تحت رعاية الدكتور ديفيد سكالماني مدير المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة ينعقد المؤتمر الدولى "المناجم و المحاجر في مصر القديمة" بمقر مركز الآثار الإيطالى بشارع شامبليون وكذلك إلكترونيًا علي منصة زووم بالتعاون بين المعهد الثقافي الإيطالي ومركز الآثار الإيطالي بالقاهرة و مركز التراث الثقافي و العالمي بمؤسسة مصر المستقبل والذى يستمر من 11 إلى 13 يونيو
وحاضر خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار مساء أمس الاثنين 12 يونيو عن عناصر التفرّد والاستثنائية فى البيئة السيناوية حيث تتميز جنوب سيناء بنوع فريد من التضاريس الجميلة التى ترسم لوحة فنية من الجبال والكثبان، بالإضافة إلى الشواطئ، والتراث السيناوى الزاخر، ومن أبرز مظاهر التضاريس الطبيعية مدينتا نويبع وطابا حيث شكلت الطبيعة أجمل لوحات صخرية لم تتدخل فيها أيد بشرية وبالتحديد بطريق النقب – طابا واللوحات الصخرية بهضاب «ولاد عايد» بمنطقة بئر صغير بنويبع.
وأكد الدكتور عبدالرحيم ريحان أن جبال سيناء تشمل كل أنواع الصخور التى ذكرت فى القرآن الكريم فى سورة فاطر آية ٢٧ «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفًا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود»، البيض وهى الأحجار الجيرية، والحمر وهى الأحجار الرملية الحمراء بوادى فيران والجرانيت الأحمر وفى غرب سيناء يقع الجبل الأحمر الذى أطلق عليه هذا الاسم لحمرة تربته، ويتفرع لعدة فروع منها جبل الفريع وهو جبل حصين تسيل منه أودية عديدة بها عدة جنان للفاكهة ونقب الهوية وبه عدة ينابيع طبيعية، والجبال السود ومنها الجرانيت الأسود ببلاد الطور.
ويضيف الدكتور ريحان أن سيناء تحوى أيضًا جبالا رمادية وخضراء تتخللها خيوط الذهب التى استغلها المصريون القدماء فى صناعة أدوات الزينة والكؤوس وتمثل اللوحات الصخرية فى الطريق بين النقب وطابا تشكيلات متنوعة تمثل امتدادًا لوادى السيق المؤدى إلى عاصمة الأنباط بمدينة البتراء بالأردن، ويمكن للإنسان تخيلها كبوابات لقصور فخمة أو مقابر قديمة وهى الأودية التى عبرها الأنباط لنقل تجارتهم عبر سيناء بين الشرق والغرب.
وأن مجموعة اللوحات الصخرية بهضاب ولاد عايد بنويبع تمثل تشكيلات فنية على هيئة سفينة وأخرى على هيئة بقرة، وأخرى كأنها واجهات معابد مصرية قديمة وعدة لوحات تخرج منها عدة تشكيلات وهذه المنطقة مزار سياحى معروف لأهل نويبع ورحلات السفارى ولكنه معدوم الخدمات.
وينوه الدكتور ريحان إلى وجود جبل شهير خلف دير سانت كاترين تحجرت عليه نباتات قديمة فكلما كسرت جزءًا من هذا الجبل وجدت عليه رسم النبات وتباع قطع من هذه الأحجار بدير سانت كاترين وهذا ناتج عن ترسيبات كربونية على هذه الأحجار، كما تمثل قمة جبل سربال بوادى فيران قمة فريدة تتكون من خمس قمم تمثل تاجًا عظيمًا فى شكل نصف دائرة ويسيل من هذه الجبال أودية عديدة تصب فى خليج السويس أو العقبة تعتبر روح سيناء وحياتها ففيها تسيل أنهر المياه وناتج السيول وتتفجر العيون وينبت العشب والشجر وبها مساكن ومزارع أهل سيناء وهى شبكة طرق داخل سيناء
كما تتميز سيناء بطيورها وحيوناتها النادرة وعيونها الطبيعية والكبريتية وآبارها وكهوفها الاستشفائية التى تخرج منها المياه الكبريتية فهى تمثل متحفًا طبيعيًا للفنون والجمال كما يأتى العالم بأسره لرؤية أجمل منظر شروق على قمة جبل موسى وأجمل منظر غروب بمدينة دهب .
وأردف الدكتور ريحان بأن جبل حمام فرعون 240كم من القاهرة يخرج من سفحه نبع كبريتى يطلق عليه حمام فرعون عبارة عن مغارة جبلية تنفجر فيها ينابيع مياه كبريتية شديدة السخونة على هيئة بركة بقوة 3000 متر مكعب فى اليوم الواحد، ويتدفق 15 عينًا كبريتية أسفل الصخور تتجاوز حرارتها 92 درجة مئوية وفم النبع الكبريتى تسيل ماؤه للبحر ويقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع فى بطن الجبل حيث ينزل الطالبون للإستشفاء فى البحر بعيدًا عن فم النبع تجنبًا لحرارته ثم يقتربون من النبع تدريجيًا حتى يصلوه فيصعدون للمغارة وينامون فيها إلى أن تبرد أجسامهم
ويوضح الدكتور ريحان أن سيناء تمتلك العديد من المحميات الطبيعية والذى يمكن استثمارها سياحيًا بتشريعات خاصة تحافظ عليها مثل محمية رأس محمد وبها الشعاب المرجانية النادرة وكل مصادر الحياة البحرية كما تحوى طائر البلشون والنورس ومحمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل بشمال سيناء التى تعتبر أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور فى العالم حيث تمثل المحطة الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوروبا وأسيا خلال الخريف متجهة إلى أفريقيا كما تقيم بعض الطيور فى المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها وقد تم تسجيل أكثر من 270 نوعًا من الطيور فى المحمية تمثل 14 فصيلة وأهم الطيور التي تم تسجيلها البجع ، البشاروش .البلشون ، أبو قردان واللقلق
ومحمية الأحراش برفح تتميز بمناطق الكثبان الرملية التى يصل ارتفاعها إلى حوالى 60 مترا عن سطح البحر وتغطيها شجار الأكاسيا وبعض أشجار الأثل والكافور والشجيرات والأعشاب والنباتات الرعوية مما يجعلها مورداً للمراعى والأخشاب ومأوى للحيوانات والطيور البرية كما تعمل على تثبيت الكثبان الرملية والغرود الواقعة داخل نطاق الحماية لتحافظ على أحد أشكال البيئات الهامة لساحل البحر المتوسط ومحمية نبق من شرم الشيخ إلى دهب التى تحوى شجر المانجروف النادر الذى يعتبر موقعًا هامًا لتوالد الأسماك واللافقاريات ومستوطنات لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة والمقيمة وتبلغ أقصى ارتفاع لشجرة المانجروف نحو خمسة أمتار ومحمية أبو جلوم .
ويطالب الدكتور ريحان بإدخال مصر ضمن منظومة السياحة البيئية وفقًا للمعايير العالمية مثل تايلاند وكينيا لامتلاكها كل مقومات السياحة البيئية بسيناء والعمل من الآن بين وزارة السياحة والآثار ووزارة البيئة ومحافظتى جنوب وشمال سيناء ومستثمرى سيناء لعمل التسويق الجيد داخليًا وخارجيًا لمقومات السياحة البيئية وسياحة الجمال الطبيعى بسيناء وعمل المشروعات السياحية اللازمة لتنمية هذا النوع من السياحة الراقية والمربحة بشكل كبير .