شارك أمير هاني، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب الإصلاح والنهضة، في جلستي لجنة السياحة بالمحور الاقتصادي بالحوار الوطني، حول صياغة الخريطة السياحية لمصر ووسائل الجذب لها، ووسائل تحفيز الاستثمار السياحي بكل أشكاله.
وخلال كلمته أكد عضو التنسيقية، أننا نحتاج إلى إدراك المشكلة الحقيقية في تطوير عائدات السياحة في مصر، مضيفًا أن جزء كبير من هذه المشكلة يكمن في كيفية التسويق السياحي الفعال لمصر خصوصاً مع زيادة المنافسة الدولية والإقليمية في الأسواق السياحية وليس زيادة عدد الغرف الفندقية المتاحة في مصر.
وأشار إلى أنه عند الرجوع للأرقام والإحصائيات الخاصة بمصر وعدد من الدول والبلاد الأخرى سنجد إن هناك تجارب لبلاد تجذب ضعف عدد السائحين الذين يأتون إلى مصر على الرغم من أن عدد الغرف الفندقية لديهم أقل بكثير من عدد الغرف المتاحة في مصر.
وأوضح أن هذه الأرقام والإحصائيات تتضمن أن عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال 2022 بلغ 11.7 مليون سائح مقابل 8 مليون سائح في 2021، وجاءت الإيرادات السياحية لمصر خلال العام المالي 2021 - 2022 إلى 10.7 مليار دولار.
وأشار إلى أن هناك تقديرات بأن يشهد العام الجاري 2023 نموا في السياحة الوافدة بنسبة 28 % وهو ما يسهم في الوصول بعدد السائحين إلى 15 مليون سائح، ضاربًا مثال بدولة مثل لبنان والتي وصلت إجمالي عائدات السياحة في عام 2018 إلى 8.4 مليار دولار وهذا يمثل أكثر من 64% من عائدات السياحة في مصر، كذلك أسهم قطاع السياحة في دبي بـ29.4 مليار دولار في الاقتصاد الإماراتي خلال عام 2022، بعد استقبال 23 مليون سائح.
وأشار إلى أنه في مصر حالياً حوالي 210 آلاف غرفة فندقية مرخص لها من وزارة السياحة مقابل 148.4 ألف غرفة فندقية في دبي، مؤكدًا على وجود تجارب دولية متميزة في التسويق السياحي لأبسط المزايا التنافسية للدول والتي يمكن الاستفادة منها في التسويق السياحي لمصر.
وأشار إلى أن من هذه التجارب تجربة مهرجان التوليب بهولندا حيث في عام 2019، زار 1.5 مليون شخص حديقة كوكنهوف في هولندا خلال فترة الشهرين التي فتحت فيها الحديقة وهي فترة مهرجان زهور التوليب التي تشتهر به هولندا حيث يأتي السياح لمشاهدة جمال زهور التيوليب في هذا الوقت كل سنة.
وأوصى عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب الإصلاح والنهضة، بضرورة تطوير فلسفة جديدة للتسويق السياحي للدولة المصرية بالانتقال من التركيز على تسويق المنشآت والمقاصد السياحية إلى تسويق الفعاليات السياحية، كما يمكن إقامة عدد من الفعاليات السياحية مثل تفعيل مهرجان القاهرة للسياحة والتسوق، كذلك تقديم عروض ومهرجانات فرعونية سنوية على غرار موكب المومياوات في الأماكن السياحية مما سيعمل على تسويق الثقافة المصرية، وإقامة مهرجان سنوي لحصاد زهور الياسمين في قرية شبرا بلولة بالغربية "أكبر قرية منتجة لزهور الياسمين في العالم" ومشاركة السائحين في هذا الحدث الذي يحدث فقط في الليل وقبل شروق الشمس.
وأشار إلى ضرورة إعداد استراتيجية وطنية للسياحة تشتمل على استراتيجية تسويق متكاملة للسياحة المصرية وإشراك الشباب والمتخصصين في إعداد هذه الاستراتيجية، وزيادة مخصصات الهيئة العامة لتنشيط السياحة لدورها الهام في الترويج للسياحة في مصر، كذلك زيادة عدد مكاتب هيئة تنشيط السياحة في انخفاض دائم وحالياً بالخارج ٦ مكاتب فقط وهذا غير كافي، والاعتماد على الخبرات المصرية و الشركات الناشئة لابتكار طرق تسويق احترافية بتكاليف معقولة.
