تكلس المشيمة هو تراكم أو ترسيب الكالسيوم في المشيمة لدى المرأة الحامل مما يعني أن المشيمة يحدث لها ما يشبة الشيخوخة المبكرة اى أنها تتقدم في العمر بشكل مبكر وبشكل أسرع من المعدل الطبيعي، حيث تُعد الوظيفة الأكثر أهمية للمشيمة هي نقل الغذاء للجنين، لكن عند ازدياد ترسب الكالسيوم فيها قد يؤثر ذلك في تغذية الجنين في رحم أمه. يُعتبر تكلس المشيمة أو شيخوخة المشيمة في أثناء الحمل حالة تكون فيها عملية ترسب الكالسيوم في المشيمة بطيئة، ولكنها مستمرة؛ الأمر الذي يمنع وصول دم الأم إليها.
وفقاً لموقع «momjunction»، يعتبر الباحثون أن التكلس المشيمي عملية شيخوخة مُبكرة تصيب المشيمة، وليس تغيراً مرضياً، وهو من المشكلات نادرة الحدوث للحامل. من الطبيعي أن يكون لديك مشيمة متكلسة قرب نهاية الحمل، ولكن إذا حدثت هذه الحالة قبل الأسبوع السادس والثلاثين؛ فقد يؤدي ذلك إلى تغيرات مرضية ومضاعفات غير عادية، حيث تصبح المشيمة شديدة التكلس، ويصبح من الصعب على الطفل التنفس داخل رحم الأم أو حتى الحصول على التغذية من الأم.
أسباب تكلس المشيمة في أثناء الحمل
يمكن تشخيص تكلس المشيمة من خلال الموجات فوق الصوتية للحوض
تُعد الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تشخيص تكلس المشيمة هي من خلال الموجات فوق الصوتية للحوض، وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو التدخين في أثناء الحمل؛ لذلك يجب على النساء الحوامل تجنب التدخين، فهو يؤدي أيضاً إلى الإصابة بحصوات الكُلَى، وهو أحد الأسباب وراء تكلس المشيمة.
أيضاً إذا كانت المرأة الحامل تعاني من أمراض مزمنة مثل أمراض نقص المناعة والسكري وارتفاع الضغط المزمن وأمراض الرئة المزمنة؛ فإنها معرضة للإصابة ب تكلس المشيمة خلال فترة الحمل.
يؤدي تناول بعض الأدوية مثل: مضادات الحموضة أو الإكثار من تناول حبوب الكالسيوم إلى إصابة المرأة الحامل بتكلس الحمل؛ لذا يُوصَى بالالتزام بالجرعات المحددة لأدوية الحمل وعدم تناول أدوية من دون وصفة الطبيب.
أيضاً إصابة الحامل بالتهابات مختلفة أو زيادة في تخثر الدم وتعرض الحامل للإشعاع أو انفصال المشيمة عن جدار الرحم؛ من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بتكلس الحمل.
عمليات الولادة القيصرية في الولادات السابقة، أو جراحات إزالة الأورام الليفية، أو أي عمليات جراحية أخرى يمكن أن تؤثر سلباً في صحة المشيمة، أو أي من الاضطرابات السابقة في المشيمة.
أعراض تكلس المشيمة في أثناء الحمل
يمكن أن يعوق تكلس المشيمة نمو الطفل داخل رحم الأم، ويؤدي أيضاً إلى عدة مضاعفات أخرى؛ لذا يجب إخطار الطبيب فوراً في حالة ظهور أعراض مثل:
قلة حركة الجنين
حجم البطن أصغر مقارنة بالحمل السابق
وجود نزيف
الشعور بانقباضات قبل الأسبوع السابع والثلاثين
الشعور المستمر بألم أسفل الظهر وفي المعدة
مضاعفات تكلس المشيمة في أثناء الحمل
إذا بدأ التكلس قبل الأسبوع الـ32 من الحمل فإنه يُسمَّى تكلس المشيمة المبكر
إذا بدأ التكلس قبل الأسبوع الـ32 من الحمل؛ فإنه يُسمَّى تكلس المشيمة المبكر، ويكون في هذه الفترة من الحمل شديد الخطورة على الأم والطفل؛ حيث قد تعاني الأم من نزيف ما بعد الولادة وانفصال المشيمة والولادة المبكرة، وبالتالي انخفاض الوزن عند الولادة، ومع ذلك نادراً ما يموت الجنين في الرحم.
النساء اللواتي يعانين من حالات مرضية في أثناء فترة الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، واضطراب الكُلَى، وفقر الدم، ومشكلات القلب؛ أكثر عرضة للخطر خاصة بين 28 و36 أسبوعاً، ويتطلب مراقبة مستمرة للجنين والأم من قبل الأطباء.
يمكن أن يؤدي تكلس المشيمة قبل الأسبوع السابع والثلاثين وقبل نضج الجنين إلى ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل الذي يمكن أن يكون قاتلاً للجنين ويؤدي إلى مضاعفات للأم مثل تسمم الحمل والولادة المبكرة.
تُعتبر الولادة في الأسبوع السابع والثلاثين آمنة للأم؛ حيث تجب ولادة الأطفال قبل الأسبوع الثاني والأربعين، لأن تكلس المشيمة يجعل المشيمة غير قادرة على توصيل التغذية والأكسجين للجنين، ويمكن أن يشكل نقص الإمداد بالأكسجين خطراً على دماغ الطفل ويتلفه.
لذلك؛ من خلال التدخل الطبي الفوري والمراقبة المستمرة للأم والطفل، يمكن تجنب هذه المضاعفات.
الوقاية من تكلس المشيمة في أثناء الحمل
تناول الأطعمة الصحية يمكن أن يوقف تكلس المشيمة
إن تناول الفيتامينات والمغذيات والأطعمة الصحية التي تحتوي على مضادات الأكسدة بانتظام؛ يمكن أن يوقف تكلس المشيمة المبكرة، لذا يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «هـ» وفيتامين «سي» والبيتا كاروتين بكميات أكبر لمنع ذلك.
المتابعة مع الطبيب إذا كانت المرأة تعاني من الضعف أو الأمراض المزمنة، وعدم تناول مكملات الكالسيوم أو مضادات الحموضة للتقليل من حرقة المعدة دون وصفة طبية.
تجنب التدخين والحد من تناول الكافيين.
إجراء الفحوص الدورية في أثناء الحمل، يساعد هذا في اكتشاف الإصابة ب تكلس المشيمة مبكراً وإخبار الطبيب في حال أن المرأة الحامل قد عانت من مشكلات صحية في المشيمة خلال الحمل السابق، أو إذا كانت قد أُجريت أي عملية جراحية في الرحم.