الحريات ليست مطلقة

الحريات ليست مطلقةحسن زعفان

الرأى17-5-2023 | 22:36

منذ أكثر من ربع قرن سألت الفيلسوف والمفكر الكبير مراد وهبة.. هل نطلق العنان للحريات فى شتى المجالات؟.. فرد سريعًا بالطبع لا، وإنما إطلاق الحريات وضبطها بمعايير الأخلاق.

فأين نضع الأخلاق لو أردنا إطلاق الحريات؟..

إن حرية الفكر غير المنضبط أخلاقيًا سينتج عنه ثقافات غير منضبطة أخلاقيًا وتتصادم مع أدبيات المجتمعات المختلفة ثقافيًا وفكريًا فى موروثاتها وعادتها وتقليدها..

لذلك يجب أن نضع معايير للأخلاق نتوافق عليها فكريًا وثقافيًا، وبعدها تترك حرية الفكر بمعناه الواسع، ولكل مجتمع خصوصياته ومفرداته الثقافية ومعتقداته الدينية والتي يجب أن تحترم ونراعي حساسيتها إذا تم تناولها بالنقد أو التحليل..

فلا مانع من النقد بالمعنى الإيجابي البعيد عن التجريح أو القدح والذم، وإنما يجب مراعاة البُعد الأخلاقى للمجتمع، الذى نعيش فيه خاصة عند عرض أفكار جديدة أو مدخلات ثقافية منقولة من مجتمعات أخرى، بعد سهولة النقل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، والذى تحول من ثورة فى عالم نقل المعلومات والثقافات إلى غزو فكرى وعقائدى تحت مظلة الحرية، والتى تحولت إلى خيمة كبيرة تأوى تحتها كل ما هو شاذ ومنفر وغريب عن مجتمعنا العربى الشرقى، الذى يقدس معتقداته العريقة، والتى تعلم منها قواعد الأخلاق الراسخة عبر قرون من الحضارات القديمة والتى امتزجت بثقافات مختلفة من الشرق والغرب، فكانت حرية الفكر منضبطة بمعايير الأخلاق، والذى نتج عنه فنون وآداب وفلسفات كان الجمال وروعة الخيال هى أهم مخرجاته، وقد كانت مكارم الأخلاق هى أساس العقيدة، سواء فى الديانات السماوية أو المعتقدات الوضعية، وقد وجدت نصوص لقواعد الالتزام الأخلاقى فى النقوش الفرعونية واليونانية والرومانية والبابلية والفارسية، وكلها تصب فى نهر واحد يضم بين شاطئيه مكارم الأخلاق، ولم يكن الالتزام الأخلاقى عائقا أمام حرية الفكر والتعبير.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2