وأضاف أنه يجب العمل على تطوير شامل لتجربة السائح، فهناك دراسة قامت بها وزارة السياحة مع أحد شركات العلاقات العامة وجدوا أن ٨٠٪ من الأخبار السلبية المنشورة عن مصر في الخارج تأتي من السوشيال ميديا، وهذه النسبة تؤثر على معدل تكرار زيارة السائح الواحد لمصر مرة أخرى، وتؤثر على الصورة الذهنية لمصر كمقصد سياحي بسبب التجارب السيئة في التعامل مع السائح في الأماكن السياحية، مضيفًا أنه يجب عمل دراسة وحصر لكل التجارب السيئة التي يتعرض لها السائحين في مصر منذ وصوله وحتى مغادرته والعمل على معالجتها وتذليل العقبات التشريعية أو التنفيذية التي تؤثر على تجربة السائح سلبياً، وكذلك تضمين السائح كأحد أصحاب المصلحة عند التخطيط لتطوير السياحة والاستماع لمشاكل ورغبات السياح لتحسين التجربة Experience بشكل كامل.
وحول الاستثمار السياحي، قال أمير هاني إنه يجب أن يشمل الاستثمار في كل ما من شأنه تقديم تجربة سياحية (ممتعة وثرية ومُرضية) متميزة للسائح القادم لمصر وألا يقتصر فقط على زيادة الغرف والمنشآت الفندقية بل ويشمل الاستثمار في كل وسائل الراحة والخدمة المتميزة في كل مراحل الرحلة السياحية داخل مصر.
وأكد عضو التنسيقية، أن هناك بعض الخطوات التي يمكن تنفيذها لجذب الاستثمارات الأجنبية، ومنها ابتكار منتجات وخدمات سياحية جديدة تزيد من متعة التجربة السياحية للسائح في مصر وتحتوي على عنصر الإبهار البصري (الذي أصبح من اهتمامات السائح بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي)، كذلك تنظيم معارض لمنتجات وعروض فنية على هامش الفعاليات السنوية المشهورة مثل تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل.
وأشار إلى ضرورة تنظيم مسيرات مصغرة من موكب المومياوات في مكان مخصص لذلك مرة كل عام في مهرجان يحيي ذكرى نقل المومياوات يوم ٣ أبريل من كل عام، ويتاح مشاركة السياح في الموكب عن طريق شراء الزي الفرعوني والتدريب قبلها، ثم تصويرهم أثناء المشاركة في الموكب، والاستفادة من الحلول التكنولوجية الحديثة في السياحة الرقمية و سياحة الواقع الافتراضي Virtual Reality في تقديم منتجات وخدمات جديدة توفر مصدر دخل إضافي للسياحة المصرية.
كذلك العمل على فتح إصدار التراخيص المتوقفة لشركات السياحة، وعدم إلزام الشركات بعدد معين من السياح وترك الشركات للتنافس في السوق، وكذلك تشجيع رواد الأعمال وإنشاء الشركات الناشئة في مجال السياحة وفتح إصدار التراخيص لهذه النوعية من الشركات.
وقال إن مصر من الدول الجاذبة للاستثمارات في الشركات الناشئة، وفي مركز متقدم من حيث عدد صفقات الاستثمار، ولكن قطاع السياحة غير موجود على خريطة الاستثمار في الشركات الناشئة المصرية، مضيفًا أننا نحتاج إلى إنشاء مبادرة من وزارة السياحة لتشجيع مشاركة رواد الأعمال لابتكار منتجات وخدمات سياحية ثم إنشاء شركات تقوم بتقديم هذه الخدمة وجذب الاستثمارات عليها.
واختتم عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب الإصلاح والنهضة، حديثه قائلا، إن قطاع السياحة بشكل عام من القطاعات العالية المخاطر في الاستثمار، وهذا يتناسب مع آليات تمويل الشركات الناشئة التي تعتمد على جذب رأس المال المُخاطر Venture Capital وهو ما يعتبر فرصة لقطاع جديد من الشركات الجاذبة للاستثمارات الخارجية.