شريعتهن الفرار من الرجال، لا يرغبن فى "ضل الحيط"، ولو جاء إليهن عنترة بن شداد بنفسه، سيقابل بالرفض، من أجل ذلك رفعن لافتة مدونا عليها عبارة "ممنوع للرجال" قد تكون قائمة أمام مدخل القرية أو قسما ألزمن أنفسهن به، ولن نذهب بعيدا، يوجد فى جنوب مصر واحدة من تلك القرى، اسمها قرية سماحة فى محافظة أسوان، محرم على الرجال العيش بين جدرانها، قاصرة على المطلقات والأرامل، تعيش فيها أكثر من ألف سيدة وفتاة، يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1998، شيدتها وزارة الزراعة ضمن 6 قرى بمشروع وادي الصعايدة، كان يطمح المشروع لتحويل وادي الصعايدة إلى مناطق ريفية جاذبة، ومنحت الدولة كل أسرة بدون رجل بيت وستة أفدنة، الفكرة رائعة لكنها تعاني حاليا من نقص الخدمات، وتحدثت بعضهن عن ضعف قدراتهن على التواصل، غير أن الخوف يمنعهن من سحب الأرض وما أقمن عليها من مشروعات.
قرية "أوموجا" تختلف عن "سماحة"، نساؤها اخترن موقعها فى شمال نيروبي عاصمة نيجيريا، أوموجا قرية صغيرة تسكنها 15 امرأة، قررن الفرار من عنف الرجال، صارت القرية مزارًا سياحيًا شهيرًا يفد إليه الزوار لاكتشاف حياة النساء بدون رجال، والمثير للسخرية أن بعض المتزوجات بالقرية يغادرن القرية فسحة من الوقت للقاء أزواجهن، هذا طبقا لقانون القرية، ثم يعودون إليها مرة ثانية.
ومن عجائب الأقدار جزيرة خاصة للاتي يرغبن قضاء نزهة بمفردهن، وتقع جزيرة "سوبر شي" على شواطئ فنلندا، لكن يافرحة ما تمت، فإن سعر الإقامة 4000 يورو لمدة أسبوع، فضلا عن ضرورة حصولهن على موافقة رائدة الأعمال الألمانية "كريستينا روث" مالكة الجزيرة، وتسمح بفتح أبواب استقبال الجزيرة ثلاثة أشهر فى السنة بدءا من شهر يونيو إلى شهر سبتمبر، وتستقبل عشر سيدات كل أسبوع، وتهدف روث من شراء الجزيرة إقامة جنة للجنس اللطيف، وباعت من أجلها شركتها الكبرى التي كانت تحتل المركز السابع فى قائمة مجلة فوربس.
وبجوار تلك القرى و الجزيرة حكايات أخرى من عشرات الزوجات قلوبهن تغمرها السعادة، وترجع سعادتهن لحصولهن على فرصة من الراحة النفسية والجسدية، بفضل اغتراب أزواجهن وسفرهن خارج البلاد، ويقف الأولاد حائلا بين طلبهن فى الطلاق، فقد دأب أزواجهن على استخدام أسلوب التعنيف، ولا يكترثوا بمشاعرهن، وينصحن الفتيات بصرف النظر عن الزواج، حتى لا يندمن على الحياة الوردية قبل الزواج
وتبقى المرأة الباحثة عن حياة سعيدة بعيدا عن الرجل فكرة لا تصمد كثيرا، والفطرة السوية جعلت كلا الطرفين فى احتياج للآخر بصفة دائمة، والاستثناء فى هذا حياة العزوبية،
ولابد من توافر شرط أساسي لاستمرار العلاقة الزوجية، هو النشأة السليمة فى بيئة مستقرة، التزمت بتطبيق تعاليم الشرع والعلم، حتى إذا اقتصروا على غرز المبادئ الرئيسية منها فى نفوس الأبناء.