نشب خلاف بين الفنان سعد أردش، الذي كان يعمل حينئذ في معهد الفنون المسرحية وبين تلميذه محمد صبحي.
وروي الفنان محمد صبحي، الحكاية أثناء حواره مع "مجلة أكتوبر" قائلاً: بالفعل فقد اختلافنا في البداية خلاف تلميذ مع الأستاذ، وكنت اسمع عنه إنه شخصية ليست سهلة، والجميع حذرني منه فيقولون في المعهد ( سعد أردش ثعبان يلدغ).
وتابع: كنت حريص طوال دراستي في المعهد أن أمثل تراجيدي، على الرغم من أساتذتي كانوا يشاهدوني كوميديان، لكني كنت أركز في التراجيدي بإعتباره الأصعب، وكنت أشعر إنه سوف يحرمني من أعمال السنة، لأنني لا أستطيع أن أمثل مشهد كوميدي بطريقته.
واستكمل حديثه: دخلت له وقلت له ذلك واعتذرت وخرجت، وفوجئت بعد ساعة ونصف جميع اصدقائي قالوا لي أستاذ "سعد" قدم عنك محاضرة كاملة وقال عنك إنك ستكون أعظم مخرج في مصر، وبالفعل وجدته بعد قليل ينزل الكافتيريا وجلس أمامي وطلب سندويتش جبنة رومي وواحد شاي وعلبة سجائر، فقلت في نفسي هو نزل لكي يستفزني ولكني ظللت صامت ولم اتكلم، على الرغم من رغبتي في الاعتذار له.
ومن ثم فوجئت بإنه يقدم لي كوب الشاي والسندويتش وربع جنيه، فقلت له ما هذا يا أستاذ "سعد"؟، قال لي: يا ابني انفعالك لأسباب مادية عندك، فرديت عليه وقلت له أنت حضرتك بترد لي الإهانة بإهانة أبشع منها، فقال لي اشرب الشاي ونتكلم، وشعرت بداخلي أنني أمام (مُعلم) لأنه احتواني، وقال لي انتظرني الساعة السادسة أمام مسرح الزمالك.
وجاء لي هناك بالفعل واعطاني كتابين، هما كتاب (حياتي في الفن) وكتاب (إعداد الممثل)، فقلت له أنا قرأت كتاب (إعداد الممثل) فقط، فقال لي لأ، إقرأ (حياتي في الفن) فمن كتبه قدم من خلاله خلاصة تجربته وهو أول مدرسة تمثيل في العالم، إقرأ الكتاب وحوله لعملي ثم نظره مرة أخرى ورجعه عملي مرة أخرى هتفهم.
وبالفعل أنا أخذت وقتها كنز، فعلاً اكتشفت إن مدارس التمثيل من الخطأ أن تقرأها كأنك تقرأ رواية، فلابد أن تحول تلك المدارس إلي عملي وترفضها أو تقبلها أو تطورها، وإكتشفت إنني طورت الـ120 تجربة وصنعت مثلها عشر مرات اثناء دراستي في المعهد وتكويني لفرقتي وكنت أدرب الفنانين، واكتشفت بالفعل أن التمثيل علم والفن والإبداع علم، والعلم والفن والإبداع لا شاطئ لهما.