لا شــــك أن القـــرار الســـليم (سياســـى أو اقتصادى) يجب أن يعتمد على معلومات وبيانات حقيقية ومدققة، فما بالك لو خضعت هذه "البيانات" لتحليلات من المتخصصين وذوى الخبرة؟
ومؤخرًا استضافت جامعة النيل المصرية المؤتمر السنوى لمنتدى البحوث الاقتصادية – مركز إقليمى متخصص – والذى ناقش مستقبل التنمية فى المنطقة، والفرص والمخاطر فى العالم الجديد الذى يشهد متغيرات سياسية واقتصادية متسارعة، لعل أهمها انتقال "الثقل" الاقتصادى من الغرب إلى الشرق.. حيث الصين والهند!
وأهم ما ناقشه المشاركون فى المؤتمر كيفية الخروج من الأزمات المالية والاقتصادية التى تعانى منها أغلب دول المنطقة، حيث أوصى الخبراء بضرورة الاهتمام بالتنمية المستدامة القائمة على الإنتاج والتصنيع لدفع عملية النمو المتصاعد.
وناقشوا أيضا ثلاثة موضوعات مهمة، منها مستقبل الدولار، وكشفت المناقشات أن 90% من المعاملات الدولية تتم بالدولار، حيث إن ثلثى المعروض النقدى الأمريكى (الدولار) يتم خارج الولايات المتحدة!
وبالنسبة للعملات الرقمية، قيل إنها اخترعت من البداية لأسباب غير مشروعة (إجرامية)، وحاليا تحاول البنوك المركزية إصدار عملات رقمية جديدة لمكافحة العملات غير الرسمية!
الموضوع الثالث؛ كان الذكاء الاصطناعى والذى يمكن أن يمثل تهديدًا إذا تم استخدامه بطرق غير أخلاقية!
وبالنسبة للديون، فقد أجمعوا على أنها أخطر ما يواجه دول المنطقة، فقد تتسبب فى ثورات اجتماعية غير متوقعة!
أما الفرص، فمنها إمكانية التوسع فى استخدام التكنولوجيا الجديدة، وبما يزيد الإنتاج ويحسن من جودته دون الاستغناء عن العمالة، خاصة وأن نسبة كبيرة من سكان المنطقة من الشباب!
وقد أشار المشاركون فى المؤتمر إلى أن دول المنطقة تتجه نحو علاقات طبيعية مع كل الأطراف الدولية، والأهم أنها تحاول إزالة وعلاج الخلافات فيما بينها، وعلى سبيل المثال؛ التقارب السعودى - الإيرانى، وكذلك التقارب المصرى - التركى.
تبقى الإشارة إلى أن المؤتمر شارك فيه "نخبة" من الاقتصاديين الدوليين، منهم د. محمود محيى الدين نائب مدير صندوق النقد، ود.حسن على رئيس مجلس الأمناء وعميد كلية الإدارة بجامعة النيل، ود. إبراهيم البدوى المدير التنفيذى للمنتدى ووزير المالية السودانى الأسبق.
هذا بخلاف جمع غفير من الباحثين من دول المنطقة والذين قام بعضهم بمسح للمؤسسات الصناعية العربية لوضع قاعدة بيانات عن السياسات الصناعية والتكنولوجية والموارد البشرية، سوف تتاح أمام الباحثين للدراسات العليا، وطلاب البحوث العلمية.
والخلاصة؛ أن المنطقة بصدد تغيرات اقتصادية كبيرة ويجب أن يستعد لها الجميع، ولدى أمل أن يتم مناقشة "التعاون الاقتصادى" فى اجتماعات القمة العربية.