دكتور علم الاجتماع تعطي نصائح «للمقبلين» على الزواج

دكتور علم الاجتماع تعطي نصائح «للمقبلين» على الزواجدكتور علم الاجتماع تعطي نصائح للمقبلين على الزواج

منوعات29-5-2023 | 17:38

الزواج واحداً من أهم الأحداث الثلاثة الكبرى في حياة الإنسان، وهذه الأحداث هي: الميلاد،الزواج، والموت ومن المعلوم أن الميلاد والموت كليهما خارج عن إرادتنا، وأما الزواج فإن الإنسان يملك أن يقرر بمن سيتزوج؟ ومتى سيتزوج؟ وفي أي سن سيتزوج؟

وفي هذا الصدد تقول أ.د سهير صفوت أستاذ علم الاجتماع – كلية التربية جامعة عين شمس

إستشاري علاقات أسرية وتعديل السلوك أنه في الغالب يعد الزواج من أهم الأحداث في حياة الإنسان لما يترتب عليه من آثار لها تأثير مباشر في الفردوالأسرة والمجتمع، وتضيف أستاذ علم الاجتماع انه يوصف الزَّواجُ في الأدبِ بأنَّه حدَثُ حياةٍ مِعياريٌّ وشَخصيٌّ في مَرحلةِ البُلوغِ ويَتضمنُ التَّعايشَ بيْنَ شخصيْنِ لهما خَصائصُ واحْتياجاتٌ مُختلفةٌ .ومن الطبيعي أن يحرص الإنسان على كل ما من شانه أن يحفظ نفسه ومستقبله ، فالغاية الأساسية من الزواج هو الاستقرار النفسي والروحي لهذا الرباط المقدس فبشَكلٍ عامٍّ، يتزوَّجُ الناسُ لأغراضٍ مُحدَّدةٍ مثلِ إيجادِ معنًى في الحَياةِ، و تَحسينِ نَوعيَّةِ الحياةِ .

والجديرُ بالذكرِ أنَّ استمرارَ الزواجِ قدْ يعتمدُ على عواملَ منها جودة العَلاقةِ الزوجيَّةِ بين الطرفين؛ لأنَّ الزواجَ يكونُ أكثرَ نجاحًا عندما يُثْبِتُ الزَّوجانِ شعورًا بالرِّضا عنْ بعضِهما البَعضِ، ويَتشكَّلُ هذا الرِّضَا وَفقَ العَديدِ مِن المُتغيِّراتِ والتي مِنْها أُسلوبُ التَّواصلِ أو طَريقةُ حَلِّ الخِلافِ الزَّواجيِّ . فأيُّ مُجتمعٍ لا يُمكنُ أنْ يَدَّعي أنَّه سَليمٌ ما لمْ يَكنْ لديه أُسَرٌ صِحيَّةٌ. الزَّواجُ والعَلاقةُ الزَّوجيةُ هي بدايةُ تكوينِ الأسرةِ.

وتستطرد دكتور سهير قائلة أنه عندما يَختارُ النَّاسُ الزواجَ، يُريدونَ أنْ يَعيشوا بسعادةٍ إِلى الأبد، إنَّهم يُريدون زواجًا مُحبًّا وسَعيدًا وناجحًا.

مع الزواج يَنخرطُ النَّاسُ في عَلاقة طَويلةِ الأمدِ معَ التزامٍ قوِيٍّ تجاهَ تَبادلِ المحبة. يَتوقع الزَّوجانِ بعضَ الفَوائد مِن حبِّ الشَّريك، وَالامْتنانِ والتَّقدير، وكذلك مِن المُكافآت الأَمنيَّة والمادِيَّة التي تُؤهِّلُهم لتَشكيلِ أسرةٍ . فالأسرةُ ليست مؤسسَةً عفويَّةً؛ بلْ هي مؤسسةٌ تتأسسُ وَفقَ اختيارٍ عقْلانيٍّ رشيدٍ ، ولذلك يَتمُّ عقدُ العَلاقة الزَّوجيَّةِ بشكلٍ مُتَّفَقٍ عليهِ مِن قِبَلِ أَعضاءِ المُجتمَعِ.

وتؤكد صفوت على أهمية المَعاييرُ الجَماعيَّةُ لما لها من مَظاهرُها النِّهائيَّةُ في شَكل قَوانينَ (قَوانينِ الزَّواجِ) الَّتي تُحدِّدُ مَسؤوليَّاتِ أعضاءِ زَواجٍ مَعًا، يَتمُّ التَّفكيرُ في مَعاييرِ المَسؤوليَّةِ أو الِالتزاماتِ هذهِ لمُمارسَةِ تَأثيرِ اسْتقرارٍ على الأَفْعالِ في العَلاقةِ الزَّوجيَّةِ، وهِيَ عامِلٌ أساسِيٌّ في الحِفاظِ على العَلاقات الزَّوجيَّةِ ناجحَةً

وأشارت دكتور علم الاجتماع إلى أن العَلاقةُ الِاجتماعيَّةُ (الزَّوجيَّةُ) المُستقرَّة تتطلب وسط صحي وسليم، وذلك بأن تدرج بنود جديدة تتضمن الكشف عن الأمراض النفسية، ليكون كلا الزوجين على دراية كاملة بشريك حياته، وحتى لا يتفاجأ أحدهما فيما بعد بحالة نفسية تجعله ضحية لعنف أسري، أو انفصال يخلف وراءه أبناء تائهين لقد اتضح لي من خلال عملي في الإرشاد الأسري أن معظم المشكلات الأسرية ناتجة من عدم توافق الزوجين سلوكياً، ومنشأها الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية التي ربما لا يعلم عنها الزوجان أو لا يرغبان بالإفصاح عنها.

