لطالما كشفت لنا الدراسات المتنوعة عن فوائد الموسيقى لعلاج العديد من الأمراض، وتعزيز الحالة المزاجيّة وعلاج الاكتئاب على وجه التحديد؛ كونها تزّيد من كمية هرمون الدوبامين المنتج في الدّماغ.
بالإضافة إلى ذلك، فهي تُساعد في تقليل الاضطرابات العقليّة، وتقليل التوتر والاجهاد عن طريق خفض مستويات هرمون الكورتيزول، وتحفيز الجسم على الاسترخاء، كما أنها تُساعد على تقليل الآلآم، والشعور بالقلق، وتُعزز الذاكرة لمن يُعاني من اضطرابات الإدراك كمرض الزّهايمر، وتُحسن من القدرة على التذكّر.
بحسب دكتورة الأمراض النفسية لبنى عزام ، تُشير الدراسات النفسية إلى كيفية تأثير الموسيقى على المزاج، والعاطفة، والمواقف، والإدراك، والسلوك، وتنطوي هذه الآثار النفسية على استجاباتٍ حسية للعمليات الفسيولوجيّة، وترتبط الآثار الفسيولوجية للموسيقى بتأثير الموسيقى على مجموعةٍ من العوامل الفسيولوجيّة مثل:" اللاكتات في الدم، ومعدل ضربات القلب، ومعدل التنفس".
وأضافت، من فوائد الموسيقى عند ممارسة التمارين الرياضية تأثيرها في تحسين الأداء البدني؛ ويتم ذلك عن طريق تأخير التعب أو زيادة سعة العمل، والوصول إلى مستوى أعلى وأفضل من المتوقع من الطاقة، والقوة، والقدرة على التحمل.
أكدت دكتورة لبنى، أن الموسيقى يُمكن أن تجعل التمرين أفضل من خلال مساعدتها للشخص على الاستمرار لفترةٍ أطول، والاستمتاع بالتمرين، وصرف النظر عن التعب أو الرغبة في التوقف.
كما أنها تعزز من قدرة الجسم على التّحمل، بشرط معرفة أنواع الألحان أو الموسيقى التي سيتم الاستماع لها أثناء التّمرين، ويفضل اختيار أغاني تناسب مستوى التّمرين؛ إذ يوصى باختيار أغاني وموسيقى بالشروط التالية:
ذات إيقاعات بطيئة في نطاق 80 إلى 90 نبضة في الدقيقة أثناء ممارسة تمارين الإحماء أو بعد الانتهاء من التمرين الرياضي.
الاستماع إلى الأغاني ذات إيقاعاتٍ أعلى أثناء ممارسة التدريبات التي تتضمن 120 إلى 140 نبضة في الدقيقة لتحسين الأداء أثناء ممارسة التمارين أو التدريبات الرياضيّة.
بالإضافة إلى ذلك، تُحفز الموسيقى الجسم، وتُعطيه القدرة على التنافس، وتوفير الصحة العقلية أثناء ممارسة التمارين الشاقة.
من ناحية أخرى، أوضحت دكتورة لبنى، أن الموسيقى تُعد أيضًا وسيلة قوية لبقائنا ضمن المسار الصحيح للوصول إلى أهداف اللياقة البدنية التالية:
التحفيز على التحرّك، والجري، والتشجيع على الاستمرار.
تحسين الأداء، والعمل بجهد أكبر دون الشعور بذلك.
الحفاظ على وتيرة ثابتة، وتجنب شعور العقل بصعوبة التمرين.
تعزيز الحالة المزاجية.
تساعد الموسيقى البطيئة على إبطاء معدل ضربات القلب، وتقليل القلق، والتوتر قبل السّباق أو اللعبة أو التّمرين المُكثف بشكلٍ خاص، ولا سيما تمارين اليوغا.
تساعد على تجنب الاختناق.
تحسين التنسيق عن طريق زيادة النّشاط الكهربائي في مناطق الدّماغ المسؤولة عن تنسيق الحركات، ما يجعلنا نتحرك بشكل مُناسب مع الإيقاعات.
تساعد على منع الشعور بالتعب، فالموسيقى تعمل على صرف النظر عن الجهد الإضافي المبذول وتتركناغير مدركين للمجهود المتزايد، وصعوبة التمرين، ما يجعل التمرين أكثر متعة.
تحسين الإيقاع وتجنب الإصابات، وخفض ضغط الدم، وتسريع وقت الشفاء أو التعافي بعد ممارسة التمارين.
أشارت دكتورة لبنى، إلى أنه لا بدّ من معرفة أضرار الاستماع إلى الموسيقى أثناء التمارين أو التّدريبات، فهناك بعضًا من التحذيرات والتوصيات التي يجدر الانتباه لها لتجنب حدوث بعض الأضرار والمخاطر الصحية، ومن أبرزها التشتّت ،مشكلات في السمع، وضغط طفيف، أو رنين في الأذنين، أوفقدان السمع المؤقت بسبب الصوت العالي للموسيقى.
الاستماع إلى الموسيقى الصّاخبة جدًا على سماعات الرأس اثناء ممارسة التمارين، يُمكن أن يتسبب في حدوث ضررٍ دائمٍ كالطنين المزمن، والرنين الدائم في الأذنين؛ لذا ينصح بالاعتدال، والاستماع إلى الموسيقى لمدّة لا تزيد عن 90 دقيقة في اليوم لتجنب حدوث المُشكلات السالفة الذكر.
وأخيرًا، تنصح دكتورة لبنى، باتباع النصائح التالية للاستفادة من فوائد الموسيقى أثناء ممارسة التمارين الرياضية دون أضرار لاحقة، وذلك على النحو التالي:
اختيار الموسيقى بحكمة.
اختيار إيقاعات الموسيقى بصورة تتناسب مع التمرين الرياضي.
المحافظة على النشاط البدني عند سماع الموسيقى.
جعل التّمرين لعبة سيزيد من الصحة والسعادة، والشعور بالرضا عن الحياة اليومية.
وأخيرًا، كشفت دراسة حديثة أن الموسيقى تُخفف من الشعور بالألم، خاصة خلال ممارسة التمارين الرياضية، وذلك بخلاف أن العلم الحديث أثبت أن الموسيقى تؤثر على الجهاز العصبي.