«يا ستو أنا».. «الغزالة رايقة»!

«يا ستو أنا».. «الغزالة رايقة»!محمد رفعت

الرأى30-5-2023 | 13:51

موضة أغانى الأفلام ليست جديدة على السينما المصرية، فقد حقق العديد من النجوم خلال السنوات الماضية نجاحًا جماهيريًا كبيرًا بفضل الأغانى التى تضمنتها أفلامهم وجاءت كدعاية لها، وساهمت هذه الأغانى فى إشعال حماس الجمهور لمشاهدتها، كما حدث مع أغنيات «كامننا» و«الغزالة رايقة» و«ستو أنا» وأخيرًا أغانى فيلم "هارلي" للفنان محمد رمضان.

والحقيقة أن الأفلام العربية ولدت فى حضن الغناء، وتأثرت إلى حد بعيد بأفلام الكوميديا الموسيقية فى هوليوود، واستقطبت منذ بدايتها الأولى نجوم ونجمات الغناء، من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وحتى مطرب الجيل تامر حسنى!.

وكانت الأغانى فى معظم الأفلام مقحمة على السياق الدرامى وتستغرق مساحة زمنية طويلة تخل بالإيقاع السينمائى، لكنها تخلصت من هذه العقدة مع مرور الوقت، وأصبحت الأغانى فى الأفلام أقصر وأكثر رشاقة، ومعبرة أحيانًا عن الحدث الدرامى مثل أغنية عبد الوهاب «اجرى.. اجرى» فى فيلم «الوردة البيضاء»، وفى معظم أفلام الموسيقار العبقرى المجدد محمد فوزي، وبعض أفلام العندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ، خصوصا تلك التى شاركته بطولتها الرائعة شادية.

وظلت الأغانى فى الأفلام مقصورة على المطربين والمطربات الذين يجربون حظهم فى التمثيل، ولايخرجون فى معظم أعمالهم عن «تيمة» درامية واحدة تتكرر دائما بتنويعات مختلفة وهى تيمة المطرب الذى يصعد من القاع إلى القمة ويساعده فى الوصول إلى الشهرة والمال أهل حارته الطيبين.

ومنذ سنوات قليلة غزت السينما موضة جديدة، وهى إعداد أغنية أو أكثر تكون جزءًا من الدعاية للفيلم الجديد، ويقوم بأدائها مطرب أو مطربة لايشاركون بالتمثيل فى الفيلم، وليس مهما بالطبع أن تكون هذه الأغنية معبرة عن الموضوع أو خارجة عن السياق، فالمهم أن يكون هناك أغنية يتم تسويقها للمحطات الفضائية الموسيقية لتذاع مع لقطات من الفيلم، وتدر ربحًا إضافيًا للمنتج.

والغريب أن هذه «التقليعة» انتقلت إلى الدراما التليفزيونية، وساهمت فى اكتشاف وشهرة عدد من المطربين الشعبيين مثل الليثى وآدم وأحمد شيبة.

والمشكلة أن أفلام الموجة الجديدة لم تلجأ إلى الأغانى سوى بدافع الجذب التجارى، جريًا وراء المعادلة الفنية السائدة فى الأفلام التجارية وهى قصة وأغنية ومجموعة إيفيهات مع قصة مستهلكة تنتهى بمحاضرة أخلاقية فارغة المضمون، وهى المعادلة التى استهلكتها لسنوات طويلة مسرحيات «الكباريه»، قبل أن تختفى وتبطل «موضتها» وتنتقل إلى سينما الإسفاف والضحك على الذقون.

أما الفيلم الاستعراضى الغنائى الحقيقى الذى يوظف الأغنية فى سياقها الصحيح، ويستخدم الإبهار والإضاءة والملابس والاستعراضات لتقديم عمل فنى حقيقى فلا يزال غائبًا عن الشاشة، ليس لأننا لا نملك مواهب استعراضية تستطيع تقديم هذا اللون فى الأفلام، لكن لأننا نجرى دائمًا وراء «التقليعات» ونتوهم أن الجمهور «عايز كده».. والحقيقة أن الجمهور برىء من هذا العبث!

أضف تعليق