كتبت : مريم صادق
الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية ليس فقط رجل دين بمعني أنه يمتلك كلمة المنبر الروحية، لكنه أيضا رجل مسئول فى الدولة، وأيضا لكونه رئيس الطائفة الإنجيلية والتي يندرج تحت لوائها 71 مذهبًا تعمل في تناغم غير عادي، وعندما يكون هو لسان حال كل تلك المذاهب أمام الدولة فهو أمر ليس هينًا، ولا يمكن أن يقوم به رجل إلا إذا كان في قدرات وكفاءة رجل تدرب علي الإدارة المجتمعية بشكل أحدث به فارقا فجعل الأنظار تتجه إليه، وهذا هو ما دفعنا للقائه وإجراء هذا الحوار معه.
* في البداية كيف تنظر إلي الإعلام وعلاقته بالكنيسة ؟ بمعني هل الإعلام له دور محوري داخل كلية اللاهوت الإنجيلية؟
- فى الحقيقة لا أعرف ما يدرس في كلية اللاهوت في هذا الإطار.. لكن الإعلام أخذ مفهومًا جديدًا بعد انتشار "السوشيال ميديا"، ولم يعد الإعلام التقليدي هو الحل .
حوار
* وهل هناك حوار يحدث بينكم وبين رؤساء المذاهب الإنجيلية المختلفة؟
- هذا طبيعي ويحدث سنويا ويكون في لقاء يجمعنا، ونتحاور سويا في بعض ما يستجد من أمور، أو مناقشة ما يكون قد حدث يستحق المناقشة، وهي لقاءات بكل تأكيد هادفة وتبغي مصلحة الكنيسة بشكل عام، ونحن لدينا 18 مذهبًا موجودة، منذ سنوات طويلة، وبعض المذاهب انقسمت لكن أداءها واحد والكنيسة في النهاية مهمتها أن تسعي إلى النمو وتشجيع المواهب، وأطالب رؤساء المذاهب دائما بتشجيع الشباب.
* هل يتم التواصل مع شيوخ الكنيسة الإنجيلية في مصر لاسيما رؤساء الطائفة السابقين ؟
- بكل تأكيد، ونحن قمنا بتكريم القس (باقي صدقة) أحد رموز الكنيسة في مصر في ديسمبر الماضي ودائما التقي بالقس صفوت البياض عندما يتواجد في مصر بصفة مستمرة لأن هذا جزء أصيل من العمل الإنجيلي في مصر، وأي جماعة برموزها تحدث زخمًا وبلا شك القس صفوت البياض مثلما قلت.
قانون بناء الكنائس
* هل الكنيسة على قناعة بقانون بناء الكنائس؟
- نحن كنا في الخط الهمايوني ضائعين وعندما كنا نحصل على تصريح بناء كنيسة كانت بها صعوبة، لكن أنا كرئيس طائفة اليوم متقدم بطلبات ما يقرب من 1000 كنيسة كلها تحتاج إلى تراخيص وتقريبا كلها تم بناؤها بقرارات شفهية.
* هل الطائفة الإنجيلية تريد أن تبني ألف كنيسة بقرارات شفهية دون أخذ تصريحات رسمية لها من البداية ؟
- لاشك أن قانون بناء الكنائس أحدث نقلة إيجابية مهمة من وجهة نظرى، وطبعا سيتم الحكم عليه أكثر على أرض الواقع وأنا أتصور أن الدولة جادة والكنيسة بدورها جادة أن هذا الملف يتم التعامل معه بمهنية كبيرة وأن يتم إنجازه فعلا.
مناوشات
* وماذا عن بعض المناوشات بين بعض قادة الطوائف المسيحية ولا سيما ما حدث في المنيا مؤخرا؟
- كانت زيارة قداسة البابا تواضروس قبل عيد القيامة مباشرة للتهنئة بالعيد، وحقيقي الزيارة اتسمت بالود الشديد والاحترام المتبادل، وقلنا بوضوح إن التوجه العام هو قبول الآخر.
لكن من آن لآخر نسمع أصواتًا متطرفة هنا وهناك وهذه الأصوات المتطرفة تريد نسف الاعتدال وأيضا تريد خلق توتر والدفع بنظره طائفية، وأيضا تريد استعداء علي الآخر.
والبابا ونحن كرئاسة طائفة إنجيلية تم الاتفاق بيننا على أن يتم وضع تلك الأصوات في إطارها المحلي.
قداسة البابا قال هذا الكلام ونحن قلنا نفس الكلام "علشان كده البابا لا يصدر تصريحات بشأنها، ولا نحن أيضا " ونعتبرها مشكلات في إطار محلي ينبغي التعامل معها في هذا الإطار، وأصوات التطرف لا تقبل الاعتدال، لأنها أصوات تريد هزيمة المسكونية وتعمل على دفع المسيحيين إلى صراعات عقائدية ومذهبية تضعف موقفنا ونحن لدينا الوعي والحذر من تلك الأصوات ولن نتجاوب معها.
موعد الاحتفال بعيد القيامة
* كان هناك صوت كنسي لبناني يدعو إلي ثبات موعد الاحتفال بعيد القيامة المجيد في كل دول العالم لكل الكنائس، كيف ترى هذا ؟
- الأمر بالنسبة لي ليس قضية موت أو حياة بشرط أن يكون يوم" أحد" ، وليس على مزاج أي شخص يحدد يوما بعيدا عن يوم الأحد، المهم أن نتفق على موعد نحن نؤيده بما يخص عيد القيامة، وأنا لن أسمح بفوضي مذهبية أو عقائدية.
أما فيما يتعلق بعيد الميلاد فإن الأمر في غاية الصعوبة لأن العالم منقسم بشأنه لكن " إحنا ككنيسة إنجيلية إصلاحية لا مانع لدينا من إعادة النظر في أي قضية تتعلق بالتواريخ طالما أن هذا الأمر لا يرتبط بالعقيدة ولا يؤثر عليها" .
* وكيف ترى الكنيسة الرسولية وأدائها ؟
- الكنيسة الرسولية في مصر في الفترة الأخيرة من الكنائس المتجددة والمتحمسة والواعدة وأنا بشكل شخصي أتنبأ لها بمستقبل كبير خلال الفترة القادمة وسوف تلعب دورا كبيرا في الحركة الإنجيلية في مصر ولديها أفكار جديدة في مجال الخدمة التى أنا متفاؤل بها، بالإضافة إلى أن الكنيسة الرسولية تمتلك في الوقت الحالي قيادة مستنيرة وواعية ما يجعلها قادرة علي أن تلعب دورا جيدا في الزخم الإنجيلي الذي يتم فيها.
مذاهب جديدة
* وماذا عن المذاهب الجديدة ؟
- لا ولن يوجد مذهب إنجيلي في مصر ما لم يأخذ شريعته من المجلس الإنجيلي العام وهذه هي القاعدة.
والقاعدة العامة عندنا في التعامل مع بعض المذاهب الجديدة أننا نخضعها للدراسة تحت اللجنة الملية وتحت المجلس الإنجيلي العام حتى يمكننا التعامل معها .