أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الصراع حول مدينة باخموت الاستراتيجية بين القوات الروسية والأوكرانية مازال محتدما في ظل توقعات بقيام الجانب الأوكراني بهجوم مضاد لاستعادة السيطرة على المدينة في الوقت الذي يشدد فيه الجانب الروسي قبضته على المدينة للحفاظ على المكاسب التي حققها حتى الآن خلال المواجهات الشرسة بين الطرفين.
ويضيف كاتب المقال الصحفي دان صباغ أنه على الرغم من سيطرة القوات الروسية بالكامل على المدينة، إلا أن الجانب الأوكراني أعلن تأهبه للقيام بعملية مضادة في جنوب غرب المدينة، على الرغم من التقارير الواردة من ساحة القتال والتي تشير إلى أن القوات الأوكرانية فقدت السيطرة على الأجزاء المتبقية من المدينة التي كانت تقع تحت سيطرتها.
ويتناول المقال التكتيك العسكري الجديد الذي بدأت تتبناه أوكرانيا في الصراع المسلح مع القوات الروسية حيث يوضح أن الجانب الأوكراني بدأ في القيام بهجمات مضادة محدودة في شمال غرب المدينة وجنوبها.
ويضيف المقال أن المعارك بين الطرفين للاستيلاء على مدينة باخموت بدأت في مايو من العام الماضي والتي تعد الأشرس التي تشهدها القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويصيف المقال أن الجانب الأوكراني أعلن أنه مازال يسيطر على بعض أجزاء من المدينة، لافتا إلى تصريحات نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا مايلر التي تقول فيها إن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على بعض المنشآت في المدينة.
ويستطرد المقال موضحا أن جماعة فاجنر التي تقاتل بجانب القوات الروسية هي التي تقود الهجمات من أجل الاستيلاء على المدينة حيث تضم العديد من المحاربين المدربين تدريبا عاليا.
إلا أن السؤال الذي يطرحه العديد من الخبراء، كما يقول المقال، أنه بعد انتهاء معارك باخموت واستيلاء القوات الروسية على المدينة بالكامل هل ستستمر جماعة فاجنر في مساعدة القوات الروسية خلال المواجهات مع القوات الأوكرانية؟
ويقول المقال إن قائد جماعة فاجنر يافجيني بريجونين كان قد أعلن يوم السبت الماضي وقوع المدينة بالكامل تحت سيطرة القوات الروسية حيث ظهر في فيديو واقفا عند إحدى محطات السكك الحديدية التي تقع على بعد عدة كيلومترات من خطوط المواجهة.
وفي الوقت نفسه يشير المقال إلى أن لقطات مصورة أخرى أظهرت القوات الروسية وهي تلوح بالأعلام الروسية في الجانب الغربي من المدينة في إشارة إلى سيطرتهم على تلك الأجزاء من المدينة، بينما أعلن بريجونين في وقت سابق أن قواته سوف تنسحب من المدينة قبل يوم الخميس القادم تاركة مهمة الدفاع عن المدينة للقوات الروسية النظامية.
ويتناول المقال في الختام تداعيات المواجهات المسلحة بين الطرفين في مناطق أخرى من أوكرانيا حيث يشير إلى تصريحات صادرة من الجانب الأوكراني يؤكد فيها إعادة إمداد محطة زابرويجيا النووية بالطاقة اللازمة لتشغيلها بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها، موضحا أن تلك هي المرة السابعة منذ بداية الحرب في أوكرانيا التي ينقطع فيها التيار الكهربائي عن المحطة النووية الأكبر في قارة أوروبا بأسرها.