صدق الانتماء للوطن

صدق الانتماء للوطنمحسن عليوة

الرأى16-5-2023 | 08:22

فى البدء لابد من تعريف كلمة وطن، فالوطن هو ذلكم المكان الذى يستقر ويحيا فيه الإنسان ، والذى ولد فيه ونشأ بين أحضانه وانتمى إليه ، ويفتخر به وهو مكان إقامتة ومستقره.

والمواطن هو ذلكم الإنسان الذى يتمتع بالحقوق الإنسانية والمدنية فى دولته التى ينتمى إليها ويعيش بين أحضانها، ويلتزم بحقوقها التى يفرضها الدستور والقانون والنُظم الداخلية للدولة، والوطنى هو المواطن الذى يُخلص فى حبه ويصدُق فى إنتمائه لوطنه .

وحب الوطن من الفطرة التى فطر الله الناس عليها فجميع الناس مجبولون على حب أوطانهم، حيث حُب الوطن من الإيمان، وقيل أيضاً {إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر إلى حنينه إلى وطنه}، وورد قول للجاحظ {أن من علامات الرشد أن تكون النفس إلى مولدها مشتاقة وإلى مسقط رأسها تواقة}.

ومن علامات غلظة القلب والفطرة الغير سليمة عدم حنين الإنسان لوطنه وحبه له ، فلا خير للإنسان إن لم يكن فيه خيراً لوطنه.

فولاء الإنسان وانتمائه أولاً وقبل كل شيئ لله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك تأتى أية إعتبارات أخرى بما لا يتعارض مع الإعتبار الأول، وعلى ذلك فالولاء المقصود هنا هو محبة الوطن ونُصرته، فالإنتماء هو الإنتساب الحقيقى للوطن والتضحية من أجله، تضحية نابعة من شعور صادق بالقلوب ، واداء يتميز بحُسن السلوك و عمل جاد من أجل التميز والتفرد للوطن، والتفاعل مع مشكلاته والتعاون مع أفراده على مختلف معتقداتهم الفكرية ومشاربهم السياسية والعمل معاً من أجل الصالح العام.

وأتسائل دوماً كيف لايحب الإنسان وطنه وهو يعلم يقيناً أن محبة الأوطان من الإيمان ، فكيف لايحب الإنسان وطنه وواجبٌ عليه الولاء له، وحقٌ عليه الإنتماء له.

والوطنية هى ذلكم الرحم الذى خرج منه مصطلح المواطنة وهى فى أبسط صورها ولاء المواطنين لموطنهم و تبادل الحقوق والواجبات والمنافع والتعاون فيما بينهم بعدة طُرق مؤسسية رسمية وفردية وتطوعية من أجل تحقيق أهداف الأفراد والمجتمعات وتوحيد الجهود من أجل ذلك.

إن الهدف من غرس عوامل ومقومات الإنتماء للأوطان فى النفوس هو تقوية وتعميق إيمان الفرد بوطنه و حمايته والدفاع عنه والعمل الدؤوب لرفعة مكانته والحفاظ على مقدراته.

كما يهدف تعميق الإنتماء إلى رفع وعى المواطنين و تبصيرهم بحقيقة الأخطار التى تحيق بالوطن وتهدد أمنه وسلامة مواطنيه، ويؤدى تعميق الإنتماء الى تحصينهم ضد الأفكار والآراء المغلوطة التى تُثير الشائعات والشبهات المكذوبة ، ولذا فعلينا أن نتحلى بمقومات المواطنة وحب الوطن، حيث أن المواطنة الصالحة تتجلى فى القول والعمل وإحداث حالة من التوازن بين الحقوق والواجبات.

وللوطن حقوق عظيمة على مواطنيه أكثر من أن تُحصى وذلك لعظيم مكانته وقدره ، فمهما قدم الإنسان لوطنه فلن يوفيه ولو جزء بسيط من حقوقه.

وللمواطن أن يعمل على رفع مكانة الوطن بمحاربته للفساد والإرهاب والإفساد ،وسعيه الدائم نحو وحدة الوطن بنبذ الفُرقة والخِلاف والاختلاف، فواجبنا المحافظة على هذه المكانة وتعزيزها وحمايتها بالوعى والعلم، بالبناء والإنتاج والتنمية بالمحافظة على خيرات الوطن وثرواته.

ومن أهم ملامح الإنتماء هو تعميق التلاحم والإصطفاف حول القيادة والإلتفاف حول الوطن وأن نكون أدوات بناء وتعمير.

وللمواطن على الوطن حقوقاً تعمل على تقوية وتعميق عوامل الانتماء، ليكون المواطن مواطناً صالحاً، لابد أن يستشعر المساواة حين التعامل فلا يجب أن يكون التعامل مع الأشخاص مُصنفاً على أساس مكانتهم الاجتماعية أو المالية أو العلمية بل يجب أن تكون المعاملة على الأساس الإنسانى والأخلاقى والقيمى، وأن يتساوى الجميع أمام القانون، وأن يتم تشجيع المبتكرين والمفكرين وعدم تصدير الإحباط الى المتميزين علمياً وهذا حتماً سيؤدى الى تعميق الإنتماء ونشر السلام والأمن المجتمعى بين ابناء الوطن.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2