد عشرة أعوام من الآن على أقل تقدير الحلم بعودة صيف نتنفس فيه الأكسجين وبصحبة فواتير بعشرة ونصف جنيه فى الشهر، رحمة الله على صيف من زمن فات.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2