هذا هو العالم الآن يدرس ويبحث ويقرر أن ينفذ ما رأت مصر أنه هو الأفضل لها ولمستقبلها.. العظماء السبعة قرروا من هيروشيما باليابان، أن يطلقوا مبادرة من أجل الاستثمار فى البنية التحتية حول العالم بما يعادل 600 مليار دولار.. هذه هى الدول السبع العظمى تقرر أن تلتفت إلى هذا النوع المهم من الاستثمار من أجل أن تضمن مستقبلا أفضل لشعوبها..
هذا هو الخيار الذي اختارته مصر لنفسها قبل عشر سنوات تقريبا وقررت تنفيذه، خيار الاستثمار فى البنية التحتية، وهو الخيار الذي واجه ولا يزال انتقادات شديدة من الكثيرين.. أدعوكم الآن أيها المنتقدون إلى مراجعة ما أعلنته "قمة هيروشيما"؛ لتعرفوا وتتأكدوا أن قرار مصر وما فعلته كان صوابا 100% ومن أجل صالح البلاد والعباد وليس إهدارا لأموالهم وثرواتهم.
إن مصر انخرطت فى تجربة تنموية رائدة فى مجال البنية التحتية على مدار الأعوام الماضية، وذلك بعدما عانى الاستثمار فى البنية التحتية من تدهور كبير، وهو ما تعارض مع أهداف الدولة فى زيادة النمو الاقتصادي، وقد انعكس ما تم إنجازه فى هذا المجال على مرتبة مصر فى تقرير التنافسية العالمية وحقق تقدما ملحوظا لها فى الترتيب بين دول العالم، وقد بلغت الاستثمارات فى هذا المجال قرابة 170 مليار دولار، وهو ما لم يُسهم فقط فى تطوير شبكة البنية التحتية القائمة، وبناء مدن جديدة تعمل على جذب الاستثمارات، بل أسهم أيضا فى توفير نحو 5 ملايين فرصة عمل للشباب المصري.
العالم كله الآن يتجه للاستثمار فى البنية التحتية ونحن لا يزال بيننا من يقول "إيه لزمتها الكباري والطرق والمشاريع دى والناس بتعاني من الفقر" رغم أن العلم يقول إن "البنية الأساسية" تحد بشكل كبير من الفقر، لأن الافتقار إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية يقوض مستويات معيشة الفقراء ويحد من قدرتهم على تجسيد إمكاناتهم الكاملة، حيث تساعد البنية التحتية الأفراد والمناطق الأكثر فقرًا على الارتباط بالأنشطة الاقتصادية الأساسية، مما يتيح لهم الوصول إلى فرص إنتاجية إضافية. وبالمثل، فإن تطوير البنية التحتية فى المناطق الفقيرة يقلل تكاليف الإنتاج والمعاملات، فضلا عن كونها عاملاً ومحددًا رئيسيًا لتقارب الدخل
فى المناطق الأكثر فقرًا.
علينا جميعا، خاصة من ينتقدون دون دراية أو علم أن يدركوا حقائق علمية مؤكدة مفادها أن البنية التحتية هي مقياس لمكانة الدولة على المستوى العالمي وإمكانياتها المتاحة؛ لجذب الاستثمارات والدليل ما اعتبرته "قمة هيروشيما" مؤخرا، وتصنيف مصر ضمن الدول الأكثر جذبا للاستثمار، فالبنية التحتية الميزة الثانية التي يتم تقييمها من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي لتحديد القدرة التنافسية للدولة، وتعتبر شرطًا أساسيًا للمشاركة فى سلاسل القيمة العالمية.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن