كشف ممثلو الادعاء في الولايات المتحدة عن لائحة اتهام بحق الرئيس السابق دونالد ترامب، الجمعة، شملت 37 اتهامًا منها تعريض بعض الأسرار الأمنية الأكثر حساسية في البلاد للخطر بعد مغادرته البيت الأبيض، في عام 2021.
وتضمنت الوثائق، وفقًا للائحة الاتهام، تفاصيل حول الأسلحة النووية الأمريكية وأقمار التجسس الصناعية والجيش الأمريكي. صادرة عن البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي ووكالات أخرى تابعة للمخابرات.
وجاء في لائحة الاتهام الاتحادية أن ترامب لم يحسن التعامل مع وثائق سرية تضمنت معلومات عن البرنامج النووي الأمريكي السري وثغرات محلية محتملة لدى الولايات المتحدة في حالة وقوع هجوم.
ومن بين بعض الوثائق المذكورة في قرار الاتهام، هناك وثيقة تحمل علامة سري للغاية وتقول لائحة الاتهام إنها تتعلق بـ "القدرات النووية لدولة أجنبية، وبها رمز ORCON، وهو يعني أنه لا يمكن نشر المواد الموجودة في المستند خارج الإدارة الحكومية الأمريكية التي أنشأتها دون موافقة مسبقة.
وهناك وثيقة أخرى تحمل علامة "سري"/ بيانات مقيدة سابقًا" التي تقول لائحة الاتهام إنها تتعلق بـ "الأسلحة النووية للولايات المتحدة".
ووفقًا لدليل التدريب الصادر عن وزارة الطاقة، يتم استخدام تصنيف "البيانات المقيدة سابقًا" للمواد التي تم تخفيض تصنيفها من تصنيف أعلى يتعلق "في المقام الأول بالاستخدام العسكري للأسلحة الذرية".
ويقول الدليل إن "سابقًا لا تعني أن الوثيقة غير مصنفة لتكون سرية".
وهناك وثيقة أخرى تحمل "سري للغاية" ورمز "NOFORN" ورمز آخر "FISA"، تقول لائحة الاتهام إنها تتعلق "بالقدرات العسكرية لدولة أجنبية والولايات المتحدة، مع تعليق توضيحي مكتوب بخط اليد بعلامة سوداء".
ورمز "NOFORN"، يعني أنه لا يمكن مشاركة المستند مع حكومة أجنبية. فيما يشير رمز "FISA" على الوثيقة إلى قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، ويعني أن المواد من الاتصالات التي تم اعتراضها.
ومن بين الأوراق أيضا، هناك ست وثائق سرية للغاية تحمل علامة "TK"، والتي تعني "Talent Keyhole"، وهو تصنيف للمواد المتعلقة بأقمار التجسس الصناعية الأمريكية.
وتقول لائحة الاتهام إن هذه الوثائق تتعلق بالقدرات العسكرية لدول أجنبية.
واحتفظ ترامب بالوثائق في منتجع مارالاجو الذي يمتلكه في فلوريدا وفي نادي الجولف الخاص به في نيوجيرزي. وجاء في لائحة الاتهام أن المنتجع استضاف عشرات الآلاف من الضيوف في أكثر من 150 حدثا خلال الوقت الذي كانت فيه الوثائق هناك.
وقال ممثلو الادعاء إن الكشف دون وجه حق عن الوثائق السرية قد يهدد الأمن القومي الأمريكي والعلاقات الخارجية وجمع المعلومات الاستخباراتية.
ولم يسبق في التاريخ الأمريكي أن وجهت محكمة اتهامات فيدرالية لرئيس أمريكي سابق، وتأتي لائحة الاتهام في وقت تتزايد فيه حظوظ ترامب بنيل ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة العام المقبل.
وصادر المحققون ما يقرب من 13 ألف وثيقة من منتجع مارالاجو الذي يمتلكه ترامب في بالم بيتش بولاية فلوريدا منذ نحو عام.
وحملت 100 من هذه الوثائق طابع السرية على الرغم من أن أحد محاميي ترامب قال في وقت سابق إن جميع السجلات السرية أعيدت إلى الحكومة.
وبينت اللائحة أنه في أوائل عام 2021، تم تخزين بعض الوثائق السرية في غرفة الرقص، ثم تخزينها في الحمام. كما ذكرت اللائحة أنه تم رمي وثائق سرية في أرضية غرفة التخزين، وبينت أنه أثناء تنفيذ مذكرة التفتيش من مارالاجو، صادر مكتب التحقيقات الفيدرالي 102 وثيقة مع تصنيفات مختلفة من مكتب ترامب وغرفة التخزين.
وأعلنت وزارة العدل لائحة الاتهام في يوم شهد استقالة اثنين من محاميي ترامب في القضية. فقد قال جيم ترستي وجون رولي في بيان مشترك إنهما قدما استقالتيهما هذا الصباح ولن يمثلاه بعد الآن في قضية الوثائق السرية أو التحقيق في أحداث 6 يناير، وفق رويترز.
ويعاقب على التهم التي وجهها المدعي الخاص جاك سميث المكلف الإشراف على التحقيق بشكل مستقل، بالسجن مدة تصل إلى 20 عامًا لكل واحدة منها.
وتم توجيه ستة اتهامات إلى مساعد ل ترامب يدعى والت ناوتا لمساعدته في إخفاء الوثائق.
ومن المقرر أن يمثل ترامب أول مرة أمام المحكمة الثلاثاء أمام محكمة اتحادية في ميامي في فلوريدا.
