أضرار السهر على الصحة النفسية عديدة

أضرار السهر على الصحة النفسية عديدةأضرار السهر على الصحة النفسية عديدة

منوعات22-6-2023 | 23:56

السهر هو تأخير وقت النوم إلى ساعات متأخرة من الليل، وهو من العادات السيئة التي يتبعها الكثيرون، ومن الممكن أن يكون لأسباب مرضية، وهذا يؤدي إلى خلل في إيقاع الساعة البيولوجية (ساعة داخلية تنظم بعض الوظائف البيولوجية) للجسم، فإيقاع الساعة البيولوجية ينطوي على اليقظة خلال النهار والنوم ليلًا؛ حيث يؤدي اضطرابها إلى اضطراب إنتاج الميلاتونين (هرمون في الجسم يساعد على تنظيم النوم ويتأثر إنتاجه بأشعة الشمس)، فعندما يكون الشخص عرضة للضوء، تكون مستويات الميلاتونين منخفضة، ولكن عندما يتناقص الضوء كما في المساء، فإن الميلاتونين يزيد في الجسم مما يؤدي إلى النوم.

ويفضل البعض السهر الطويل، وبالتالي يواجهون صعوبة النوم في بعض الأحيان، وهو ما يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية.

وفقاً لدراسة أجريت على 22.330 شخصاً من 13 دولة نُشرت في مجلة Sleep Medicine في نوفمبر، كان واحد من كل ثلاثة مشاركين يعاني من أعراض الأرق السريري وحوالي 20٪ استوفى معايير اضطراب الأرق، وهي المعدلات التي تُعد أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
علاوة على ذلك، ارتبطت اضطرابات النوم بمستويات أعلى من الضيق النفسي، كما كانت معدلات القلق والاكتئاب أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة في نفس الدراسة الاستقصائية.

وتقول "إليزابيث بليك زاكارين"، الأستاذة المساعدة في علم النفس واختصاصية علم النفس السريري في عيادة جامعة كولومبيا للقلق والاضطرابات ذات الصلة: تماماً مثل الحاجة إلى شحن أجهزتنا الإلكترونية، قد يعيد النوم شحن الدماغ أو يعيد ضبطه لتحسين الأداء الوظيفي.

يعرف الكثير منا أننا نشعر بتحسن بعد "ليلة نوم جيدة" وأننا نشعر بالغضب أو التعب إذا حُرمنا من النوم، وهناك الآن أدلة قوية تدعم بالمثل أن النوم أمر بالغ الأهمية ليس فقط لصحتنا الجسدية ولكن أيضاً لصحتنا العقلية.

وُجد أن قلة النوم تزيد من الاستجابات العاطفية السلبية للضغوط وتقلل من المشاعر الإيجابية. والنوم مهم لعدد من وظائف المخ والجسم التي تعمل في معالجة الأحداث اليومية وتنظيم العواطف والسلوكيات. كما يساعد النوم في الحفاظ على المهارات المعرفية، مثل الانتباه والتعلم والذاكرة. وقلة النوم يمكن أن تزيد من صعوبة التعامل مع ضغوط بسيطة نسبياً، ويمكن أن تؤثر حتى على قدرتنا على إدراك العالم بدقة.

يمكن أن يؤدي عدم الحصول على السهر الطويل وعدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، في حين أن الأرق يمكن أن يكون أحد أعراض الاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب، فمن المسلم به الآن أن مشاكل النوم يمكن أن تسهم أيضاً في ظهور مشاكل الصحة العقلية المختلفة وتفاقمها، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وحتى التفكير في الانتحار.

وأظهرت الدراسات التي تناولت الحرمان من النوم أن الأشخاص الأصحاء قد يعانون من زيادة مستويات القلق والضيق بعد قلة النوم، وأولئك الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل النوم المزمنة، وبالتالي من المرجح أن تؤدي مشاكل النوم إلى تفاقم الأعراض النفسية وحتى زيادة خطر الانتحار.

أضف تعليق