لها أصول فرعونية وشامية.. حكاية «الفتة» عبر العصور

لها أصول فرعونية وشامية.. حكاية «الفتة» عبر العصورالفتة

من أكثر الأكلات التي نعشقها جميعا، وعندما نتناولها نشعر بالسعادة الغامرة، وعلى الرغم من أنها الأكلة المحببة لدى المصريين خاصة في "عيد الأضحى" إلا أنه للأسف لا أحد يعلم تاريخها وأصلها، في السطور التالية سنتعرف على قصة "الفتة".

في عيد الأضحى عندما نستيقظ في الصباح نأكل "الفتة" وفي الغذاء أيضا نأكل "الفتة" التي يتم تقديمها مع لحوم الأضحية، وبالطبع يكون بجانبها الأكلات الأخرى مثل الرقاق والممبار والكبدة وغيرها من الأكلات الجميلة والشهية.

وما لم يعلمه أحد أن الفتة تعبر عن زوال الفروق بين طبقات المجتمع لأن الغني يأكل منها والفقير أيضا، وتعتبر فتة الخل والثوم من الأطباق المصرية الأصلية التي ارتبطت بوجدان المصريين منذ عهد الفراعنة وحتى الآن.

طرق تحضير الفتة

وعلى الرغم من اختلاف طرق تحضير الفتة في الدول العربية المختلفة، إلا أن كل منها تتميز بمذاقها الخاص.لكن ماهو أصل طبق "الفتة"؟

هناك من يقول إن الفتة أصلها فرعوني، وأن القدماء المصريين أول من ابتكر الفتة وسموها نفس الأسم لأنهم كانوا يطهوها من قطع العيش المضاف على الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، وكانت الفتة من الوجبات الرفيعة المستوى ويتم تقديمها لملوك الفراعنة.

أول وصفة فتة عرفها التاريخ

حكاية أول وصفة فتة عرفها التاريخ تحكيها نقوش معبد سوبيك، التي تحدثت عن قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروف وقامت بحشوه بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت به قطع العيش وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل، وقطعته، ووزعته في عيد الإله.

وفي العصر الفاطمي انتشرت أكثر الأكلات الشعبية، وكانوا دائما الحكام يقدموا لعامة الشعب بعض الهدايا أو الوجبات لإطعامهم، فأعادوا مرة أخرى تقديم طبق الفتة وأضافوا عليها صلصة الطماطم، وكان الفاطميون يكثروا من الذبائح في أول أيام عيد الأضحى، ويأمروا الطباخين أن يقدموا أطباق الفتة ويوزعوها على عامة الشعب احتفالا بهذه المناسبة.

وبعد ذلك تطورت طريقة إعداد الفتة وأضاف لها الثوم والبصل والبهارات والسمن في العصور الحديثة وأطلقوا عليها اسم "تسقية".

أيضا الفتة لها أصول شامية وهناك من يقول إن المصريين أخذوا طريقة إعدادها من الشام وأضافوا عليها اللمسات المصرية.

طريقة عمل الفتة السوري

وتعتبر الفتة من أهم الوجبات في الشام والتي يحرصون على تقديمها في عيد الأضحى وفي نهاية كل أسبوع، وأحيانا يستخدموا الحمص بديل اللحم في طهيها، و الفتة السوري حتى الآن يتم تقديمها باسم "التسقية".

وفي الفترة الأخيرة ومع انتشار المحلات السورية بمصر بدأت تظهر أنواع مختلفة غير التي اعتاد عليها المصريون، مثل فتة الشاورما، وفتة الدجاج، التي يتم إعدادها من الأرز البسمتي مضافًا له نكهات ومقبلات شامية، وقد تخلو من العيش المحمر الذي يكون من أهم مكونات الفتة التقليدية، وهناك كثيرون يفضلون تلك الأنواع الحديثة، لكن ومع ذلك لا يمكن أن نستغنى عن الفتة المصرية بالثوم والخل والصلصة والعيش المحمص.

أضف تعليق

إعلان آراك 2