تصوير عصام محمود
30 يوما دون حياة.. مأساة يعيشها قاطنو العقار 113 بشارع خلوصى بشبرا... بعد أن انقطعت عنهم كل سبل الحياة.. من ماء وكهرباء وغاز.. منذ أن قام الحى بقطع كافة المرافق عن العقار تمهيدا لهدمه.. بحجة وجود رخصة هدم استخرجها صاحب العقار، لإخلاء العقار من السكان تمهيدا لإعادة بيعه بملايين الجنيهات نظرا لموقعه المتميز فى شارع شبرا.. رغم سلامة العقار بشهادة أكبر المكاتب الإستشارية.. والتقارير الفنية التى تؤكد ذلك، على حد قول سكان العقار .
أكثر من 8 أسر بينهم أطفال وكبار سن ومرضى، يعيشون بدون أى مرافق منذ شهر، ولكنهم يصرون على التمسك بحقهم فى البقاء فى العقار .
الظلام الدامس هو سيد الموقف فى العقار المذكور، وإنعدام كامل للرؤية، فلاترى إلا حاملى " جراكن المياه" وهم يحملونها فوق أكتافهم، يصعدون بها إلى شققهم، ليروون بها عطش ذويهم .
فى الطابق الثانى يقطن الاستاذ ناجى ووالدته المسنة التى تتجاوز الثمانين عاما، وتعيش على الأكسجين، وأدوية الأمراض المزمنة التى لابد أن تحفظ فى الثلاجة، فلك أن تتخيل كيف أصبح وضعها الصحى منذ قطع الكهرباء والمياه والغاز عنهم، فقد تردت حالتها الصحية والجسدية، وتردت نفسية أبنها " ناجى" الذى يرعاها والذى قال: " بأى حق وفى أى قانون يتم قطع المرافق وسبل الحياة من كهرباء ومياه وغاز عن السكان.. دى جريمة.. وبعدين لسه فيه قضية لم يتم البت فيها من جانب المحكمة.. فإزاى الحى عايز ينفذ قبل صدور الحكم.. أغيثونا احنا بنموت أنا وأمى كل يوم" .
مأساة قاطنى "العقار الميت" أبطاله 8 أسر أحياء، يعيشون فى ظروف مأساوية، محرومون من سبل الحياة، يواجهون جشع مالك العقار بالصبر، وأنما للصبر حدود، بهذه الكلمات عبرت مدام سحر التى تعيش فى الدور الخامس والأخير عن استيائها من استمرار الوضع لأكثر من شهر دون حل للأزمة قائلة: " زهقت وتعبت.. مش قادرة أكمل.. أولادى فى الجامعة والثانوية العامة .. أبنى بينزل كل يوم المغرب ويرجع الفجر ينام علشان يذاكر عند زمايله.. وبنتى فى الثانوية العامة ومش عارفة تذاكر.. وزوجى قاعد عند اخته علشان مريض ووبياخد أدوية.. واحنا دلوقتى فى الصيف.. والجو حر.. ومفيش لا مروحة ولا مياه ولا غاز.. يعنى احنا بندمر بمعنى الكلمة ".
وتابعت: " ياريت المسؤولين يشوفوا حل.. أنا مستغربة ازاى يحرموا الناس من أبسط حقوقهم ويقطعوا عنهم المياه والكهرباء والغاز.. والبيت زى الفل ومفيهوش حاجة ولا حتى شرخ صغير.. ولسه فيه قضية وحكم محكمة.. رجعولنا الكهرباء والمياه والغاز" .
وتقول مدام ياسمين والتى تقيم فى الدور الخامس: " احنا قدام جريمة.. قطع المياه والكهرباء والغاز عن الساكن دى جريمة.. وازاى الحى ينفذ أمر زى ده ويقطع المرافق عن العمارة.. دا المفروض الحى يهمه أمر السكان قبل صاحب العمارة وليس العكس.. احنا أموات عايشين فى مقبرة لا مياه ولا نور.. ولا أى حاجة.. احنا مش عارفين نأكل ولا نشرب ولا ندخل الحمام.. احنا عايشين فى كابوس نفسنا نصحى منه.. وترجع لينا الحياة تانى" .
وأضافت: " أنا بناشد محافظ القاهرة والنائب العام للتحقيق فى الجريمة دى و قطع المرافق عن العقار لمدة شهر وعدم احترام حكم القضاء وآدمية سكان العقار.. ومحاسبة كل مقصر فى عمله.. علشان فيه طلبة مدخلوش الإمتحان.. وفيه مرضى صحتهم اتدهورت.. وغيره من المصايب" .
وفى السياق ذاته، قال هانى عبد الوهاب المحامى، إن هناك أخطاء قانونية فادحة فى هذه الواقعة، منها صدور قرار الهدم من الحى، ومن المفترض أن قرار الهدم لايصدر إلا بعد وجود شهادة إخلاء العقار، فى ظل أن جميع شقق العقار ساكنة ويعيش فيها بعض الأسر، بالإضافة إلى وجود 3 محلات فى العقار وجمعيهم يعملون دون توقف.
وأضاف عبد الوهاب، أن هناك قضية لم تبت فيها المحكمة حتى الآن، وحولت القضية إلى الخبراء للبت فى سلامة العقار من عدمه، ومن المفترض أن ينتظر الحى قرار الخبراء واللجنة التى ستشكل للبت فى سلامة العقار من عدمه، مشيرا إلى عدم قانوينة قطع المرافق من جانب الحى على السكان فى العمارة، فهناك العديد من علامات الاستفهام حول تلك الواقعة التى تتطلب تدخل الجهات المعنية للتحقيق فى الأمر.