هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات.. سؤال يرد على أذهان الكثيرين، هل العقيقة ذبحها يرتبط بالمولود حتى اليوم السابع من ولادته أم أنها تجوز بعد سنوات من المولود، وفقا لحديث أحد أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية فإنه تكون في اليوم السابع للمولود لكن لو لم تكن هناك سيولة كافية وقتها يجوز أن ت ذبح العقيقة لو تأخرت لثلاثة أو أربعة سنوات.. وفي السطور القادمة نعرض حكم ذبح العقيقة وهل يجوز ذبحها بعد سنوات.
هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات
هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات، وفقًا لفتوى أصدرتها لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أنه لا تتحقق هذه السنة بالتصدق بقيمتها، فإذا تصدقت بقيمة العقيقة أو اشتريت لحمًا بقيمتها وقمت بإعطائه للفقراء؛ فإنه يحصل لك بذلك ثواب الصدقة ولا يحصل لك ثواب العقيقة، كما أن العقيقة الأصل فيها أن تكون في اليوم السابع للمولود، ولو كبر عن ذلك ولم تكن هناك سيولة لعمل العقيقة لا مانع إن تأخرت سنتين أو ثلاثة أو أربعة سنوات.
فوائد العقيقة
فوائد العقيقة أن من فعلها ستكون سببًا لشفاعة الولد لوالديه إن مات طفلاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: الغلام مرتهن بعقيقته. رواه أحمد وأصحاب السنن.. والعقيقة هي سنة مؤكدة، وهو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم فروى مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ولد له ولد، فأحب أن ينسك عن ولده، فليفعل، وقد روى أصحاب السنن عن سمرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق، ويتصدق بوزن شعره فضة، أو ما يعادلها، ويسمى.. أي يسمى ابنه.
ومن فوائد العقيقة الاجتماعية أنه يُهدى منها للأقارب كما أنها تقوي العلاقات الاجتماعية بين الناس، فمثل هذه المناسبات تحيي في النفوس صلة الأرحام، وروابط الأخوة كما أن في العقيقة الخير الذي يعم الفقراء والمحتاجين، وذكر العلماء أن المشروع في توزيعها أن يأكل منها ويتصدق ويهدي كالأضحية، والأفضل عند الشافعية وفي مذهب الإمام أحمد أن يطبخ اللحم ويفرقه على الفقراء والمساكين، ولا مانع إن طبخها ودعا الناس إليها.
هل تجوز العقيقة للكبار
هل تجوز العقيقة للكبار ورد في بعض الأحاديث في العقيقة أنها تذبح يوم سابعه، وقال بعض الصحابة: إذا فات اليوم السابع ففي اليوم الرابع عشر، فإذا فات ففي اليوم الحادي والعشرين، فإذا فات فمتى تيسرت ولو بعد شهر أو أشهر أو سنة أو سنوات، وذهب بعضهم إلى أن الطفل إذا بلغ سن الرشد سقطت في حقه، ويرى بعض العلماء أنه يعق عن نفسه، ولم يثبت في ذلك دليل صحيح، فعلى هذا إن تيسر ذبحها في آخر كل أسبوع فهو أفضل، وإن شق ذلك جاز تعجيلها في الأسبوع الأول أو الثاني، وإن لم يوافق تمام الأسبوع.
حكم العقيقة في الشرع الشريف
حكم العقيقة في الشرع الشريف، العلماء اختلفوا في حكم العقيقة على ثلاثة أقوال: فمنهم من ذهب إلى وجوبها، ومنهم من قال إنها مستحبة، وآخرون قالوا: إنها سنة مؤكدة، وفي النهاية خلاصة القول إن العقيقة سنة مؤكدة عن الغلام شاتان تجزئ كل منهما أضحية، وعن الفتاة شاة واحدة، وتذبح فى اليوم السابع للمولود وإذا أخرها عن السابع جاز ذبحها في أي وقت ، ولا يأثم في تأخيرها، والأفضل تقديمها ما أمكن وثبتت مشروعية العقيقة في الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: عن بريدة -رضي الله عنه- قال: كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسـه بدمهـا، فلما جاء الله بالإسـلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران الزعفران: نوع من الطيب.
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّه من الأمور الواجبة في الشرع للعقيقة كما يجب في ذبيحة الأضحية وهو وجوب التسمية قبل الذبح وقبلها ينوي العقيقة في قلبه ، شروط عند ذبح العقيقة ويذكر اسم المولود عند الذبح، فيقول: "بسم الله والله أكبر اللهم لك إليك عقيقة فلان"، فإن جاء بالتسمية والتكبير دون التلفظ بالنية واسم المولود أجزأه ذلك، ولا يُشترط عند الذبح إحضار المولود إذ إن ذلك لم يرد عن رسول الله كما أن الولد أفضل من الأنثى في العقيقة وذلك لفعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في اختيار الكباش في عقيقتَي الحسن والحسين، كما يُفضّل في لونها البياض، أما وزنها فما كان أكثر سُمنةً ولحماً كان أفضل، وللفقهاء في مسألة تفضيل ما يُعَقّ به من الإبل أو البقر أو الغنم أقوال، وخلاصتها فيما يأتي القول الأول: الغنم أفضل، إذ إنّه لم يرد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه عق بغيرها، وهذا يدل على أفضليتها، وهو مذهب المالكية والحنابلة.
آخر موعد للعقيقة
آخر موعد للعقيقة، ويرى الشافعية أن وقت الإجزاء في حق الأب ينتهى ببلوغ المولود، ويرى الحنابلة إن فات ذبح العقيقة في اليوم السابع فليذبح في الرابع عشر فإن فات فاليوم الحادي والعشرين وهذا قول المالكية أيضا، ويرى الشافعية أنها لا تفوت بتأخيرها ولكن يستحب عدم تأخيرها عن سن البلوغ ، يذبح عن الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة، قال (عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ) ، ويجوز ذبح شاة واحدة عن الذكر ، لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عن الحسن والحسين رضي الله عنهما.
كما أنَّ حلق شعر المولود أمرٌ ثابتٌ عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو مرتبطٌ بالعقيقة حيث يكون حلق شعر المولود في اليوم السَّابع من ولادته، ويتصدَّق بوزنه فضَّة، قال الشَّافعي: "وَهَذَا أَحَبُّ مَا صَنَعَ بِالْمَوْلُودِ بَعْدَ الذَّبْحِ"، ولقد ثبت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أنَّه قال: (كلُّ غلامٍ مُرتَهَنٌ بعقيقتِه، تُذبَحُ عنه يومَ سابعِه ويحلقُ ويُسمَّى)، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(إذا كانَ يومُ السَّابعِ للمولودِ فأَهريقوا عنْهُ دمًا وأميطوا عنْهُ الأذَى وسمُّوهُ)، وكلمة أميطوا عنه الأذى أي أزيلوا الوزن، أمَّا الأذى فيقول محمد بن سيرين -رحمه الله- في تفسير هذا الحديث: "إنْ لم يكنِ الأذى حلقَ الرَّأس فلا أدري ما هو"، أمَّا الأصمعي فقد جزم أنَّ الاذى هو حلق الرأس.