كان حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أهالينا فى قرية الأبعادية بالبحيرة، واحدًا من أكثر الأحاديث التى سمعت فيها الرئيس يتحدث من القلب وفى أجواء يملأها دفء العائلة الواحدة، بالطبع كان الحديث مع بعض المصريين لكنه كان لكل المصريين، خرج من قلب الرئيس فمس قلوب كل من يسمعه من المصريين.
لقد كان حديث مصارحة ومكاشفة من الدرجة الأولى، حرص الرئيس خلاله على أن نعرف تفاصيل أمور كثيرة.. كيف تسير؟! ولماذا تتم بهذا الشكل؟! وحقيقة الأزمة التى نمر وبها وأسبابها وكيف تديرها الدولة ومتى تنتهي؟! وماذا نفعل حتى نعبرها مثلما عبرنا غيرها؟!
وقد حرص الرئيس خلال لقائه مع الأهالي فى الشارع، وخلال تناوله الإفطار معهم أن يطمئنهم، وقال لهم إنه خلال مسيرته كان منتبهًا للأزمات التي مرت بها مصر وقد انتهت بفضل الله سبحانه وتعالى، وأنه بفضل شعب مصر سوف نتغلب على جميع الأزمات الموجودة وسننتقل إلى الأفضل، وطمأنهم بأننا مسيطرون على الأمور وأن أي أزمة ستنتهي بفضل الله.
كان الرئيس ولا يزال يؤكد أن أى مشاكل أو أزمات يمكن للمصريين أن يعبروها طالما بقوا كتلة واحد و"مع بعض" كم حب الرئيس أن يصف الحالة وهو يقول "نقدر مع بعض حكومة وشعب" إننا نعبر الأزمة ونتغلب على كل التحديات.. ذلك هو دستور الرئيس فى العمل وفلسفته التى جرب ثمارها فى أكثر من مرة ويعلم أن أى أزمة تهون أمام المصريين ما داموا يدًا واحدة، وقد أشار بيده فى خطابات سابقة قاصدًا الكتلة الواحدة والجسد الواحد.
ولم يكن الحديث مفصولاً عن الذي جاء خلال حضور الرئيس مؤتمر الشباب بالإسكندرية، فقد جرى خلال مداخلة الرئيس الحديث عن دستور التعامل مع الآخر وقبول الرأى ووجهة النظر الأخرى واحترام الاختلاف ما دام بناءً وغايته مصلحة الوطن.
وعبّر الرئيس عن ذلك عندما قال:"أنا قلت من ناحيتي إن كل ما تطلبونه مني سأقوم به.. وما تطرحونه ننظر له بكل تقدير واحترام وجهد متواصل ونقاش متواصل بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر، وفى النهاية يجمعنا مصلحة وطن".
وترجم الرئيس ذلك بشكل عملى وفوري عندما رحب بالأفكار التي طرحها النائب عبد المنعم الإمام، رئيس حزب العدل، ودعاه للعمل مع الدولة، قائلاً: "نحن نرحب بأي شخصية تضيف لمصلحة البلد، وأي فرد يستطيع وضع حجر على الأرض سأصفق له".
لقد كان الحوار فى البحيرة والإسكندرية يتسم كما قلت بالشفافية المطلقة، وهى تلك التى تعوّد عليها الرئيس وتعودنا عليها منه، منذ قُدر له أن يتولى مسئولية البلاد، وقد قال هو ذلك بالفعل: "أنا لم أقل لكم كلامًا معسولاً بأن الأمور ستكون خضراء.. أنا قلت إن هذا البلد بحاجة إلى عمل دائم، ونريد العمل ليل نهار، وإن ما تحقق بالنسبة لظروف مصر وإمكانياتها كبير جدًا".
لدي يقين وثقة كبيرة بالله وطمع أكبر فى فضله أن نعبر تلك الأزمة كما عبرنا غيرها، وأدعوه أن نظل كما كنا منذ ٣٠ يونيو "يدًا واحدة".
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن