باحثة آثار تقترح إنشاء مجمع علمي للتاريخ والآثار

أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن التعدى على الحضارة المصرية وتشويه تاريخها تعاظم بشكل كبير فى الفترة الأخيرة ناتج عن الحقد الحضارى لأعظم حضارة فى التاريخ والإنجازات العظيمة التى تحققت فى مجال السياحة والآثار من اكتشافات أثرية أبهرت العالم وإنشاء متاحف جديدة فى مواقع سياحية شهيرة مثل متحف شرم الشيخ ومتحف الغردقة ومتحف الحضارة وقرب إنتظار العالم لأكبر متحف للآثار المصرية فى العالم وهو المتحف الكبير لذا يحاول الكثيرون ممن يفتقدون إلى البعد الحضارى فى تاريخهم نسب الحضارة المصرية لأنفسهم وتجريد الحضارة المصرية من أصولها
وفى مثل هذه الحالات يتصدر المشهد وجوه ثابتة لدى الفضائيات يدلون بمداخلات على عجل فى سطور لا تتضمن أى تحليل علمى نخسر أمامها قضيتنا الأساسية حيث يبنى كل الإعلاميون داخل مصر وخارجها رؤيتهم على هذه الفرضية ويتحركون من خلالها
وهذا ما حدث فى فيلم كليوباترا نتفليكس حيث نصبوا لنا فخًا لاصطيادنا إلى العنصرية ونتيجة تصدر المشهد لغير المتخصصين أو منتحلى الألقاب الذين ينتشرون عبر الفضائيات لدس السم فى العسل دون أن يدرك القائمون على هذه البرامج خطورة هذه الشخصيات التى تركب كل الأمواج وقعنا فى الفخ الذى نصب لنا والذى اتضح فى أحدث تصريح لبطلة (أديل جيمس) فيلم كليوباترا بعد أن خرجت عن صمتها لتعلن نصًا "يفصلون مصر عن إفريقيا"
وأضاف الدكتور ريحان أن إفريقيا تمثل شريان الحياة لمصر والعلاقات التاريخية منذ عصر مصر القديمة ورحلات المصريين إلى بلاد بونت المصدر الأساسي للبخور، وخاصة النوع الجيد منه، والذي كان يطلق عليه المصريون اسم "عنتي – عنتيو وادج "، وكان البخور لدى القدماء عنصرًا أساسيًا وهامًا، حيث كانوا يستخدمونه في الاحتفالات والشعائر الدينية وفي القصور والمعابد والمقابر مما كان يدعوهم الى بذل أقصى مجهوداتهم للحصول عليه وقد نقشت الملكة حتشبسوت جدران معبدها في الدير البحري بالبر الغربي لمدينة طيبة (الأقصر حاليًا) تفاصيل رحلتها الى بلاد بونت، كما ساهمت مصر أيام الزعيم جمال عبد الناصر فى حركات التحرر فى بلدان إفريقيا وهناك أسماء شوارع وميادين باسم جمال عبد الناصر هذا علاوة على الدور التى تقوم به مصر حاليًا فى التعاون مع بلدان إفريقيا وإنشاء مشاريع بها

ومن هذا المنطلق تتقدم الإذاعية الشهيرة والباحثة في التاريخ والحضارة المصرية إنتصار غريب بمقترح إنشاء مجمع علمي للتاريخ والآثار يكون على نسق مجمع اللغة العربية تموله الدولة ويكون أعضاؤه من الباحثين والعلماء في التاريخ والآثار المصرية عبر العصور منذ العصور الحجرية حتى التاريخ الحديث والمعاصر .
كذلك تتاح العضوية لعلماء في العلوم المرتبطة بالتاريخ والآثار مثل الجغرافيا واللغات والانثربولوجي والمخطوطات الوثائق والترميم والعمارة التاريخية، وينتخب الأعضاء مجلس إدارة ورئيسًا للمجمع لفترة زمنية محددة يتفق عليها
ويكون للمجمع لائحة عمل.. ومكتب إعلامي يتابع ما يقدم عبر وسائل الإعلام من أطروحات تخص التاريخ والآثار
وتحدد الإذاعية الشهيرة والباحثة في التاريخ والحضارة المصرية إنتصار غريب مهام هذا المجمع والتى تتمثل فى دراسة تأسيس مدرسة مصرية في علم المصريات والتاريخ ودراسة الكتابات الكلاسيكية ومراجعة المصطلحات العلمية المتوارثة من كتابات الأجانب في علم الآثار المصرية والمسيحية والإسلامية بالذات..
كذلك يقوم المجمع بعمل قاعدة بيانات لمظاهر الموروث غير المادي المصري لتسجيلها ضمن التراث العالمي اللامادي في كافة جوانب الحياة من طعام وملبس واحتفالات شعبية وعادات وفنون موروثة عن الأجداد..
كذلك يكون هناك بروتوكولات تعاون بين مجمع التاريخ والآثار ووزارات السياحة والآثار والثقافة والتعليم والمجلس الأعلى للإعلام وغيرها من الجهات المعنية التي تفيد لتحقيق هدف المجمع.. الذي من أهم أهدافه: حماية الهوية المصرية وتنقيح علم المصريات والتاريخ من الأخطاء العلمية التي يرددها البعض. ومراجعة الاصدارات التي تتناول تاريخ وآثار مصر من مطبوعات مختلفة وكتب ومنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها سواءً في مصر أو خارجها .. والرد على ما قد يروج له البعض من أكاذيب والرد على كافة أنواع الدعاية السوداء والرمادية الموجهة ضد الحضارة المصرية. .
وأردفت الباحثة الآثارية إنتصار غريب أن من مهام هذا المجمع تشكيل لجان عمل لدراسة ظاهرة الافروسنترك أو المركزية الأفريقية وغيرها من الدعايات التي تنسب الحضارة المصرية لغير أجداد المصريين المعاصريين..
كذلك عقد الندوات والمؤتمرات من حين لآخر لمناقشة القضايا المختلفة المرتبطة بأهداف المجمع .. وإصدار مجلة علمية وكتب علمية يكون بها دراسات علمية.
التواصل مع مجلس النواب والجهات التشريعية في الدولة المصرية من أجل تقديم رؤى لإصدار قوانين ضد ازدراء الحضارة المصرية القديمة والوقوف أمام محاولات الغزو الثقافي وتزوير التاريخ والدعاية الداخلية والخارجية وكذلك دراسة مشروع قانون لحفظ حقوق الملكية الفكرية للحضارة المصرية.