قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أمس الجمعة، إن روسيا تتلقى مواد من إيران لبناء مصنع للطائرات المسيّرة على أراضيها، لافتاً إلى أن المنشأة قد تتمكن من العمل بطاقتها الكاملة مطلع العام المقبل.
وأضاف "كيربي": يبدو أن الشراكة العسكرية بين روسيا و إيران تتعمق، مشيراً إلى استناده إلى معلومات للاستخبارات الأميركية.
وأصدر البيت الأبيض أمس الجمعة، مذكرة معلومات مخصصة لحكومات وشركات أجنبية للسماح لها، على حد قوله، بـ(فهم أفضل) للأخطار التي يمثلها برنامج المسيرات الإيراني، وبالتالي تجنيبها المساهمة فيه من غير قصد.
وعرضت الحكومة الأميركية صورة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية للموقع الذي تم اختياره بحسب معلوماتها، لإنشاء المصنع في منطقة الأبوغا الاقتصادية الخاصة، على مسافة نحو 900 كيلومتر شرق موسكو.
كذلك، نشرت خارطة للمسار الذي تسلكه، وفق الأميركيين، المسيرات الإيرانية التي يستخدمها الجيش الروسي حالياً في أوكرانيا، انطلاقاً من ميناء أمير آباد الإيراني على بحر قزوين في اتجاه ميناء ماخاتشكالا في روسيا، مروراً بالقواعد الجوية الروسية في بريمورسكو - اختارسك على بحر أزوف وفي سيشا قرب الحدود مع بيلاروسيا.
وتعتقد الولايات المتحدة أنه حتى مايو الماضي، تلقت روسيا «مئات» المسيرات الهجومية الإيرانية الصنع عبر بحر قزوين، واستخدمتها «لضرب كييف وترهيب السكان الأوكرانيين» كما أضاف كيربي.
مؤكدا أن «هذه الشراكة الدفاعية الكاملة بين البلدين تمثل ضرراً للأوكرانيين ولجيران إيران والمجتمع الدولي على حد سواء».
وكرر المتحدث أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «مستعدة للقيام بالمزيد» من أجل «فضح وعرقلة» هذا التعاون في مجال الطائرات المسيّرة.
وتابع كيربي: «سنواصل فرض عقوبات على الجهات المتورطة في نقل معدات عسكرية إيرانية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت تحذّر منذ فترة من الشراكة العسكرية بين موسكو و طهران التي «تسير في الاتجاهين».
وأكد جون كيربي، أن إيران تسعى في المقابل للحصول على معدات عسكرية روسية «بمليارات الدولارات»، مذكراً خصوصاً بأن طهران وقعت اتفاقاً لشراء مقاتلات روسية، ولافتا النظر إلى أن طهران تريد أيضاً الحصول على مروحيات هجومية ورادارات.
واعتبرت طهران مراراً أن الاتهامات الأميركية بشأن توريد أسلحة ل روسيا «لا أساس لها» مؤكدة أنها ليست طرفاً في النزاع الأوكراني.
وقد ساهمت الحرب في إحياء التعاون بين موسكو وطهران، وكل منهما يواجه عزلة دولية متزايدة. وأعلن الجانبان أخيراً مشروعاً لإنشاء خط سكة حديد يهدف إلى الالتفاف على الطرق البحرية التقليدية والعقوبات الدولية.