وفي المجتمعات الشرقية هناك غموض مرتبط بالأمراض النفسية ويصل لذروته في حالة الزواج، وكلا الطرفين يخفي عن الآخر وأسرته أنه متعب نفسياً، ويزيد الأمور تعقيداً أن أسرته تدافع عنه وترى أن من حقه أن يتزوج وأن ما به من مرض سرعان ما سينتهي عند الزواج! إلا أن القضية تزداد تعقيداً لغموض المرض النفسي، فبعد الزواج تظهر حالات المرض النفسي الكامنة إذا أصيب الشخص بإثارة قوية لأعصابه، فيحطم ما أمامه، ولكن في أحيان أخرى قد تكون الأمور أسوأ حين يلحق الضرر بشريك الحياة

وأوضحت أ.د سهير أن علاقة الزواج ليست علاقة ثنائية بين رجل وامرأة، وإنما هي شراكة نحو تأسيس أسرة متماسكة، وتأتي هنا أهمية الفحص النفسي للمقبلين على الزواج حيث يعد من أهم عوامل نجاح الزواج واستقراره، فهناك مرضى نفسيون أو عصبيون أو من لديهم اضطرابات نفسية ويخفون هذا الأمر عن شريك الحياة، وبالتالي تكون تحدث كارثة بعد الزواج، حيث لا يستطيع الاستمرار في خداع شريك الحياة، فيحدث الطلاق ويؤدي إلى ضياع الأسرة والأولاد ،ومن هذا المنطلق نتمنى أن يحظى تطبيق قرار الفحص النفسي قبل الزواج بالإهتمام شأنه شأن الفحص الطبي، إيماناً بأن شريك العمر قد تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخر؛ بسبب تكوين شخصيته أو لأسباب تربوية أو تجارب قاسية مرّ بها.

فذلك سيساعد في معرفة بواطن الخلل في شخصية المتقدم النفسية والصحية والاجتماعية، ومدى استعداده للقيام بواجباته تجاه الزوجة والأسرة، قبل أن تصل إلى مشكلات أكثر تعقيداً وخطورةً بعد الزواج.

أن الفحص النفسي قبل الزواج يساعد في كشف خفايا الاضطرابات والأمراض النفسية التي أحياناً تكون ظاهرة للعيان، وأحياناً تكون خاملة صامتة لا تظهر إلا في المواقف المثيرة لها

كم من خاطب أَقدم على الزواج وبارك الأهل له متناسين وضعه النفسي، هل يسمح بهذا الزواج؟ نستطيع أن نختصر الكثير من المعاناة لأفراد مجتمعنا من خلال فحص أولي قبل الزواج، يجعل المقبلين مطمئنين للوضع النفسي للزوج وللزوجة لبناء حياة سعيدة خالية من الألم والظلم
وتشير أ.د سهير صفوت أستاذ علم الاجتماع – كلية التربية جامعة عين شمس

إستشاري علاقات أسرية وتعديل السلوك إلى إن المرض النفسي يُعد مشكلة، فعندما يحدث خداع في الزواج سيضر بأشياء كثيرة بين الطرفين على كافة المستويات. قد يصبر شريك الحياة على هذا الخداع في البداية، إلا أنه عندما تزداد حدة المشكلات والضغوط قد يضطر إلى رفض استكمال هذه العلاقة! فالتوافق النفسي مهم على كافة الأصعدة لأن عدم توافر ذلك يعني كارثة قادمة لا ريب.

أن الفحص النفسي قبل الزواج سيحد حتماً من المشاكل الزوجية، وتزايد أعداد الطلاق. فمعظم الأزواج يعانون الأمرين في حياتهم الزوجية بسبب العامل النفسي، ويبحثون عن حلول بعد وقوع المشكلة، رغم أنه بالإمكان توفير كل ذلك العناء والتعب قبل الزواج من خلال فحص التوافق النفسي قبل اتخاذ قرار الزواج فهو يساعد كثيراً في تقريب وجهات النظر بين الرجل والمرأة، ويجيب على كثير من تساؤلاتهما، ويمنح الفرصة لمزيد من الخيارات أمامهما، وتحديداً أمام المرأة التي ربما تقترن بمجهول لا تعرف عنه سوى اسمه ووظيفته ونسبه، ولا تدرك نفسيته، ومزاجه، وطبائعه، وقبل ذلك أخلاقه أتمنى أن تتحول فكرة الفحص النفسي قبل الزواج إلى واقع، وأن يتعامل المسؤولون مع ذلك بجدية؛ لما للتوافق النفسي من أهمية لا تخفى على أحد

أضف تعليق