تنطلق غدا الجمعة فعاليات النسخة السابعة من مهرجان "شُباك" أكبر مهرجان للفنون والثقافات العربية المعاصرة في العاصمة البريطانية لندن، مُقدماً سرديات تمثل الثقافات العربية وثقافات جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا من خلال برنامج حيوي ومتنوع.
وسيشهد المهرجان هذا العام حضور فنانين لهم شعبيتهم وفنانين ناشئين، وعروض أولى مرتقبة في العالم والمملكة المتحدة. ومن المقرر أن يقدم المهرجان ما يزيد عن 80 فعالية في الملتقيات الفنية والساحات العامة.
ينطلق المهرجان في نسخته لهذا العام بالمعرض الجماعي "دعائم الاستبداد" في المركز الأفريقي، حيث يستكشف استخدام الدعائم السياسية كطرق للسيطرة في الدول الأفريقية قبل أن يتوجه للمشاركة في مهرجان "ريفر ستايج" الذي ينظمه المسرح الوطني في عطلة نهاية الأسبوع.
يقدم مهرجان شُبّاك الموسيقي والناشط اللبناني الأمريكي الشهير حامد سنّو في أول عرض جماهيري له منذ قيادته لأبرز فرقة "إندي روك "في العالم العربي "مشروع ليلى".
تضم تشكيلة مهرجان شُبّاك الموسيقية أيضاً "أسطورة الغناء التونسية" غالية بن علي في حفل موسيقي ساحر، والعرض الأول لفرقة "بهية" في المملكة المتحدة، في إحياء حماسي لموسيقيين مصريين، وسيقدم عرض "غرام وانتقام" أنشودة رائعة للعصر الذهبي للسينما العربية.
بينما يحتفي عرض "صوت الليل" بليلة من موسيقى "التكنو" والكلاسيكيات العربية القديمة برعاية خريجي برنامج "شباب شُبّاك"، ويسبق هذه الفعالية دعوة للسير عبر "هاكني مارشز" لاستكشاف الحوار الدائر بيننا وبين الأرض في فعالية "صوت الأرض".
ويقدم المهرجان عرضاً كوميدياً آخر لا يمثل الأصوات النسائية في قطاع يهيمن عليه الذكور فحسب، بل المبدعات ذوات الإعاقة أيضاً؛ حيث تنضم الفنانة الكفيفة شريهان الحدوة إلى الفنانة الكوميدية والممثلة المعروفة منال عوض ("صالون هدى" من إخراج هاني أبو أسعد و"ديغراديه" من إخراج طرزان ناصر وعرب ناصر) لتقديم عرض "جرعة مزدوجة: نو شيري/ميا تسارا"، وهو عرض كوميدي مزدوج لصوتين من فلسطين على مسرح سوهو، ويدعم هذا العرض النساء الشجاعات اللاتي يعملن في مجال الستاند أب كوميدي بروح من الدعابة اللاذعة والساخرة.
تشمل الأعمال النسائية البارزة الأخرى مجموعة نسائية تقدم عرضها الأول في المملكة المتحدة "امرأة عند نقطة الصفر"، وهو عرض أوبرالي يعيد تأويل رواية الكاتبة نوال السعداوي التي تحمل الاسم ذاته، في دار الأوبرا الملكية، كما يقدم عرض "حالمة" المتنوع قصة شبه ذاتية لثلاث نساء سوداوات في المجتمع العربي، بينما تتصدى القراءة المسرحية "حُجرات القلب" للحب، والرغبة، والذاكرة لدى أربع نساء بقصص تمتد عبر الشرق والغرب.
في السياق نفسه، يعود سُليمان البسّام (صاحب العرضين المسرحيين "مؤتمر هاملت" و"ريتشارد الثالث: مأساة عربية")، أحد كبار المخرجين وكتاب الدراما المعاصرين في العالم العربي، إلى لندن ليقدم عرضه الأول في المملكة المتحدة لنصه الحاصل على جوائز "آي ميديا" بنظرة استرجاعية لتاريخ الآخرين إلى العصر الرقمي الحالي، ويستكشف هذا التصور الجريء للأسطورة الإغريقية "ميديا" تآكل الهياكل الأساسية للحقيقة في عالم رقمي، ويجمع بين سمات حفلات موسيقى الروك الحية وفعاليات الأداء، بينما تقدم فعالية "تخوم صوتية" القوية التي تستمر لليلتين مزيداً من التحقيق والبحث في تطور الموسيقى والأصوات، حيث تصور أزماننا المتغيرة وتعبّر عنها.
ويهدف المهرجان إلى توسيع آفاقه، في جميع أنحاء المملكة المتحدة وكذلك عبر الإنترنت، مع معارض وعروض متنقلة في مانشستر الكبرى، وديفون، وليفربول، ومهرجان برادفورد للأدب، فضلاً عن الشراكة مع أكبر مهرجان للسينما العربية في المملكة المتحدة مهرجان سفر السينمائي 2023: رحلة عبر المكان والزمان الذي سيعرض أفلامه في تسع مدن مختلفة.
ومن المقرر أن يقدم مهرجان شُبّاك سرديات فلسطينية من خلال عروض بارزة منها المسرحية الثورية "طروف: مشاهد من 75* عاماً" لواحدة من الكاتبات الرائدات في المملكة المتحدة، وهي الكاتبة المسرحية الفلسطينية الأيرلندية هنّا خليل، بينما تجسّد مصممة الرقصات والمؤدية الفلسطينية "سماء واكيم" صدمة الحرب في عرضها "تباً"، الذي تيسّر سمر حداد كينغ حركاته وموسيقاه الحية في مقطوعة راقصة منفردة.
وسيقدم المهرجان أيضاً العديد من العروض لعشاق الفنون البصرية، من تحقيق في التأثير المتبادل بين الثقافات الساحلية في معرض "البحرين" إلى الممارسة الدقيقة والمعقدة للخط العربي في معرض "الصوت والصمت"، ويتساءل المعرض متعدد الوسائط "سأبحث للأبد لأتذكر" عما إذا كانت المادة والمكان يتذكران الأشياء كما تتذكرها أجسادنا، بما يعرضه من حركات آسرة للقناة الإنكليزية والمباني المهدمة.
تقول الرئيستان التنفيذيتان للمهرجان عليا الزعبي وتغريد شقير فيزوسو إن "مهرجان شُبّاك أكثر كثيراً من مجرد مهرجان؛ فهو وطن لفنانينا ومجتمعاتنا المحلية بعيداً عن أوطانهم، ومقاومتنا المبهجة ووقتنا المستقطع من الأزمان التي نعيش فيها".
وتضيفا: "نحن في غاية التحمس لمشاركة نسخة هذا العام من المهرجان (نسختنا الأولى التي تمسك فيها امرأتان عربيتان بدفة القيادة) التي تضم تشكيلة رائعة من المبدعين الفرديين والأعمال الجماعية في احتفال واحد بالفنون والموسيقى العربية مع مجتمعات أوسع نطاقاً.