المؤلف دائمًا من العناصر المظلومة فنيًا، فأنت قد تعرف اسم ملحن الأغنية، لكنك تنسى غالبًا المؤلف، و الإذاعة والتليفزيون أيضًا ينسون ذلك، متعمدين أو ساهين، ويركزون فقط على المطرب أو المطربة، وكذلك الحال فى الدراما، فالنجم الممثل، أو النجمة الممثلة دائمًا فى المقدمة، وبعد ذلك يأتى الجميع.
ورغم النجاح الكبير الذى حققه مسلسل "تحت الوصاية"، الذى تم عرضه فى شهر رمضان الماضى وأثار قدرًا كبيرًا من الإعجاب والجدل، بسبب موضوعه الجريء وقصته الجديدة ومشاهده المكتوبة بحرفية، فقد ذهب النجاح والتكريم كله للنجمة منى زكي، ونسى الكثيرون مؤلفى العمل، وهما الأخوان خالد دياب وشيرين دياب، اللذان قدما معًا أعمالاً كثيرة ناجحة، لتركيزهما دائمًا على ما يشغل بال الجمهور من قضايا مهمة يغوصان فيها لكشف المستور.
ويكتمل الثنائى "خالد وشيرين" بشقيقهما الثالث المخرج محمد دياب، والذى تعاون معهما من قبل فى مسلسل "طايع"، كما شارك معهما فى فيلم 1000 مبروك للنجم أحمد حلمي، بينما ساهم خالد دياب فى عمل محطة مهمة فى مشوار أحمد حلمى أيضًا بفيلم "عسل أسود".
وقد حاول بعض المخرجين والمؤلفين التمرد على قاعدة احتكار الممثلات والممثلين للنجومية، ومن أبرزهم المخرج العبقرى الراحل يوسف شاهين، والذى كان يتعمد الابتعاد عن التعامل مع النجوم فى أعماله، ويلجأ فى معظم أفلامه لاكتشاف نجوم جدد، وهو صاحب مدرسة سينما المخرج، أما على مستوى الكتابة الدرامية، فقد عرفنا أيضًا بعض النجوم وعلى رأسهم السيناريست الراحل وحيد حامد فى السينما، وعميد الدراما التليفزيونية أسامة أنور عكاشة، واللذان لم يكونا يقلان نجومية عن بطلات وأبطال أعمالهما.
وفيما عدا تلك الأسماء القليلة ومعظمهم ممن رحلوا عنا، لا يهتم بأسماء المخرجين سوى النقاد والدارسون والمهتمون بفن السينما، أما الجمهور فليس أمامه ولا خلفه سوى الممثل.
وإن كان بعض نجوم التأليف قد استطاعوا أن يفرضوا أسماءهم على الجميع، لكن يبقى المؤلف غالبًا مجهولاً ومظلومًا، كما حدث ويحدث مع أسماء مهمة قدمت أعمالاً لا تنسى، رغم أننا ننسى أصحابها الأصليين، ومن هؤلاء السيناريست الراحل عاصم توفيق صاحب المسلسل الأشهر فى تاريخ التليفزيون، والذى قدم لنا باقة كبيرة من النجوم مثل عادل إمام ونور الشريف وصلاح السعدنى وغيرهم كثيرون، وأقصد بالطبع مسلسل «القاهرة والناس»، وهو أيضًا مؤلف الفيلم البديع «سوبر ماركت» الذى أخرجه محمد خان من إنتاج وبطولة النجمة نجلاء فتحى وحصد العديد من الجوائز.
وأتمنى من المسئولين عن قناتى "نايل سينما" و"النيل الثقافية" و"النيل للدراما"، الاحتفال بذكرى هذا الفنان الكبير الراحل وغيره من نجوم التأليف الدرامى المنسيين، وتخصيص المزيد من البرامج والحلقات لإلقاء الضوء على نجوم الإخراج والتأليف والتصوير وبقية الفروع السينمائية التى يتجاهلها الجميع، ولا يحتفون سوى فقط بنجمات ونجوم التمثيل.