في 2006، عندما أعلن السيناتور باراك أوباما ترشحه للرئاسة، قال إن أحد أهم العوامل التي أثرت على قراره هو سؤال إذا كان بإمكانه الفوز، وبالطبع كانت الإجابة نعم، وفي السياسة الأميركية يتطلب الترشح للرئاسة أو أي منصب عام رفيع قدرا كبيرا من المثابرة والمهارة والموارد المالية الضخمة، وينعكس هدف ذلك كله في جذب وإقناع الناخبين للتصويت، وفي النهاية يفوز شخص واحد بالسباق.
منافسة بين الحزب الجمهوري والديمقراطي
ورغم عمق الاختلافات السياسية والأيديولوجية بين الحزبين الرئيسيين: الجمهوري والديمقراطي، إضافة إلى الاختلافات الداخلية في إدارة كل حزب، فإن الحزبين يعرفان ظاهرة افتقار أغلب المرشحين بالقدر نفسه لأي فرصة للفوز، ومع ذلك يتكدس المرشحون.
ورغم انتماء المرشحين للحزب نفسه، فإنهم يعملون على إظهار الفروق بينهم تجاه مختلف السياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفي النهاية يرى كل واحد منهم أنه قام بدوره لتوحيد الحزب حول المرشح النهائي.
يدخل البعض سباق "الرئاسية" مدركا أنها فرصة جيدة للظهور الإعلامي، بحيث يصبح وجها مألوفا بما قد يخدم أهدافه الأخرى بعيدا عن الوصول للبيت الأبيض.
وتشير تجربة الانتخابات الأخيرة، سواء التي فاز بها ترامب عام 2016 التي نافسه فيها 16 مرشحا، أو تلك التي فاز بها جو بايدن عام 2020 ونافسه فيها 22 مرشحا؛ إلى اختيار كثير من المنافسين لشغل مناصب رفيعة في إدارة منافسهم القديم.
وعلى سبيل المثال، ظفر المرشح بن كارسون بمنصب وزير الإسكان والتنمية البشرية في عهد الرئيس دونالد ترامب، كما اختار الرئيس بايدن المرشح السابق بيت بوتيتيغ وزيرا للنقل في إدارته، واختار المنافسة السابقة له كامالا هاريس نائبة للرئيس.
كما يهدف مرشحون آخرون إلى بدء مسيرة التعرف على المانحين والمتبرعين للسباقات المستقبلية، وهناك من يستغل خوضه السباق للترويج لكتاب جديد، أو للسعي لشغل وظيفة تلفزيونية مرموقة، كما تنهال على كثير من المرشحين عروض لإلقاء خطب مدفوعة الأجر، أو عروض للانضمام لمجالس إدارات مختلفة، أو للتدريس في الجامعات.
مرشحون الأحزاب
ويقول المرشح الجمهوري السابق مايك هاكابي عن خوض سباق الترشح وهزيمته مرتين "إنها وسيلة للترويج الذاتي، بل إن أفضل طريقة للترويج الذاتي هو الترشح للرئاسة؟"
واستفاد هاكابي، وهو حاكم سابق لولاية أركنساس، من حملتين رئاسيتين خاسرتين لينتشر بين الدوائر المحافظة في ولايات الجنوب الأميركي، وروج لنفسه لاحقا في كل مكان عبر برامج تلفزيونية وإذاعية وبيع ملايين النسخ من الكتب والمطبوعات.
كما ظفر عضو الكونجرس السابق عن ولاية بنسلفانيا ريك سانتورم بوظيفة محلل سياسي بشبكة "سي إن إن وذلك بعد خسارته سباقي انتخابات عامي 2012 و2016.
في حين يشير القس آل شاربتون، الذي سعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي عام 2004، إلى أن التجربة ساعدته في الدفاع عن الحقوق المدنية وزادت نفوذه الشخصي، مما وسع فرصه رغم أنه لم يقترب أبدا من الانتصار في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.