برلسكونى.. رجل إيطاليا الذى أحبه الكثيرون وكرهه الكثيرون

برلسكونى.. رجل إيطاليا الذى أحبه الكثيرون وكرهه الكثيرونبرلسكوني

نعت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلونى، اليوم الإثنين سلفها الأسبق سيلفيو برلسكونى، الذى توفى اليوم الاثنين عن عمر يناهز 86 عامًا قائلة : "أحد أكثر الرجال تأثيرًا ونفوذًا فى تاريخ إيطاليا".

وفى مقطع فيديو نشرته على حسابها بموقع "تويتر"، أشادت ميلونى بشجاعة برلسكونى وتصميمه، قائلة: "معه علمت إيطاليا أنه لا ينبغى أن يفرض عليها قيودًا أبدًا".

أما رئيس الوزراء الإيطالى الأسبق، ماتيو رينزى، فقد أشاد ببرلسكونى، عقب أنباء وفاته، واصفا إياه على صفحته فى "فيسبوك" بالرجل الذى "كتب التاريخ فى هذا البلد، أحبه كثيرون، وكرهه كثيرون: اليوم يجب على الجميع أن يدركوا أن تأثيره على الحياة السياسية، بل على الاقتصاد، الرياضة، والتلييفزيون أيضا، كان غير مسبوق".

وتوفى رئيس الوزراء الإيطالى الأسبق سيلفيو برلسكونى، اليوم، بعد 4 أيام على دخوله مستشفى سان رافاييلو فى ميلانو، نتيجة معاناته من مضاعفات صحية مرتبطة بسرطان الدم النخاعى المزمن الذى كان يعانى منه منذ فترة، ولم تظهر بوادر تحسن، ثم ساء الوضع.

وأُدخل برلوسكونى إلى المستشفى عدّة مرّات فى السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد إصابته بكوفيد-19 فى عام 2020. ورغم إعادة انتخابه فى مجلس الشيوخ العام الماضى، كانت إطلالاته العلنية نادرة.

وكان برلسكونى وهو سياسى ورجل أعمال إيطالى قد شغل منصب رئيس وزراء إيطاليا لثلاث مرات بين عامى 1994 و2011 لمجموع تسعة أعوام، وكان عضوًا فى مجلس الشيوخ، ورئيسًا لحزبه اليمينى "فورتسا إيطاليا" (إيطاليا.. إلى الأمام) الشريك فى الائتلاف اليمينى الحاكم الذى تترأسه رئيسة الوزراء جورجا ميلونى، إلا أن برلسكونى لم يكن له دور بشخصه فى الحكومة الحالية.

من هو سيلفيو برلسكونى؟

سيلفيو برلسكونى من مواليد‏ ميلانو فى 29 سبتمبر 1936، وهو الابن الأكبر لعائلة من طبقة متوسطة، أمضى طفولته فى لوماتسو أثناء الاحتلال الألمانى، فى حين أن والده الذى كان جنديًا فى ذلك الوقت كان لاجئًا فى سويسرا.

التحق برلسكونى بكلية الحقوق فى عام 1961 حيث تخرج فيها بمرتبة الشرف. وبعد التخرج، لم يؤدِّ برلسكونى الخدمة العسكرية، وفى عام 1964، التقى برلسكونى بـ "كارلا الفيرا لوسيا دالوليو والتى تزوجها فى 6 مارس 1965 وانجب منها فيما بعد طفلين: ماريا الفيرا وتُلقب بمارينا، وبيير سيلفيو. وفى عام 1985 طلق برلسكونى زوجته وقام بعلاقة مع فيرونيكا لاريو، ثم تزوجها فى حفل مدنى فى عام 1990، بعد أن أنجبت له الأطفال :باربرا (1984)، إليونورا (1986) ولويس (1988(. وفى 2 مايو 2009 طلبت فيرونيكا لاريو من برلسكونى الانفصال. وفى عام 2012 ارتبط برلسكونى بـ "فرانشيسكا باسكال"، وهى فتاة إستعراض فى نابولى، والمرشحة فى انتخابات مجالس المحافظات عام 2009. ورغم تقدمه فى العمر، وجد برلسكونى صديقة جديدة فى 2020 هى مارتا فاسينا عارضة الأزياء السابقة التى تصغره بـ 53 عامًا والنائبة عن حزبه "فورتسا إيطاليا".

من المقاولات والإعلام إلى السياسة

بدأ برلسكونى حياته المهنية كمقاول فى مجال البناء، ثم دخل مجال الإعلام وأنشأ فى عام 1980 Canale 5 أول قناة خاصة فى إيطاليا، حتى تمكن من تأسيس إمبراطورية إعلامية قبل أن يتولى رئاسة الوزراء لأول مرة عام 1994.

كما برز اسم برلسكونى فى مجال الرياضة، حيث كان الرئيس التاريخى لنادى ميلان. وامتلك برلسكونى ميلان فى الثمانينات من القرن الماضى، وفاز معه بالدورى الإيطالى 8 مرات، بالإضافة إلى دورى أبطال أوروبا 5 مرات.

ويعتبر برلسكونى أحد الرجال الأكثر ثراء فى إيطاليا مع امتلاكه ثروة قدرتها مجلة فوربس بنحو 6.4 مليار يورو، فهو يرأس إمبراطورية مالية تضم العديد من المؤسسات الإعلامية والإعلانية وشركات التأمين والأغذية والبناء، بالإضافة إلى ملكيته لنادى إيه سى ميلان.

بونجا بونجا

وبالرغم من نجاحات برلسكونى فى العديد من المجالات، إلا أنه تورط فى عدد من الفضائح المالية والجنسية التى لطخت سمعته، ووُجهت لرئيس وزراء إيطاليا الأسبق تهم تتعلق بالاحتيال الضريبى فى عام 2013 وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات لكنه أُعفى من تنفيذ الحكم لأنه كان يبلغ من السن 76 عاما واستبدل الحكم بتقديم خدمات مجتمعية غير مدفوعة الأجر.

كما لطخت فضيحة "بونجا بونجا" سمعة برلسكونى، حيث اتُهم بالتحرش الجنسى واستغلال القاصرات. وقد خضع لعدد من المحاكمات، وفى يونيو 2013 أصدرت محكمة إيطالية حكماً بالسجن 7 سنوات بحقه بعد إدانته بممارسة الدعارة مع قاصر وإساءة استغلال السلطة. لكنه بُرّئ نهائيا فى مارس 2015 فى محكمة النقض.

وفى فبراير 2023، برأت محكمة فى ميلانو برلسكونى المتهم بدفع رشوة لشهود للكذب بشأن حفلاته الصاخبة سيئة السمعة التى عرفت باسم "بونجا بونجا".

لكن برلوسكونى احتفظ بمكانة خاصة فى قلوب العديد من الإيطاليين، رغم سلسلة الفضائح الجنسية والملفات القضائية التى شوهت سمعته على مدى الأعوام.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2