عودة الحيوية للمعهد العريق !

الرأى14-6-2023 | 18:45

أعتقد أن د. أشرف العربي يحاول إعادة الحيوية المهنية والاهتمام الإعلامي والمتابعة المجتمعية لمعهد التخطيط القومي.. الذي "ظن" البعض خطأ أن دوره قد انتهى!

فالرجل زميل وصديق لأغلب الوزراء الحاليين والسابقين، فقد تولى مسئولية وزارة التخطيط و الإصلاح الإداري قبل د. هالة السعيد، ومن ثم فهو أحد مهندسي رؤية مصر 2030، وعلى المستوى الشخصي فهو قليل الكلام كثير العمل، فضلا عن طولة البال وحُسن التعامل مع الآخرين.

ومن ثم فقد كان قرار عودته لإدارة المعهد قرارًا سليمًا ومفيدًا، فقد جمع بين النضج العلمي والخبرات المهنية ومازال لديه الكثير ليقدمه لبلده من خلال المعهد الذي ارتبط به علميًا وإداريًا خلال سنوات طويلة مضت.

فقد ظن البعض أن هذا المعهد العريق قد "خمد" دوره بعد التوجه نحو الانفتاح الاقتصادي وقيادة القطاع الخاص لعمليات التنمية، وهو فهم خاطئ لأن هذا التوجه الجديد – لمواكبة ما سمى بالعولمة – لا يعنى أن نعمل بدون استراتيجيات طويلة المدى، ومن خلال خطط عشرية أو خمسية لتحقيق الأهداف المرجوة، وإلا ما معنى أن نضع لأنفسنا رؤية تمتد لعشرات السنوات (2030)، فضلا عن الرؤية القديمة لمصر 2050 أيام المرحوم د. الجنزوري وهو أيضا من أساطين التخطيط فى مصر.

أقول ذلك بمناسبة متابعتي للمؤتمر السنوي الدولي لمعهد التخطيط والذي عقد مؤخرًا، وهو مؤتمر علمي وأبحاثه "محكمة" وتعد إحدى أدوات الترقية الأكاديمية والعلمية، ولكنه دائما ما يختار موضوعات أو قضايا تفيد الاقتصاد والمجتمع المصري.

وقد كان المؤتمر عن "الحوكمة والتنمية المستدامة" وهو موضوع يدور الحديث حوله محليا وعالميا منذ أكثر من عشرين عاما، ومع ذلك مازالنا نحتاج لمناقشة كيفية ومدى نجاحنا فى تطبيق قواعد الحوكمة فى كافة الأنشطة الاقتصادية والمالية والبيئية.. وغيرها، والحوكمة ببساطة شديدة تعني كفاءة المؤسسات وشفافية الأعمال والقرارات، مع تطبيق أدوات العمل الضرورية مثل توفير البيانات، والقياس، وسرعة الاستجابة، والتعاون مع الشركاء، ومكافحة الفساد، مع بناء القدرات وتمكين الشباب، والاستثمار فى البشر والموارد المتاحة.

وأختم بما أعلنه د. أشرف حول إطلاق وحدة مراقبة جودة لكل أعمال المعهد حتى يقدم المثل بالالتزام بما يبحث فيه وما يقترحه أو ينصح به الآخرين.

فكل التحية لكافة العاملين بمعهد التخطيط القومي وخاصة د. هالة أبو علم نائب مدير المعهد للبحوث والدراسات ود. خالد زكريا رئيس اللجنة العلمية، وبالطبع د. هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة.

أضف تعليق