هل من الممكن ان نصدق ان هناك اثنين تزوجا وانفصلا ومازالت قصة حبهما تحكى في مجلدات؟!
في زمن آخر غير هذا الزمان الذي نعيش به كانت هناك اجمل قصة حب جمعت بين المطربة وردة الجزائرية والملحن بليغ حمدي، والتي كانت تشبه القصص الرومانسية التي كنا نقرأها في الكتب او نشاهدها في الافلام.
علاقة وردة و بليغ حمدي كانت علاقة فريدة من نوعها.. بدأت عندما استمعت وردة وهي في عمر 16 عاما الي اغنية "تخونوه" التي غناها العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ في فيلم الوسادة الخالية والتي كانت تشاهده ورده في احدى سينيمات فرنسا مع عائلتها، حيث كانت تعيش في فرنسا في ذلك الوقت، ووقتها اعجبت كثيرا بالاغنية وسألت عن ملحنها وقررت انها تقابله عندما تسافر الي مصر.
وشعرت وردة بسعادة بالغة عندما جاءتها دعوة لزيارة مصر ومن خلال هذه الدعوة تحقق حلمها انها تقابل بليغ حمدي ملحن اغنية "تخونوه".
الاعلامي الراحل وجدي الحكيم حكى عن اول لقاء جمع وردة ب بليغ حمدي عندما ذهب لها من اجل تلحين اغنية "يانخلتين في العلالي" التي غنتها وردة في فيلم "ألمظ وعبده الحمولي"، حيث سرد الحكيم رد فعل بليغ عندما قال له "اول مرة اشوف ست تهزني من جوايا".
*اول صدمة:
وبعدها تعددت اللقاءات فيما بينهما والعمل ايضا حتى قرر بليغ ان يتزوج من وردة لكن كانت صدمة بالنسبة له عندما رفض والدها مقابلته، ورغم رفض اهلها للزواج الا ان حبه لها كان يزيد يوما بعد يوم، حتى بعد عودة عائلتها للجزائر واصرارهم ان تتزوج من احد اقاربها، وبالفعل تزوجت منه وفقاً لرغبة اهلها وانجبت منه وداد ورياض، وابتعدت عن الفن لمدة 10 سنوات.
وعندما سافر وفد من الفنانين المصريين للاحتفال بعيد الاستقلال بالجزائر، ذهبت وردة لاستقبالهم في الفندق وكان من ضمنهم هدى سلطان ومحمد رشدي وبليغ حمدي، ووقتها امسك بالعود وجاءته فكرة اغنية "العيون السود" عندما رأى حبيبته التي لم ينساها بعد كل هذه السنوات.
ووقتها كتب بليغ حمدي اغنية "العيون السود" فوعدته وردة انها ستغنيها اذا استكملها، وبعد مرورعام ونصف تطلقت وردة من زوحها وعادت الي مصر وغنت "العيون السود" في عام 1972، والذي قام بإستكمالها الشاعر محمد حمزة بأفكار من بليغ.
*رسائل ام كلثوم:
وكان يقال ويتردد ان جميع مقدمات الاغاني التي لحنها بليغ حمدي للسيدة ام كلثوم كانت رسائل لحبيبته وردة اثناء فترة فراقهم، مثل مقدمة اغنية بعيد عنك والحب كله وسيرة الحب وانساك وعندما علمت ام كلثوم بهذا الامر ضحكت وقالت له "انت مشغلني مرسال لحبيبتك".
وبعد عودة وردة الي مصر قرر الحبيبن الزواج وتم عقد القران في منزل الفنانة نجوى فؤاد، وغنى عبد الحليم حافظ اغنية "مبروك عليك" واستمر الزواج 6 سنوات وغنت وردة اجمل اغانيها من الحان بليغ مثل العيون السود، وخليك هنا وحكايتي مع الزمان واشتروني وغيرها من الاغاني الناجحة والتي لازالت محفورة في اذهاننا حتى الان.
ولكن بسبب الغيرة ولان وردة معتادة على الحياة الاسرية التي لم يعتاد عليها بليغ تم الطلاق فيما بينهما، وهذا تسبب في تدهور حالة بليغ الصحية والنفسية حتى وصل الامر الي اصابته بالاكتئاب، وايضا اثر الطلاق على وردة حيث اصابت بانفجار الزائدة الدودية بعدها، وكانت من الممكن ان تفقد حياتها.
وحتى بعد فراقها ظل بليغ يلحن لوردة اغانيها، وكتب بليغ اغنية "بودعك" تجسيدا لمشاعره بعد فراق وردة وطلب من وردة ان تغنيها وكانت تقول الاغنية "بودعك... وبودع الدنيا معك"
*آخر وداع:
وظل بليغ يحب وردة حتى وفاته حتى انه كان يردد اسمها قبل وفاته "وفقا لما رواه ابن شقيقه" وهذا كان في عام 1993.
وقال وجدي الحكيم ان وردة كانت تشعر بالندم لطلاقها من بليغ حمدي حيث قالت له "تعاملي مع بليغ بعد الانفصال خلاني افهمه اكثر ولو كنت فهمته كدا واحنا متجوزين كان جوازنا استمر".
وكانت اغنية "بودعك" اخر اغنية جمعت بين وردة وبليغ حمدي، وبعد وفاته اصيبت وردة بحالة اكتئاب شديدة وظلت تتحدث عنه في جميع لقاءتها حتى رحيلها في عام 2013 بعد عشرون عاما من وفاته.
