الاضطراب الاكتئابي (المعروف أيضاً باسم الاكتئاب) هو اضطراب نفسي شائع، وينطوي على تكدّر المزاج أو فقدان الاستمتاع أو الاهتمام بالأنشطة لفترات طويلة من الزمن.
وقد يختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية المعتادة والانفعالات العابرة إزاء تحديات الحياة اليومية. ويمكن أن يؤثر على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمجتمع. ويمكن أن ينتج عن مشكلات في المدرسة وفي العمل، أو أن يؤدي إليها.
ويمكن أن يتعرّض أي شخص للاكتئاب. ويشتد تعرّض الأشخاص الذين عانوا من سوء المعاملة أو الخسائر الفادحة أو غيرها من المواقف الصعبة للإصابة بالاكتئاب. وتُعد النساء أشد تعرّضاً للإصابة بالاكتئاب من الرجال.
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يعاني 5% من البالغين في جميع أنحاء العالم من الاكتئاب. وكثير منهم لا تعمل مضادات الاكتئاب كعلاج أولي لهم، في حين سلّط باحثون مؤخراً الضوءَ على فعالية "البروبيوتيك" ضد الاكتئاب.
وأشارت دراسة حديثة، أجراها معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلوم الأعصاب إلى أن تناول "البروبيوتيك"، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب، من شأنه تحسين علاج القلق والاكتئاب.
البروبيوتيك هي عبارة كائنات دقيقة (بكتيريا وخمائر) توجد في بعض الأطعمة التي لها العديد من الفوائد الصحية، على وجه الخصوص، تساهم في تسهيل عملية الهضم وتنشّط جهاز المناعة. توجد البروبيوتيك على شكل مكمل غذائي، ولكن يُنصح ببعض الإرشادات الطبية قبل تناولها.
وقد شملت التجربة المزدوجة التعمية 49 بالغاً، تمَّ تشخيصهم باضطراب اكتئابي كبير وغير مستجيبين لمضادات الاكتئاب، حيث تمَّ إعطاء نصفهم مكمل "بروبيوتيك" يتكوّن من 14 سلالة من البكتيريا، تمَّ إعطاء الآخرين علاجاً وهمياً.. بعد ثمانية أسابيع، أظهرت كلتا المجموعتين علامات التحسن، لكن حالة أولئك الذين تناولوا "البروبيوتيك"، تقدمت بشكل ملحوظ؛ بدءاً من الأسبوع الرابع.
وقال البروفيسور "جيمس ستون"، الباحث الرئيسي في الدراسة، والذي بدأ أعماله في كينجز كوليدج، والذي يعمل الآن في كلية الطب في برايتون وساسكس: إن عدم الاستجابة، أو الاستجابة الجزئية لمضادات الاكتئاب، مشكلة كبيرة، وهذه الدراسة هي خطوة أولى مهمة في استكشاف البروبيوتيكات العلاجية المحتملة كعلاج للاكتئاب. مشيرا إلى إن البروبيوتيك مكمل مقبول، ومقبول للأشخاص الذين يتناولون بالفعل مضادات الاكتئاب، وهذا يمهد الطريق الآن للدراسات لمعرفة، ما إذا كانت هذه الآثار المفيدة للبروبيوتيك على الاكتئاب والقلق قد لوحظت في مجموعات المرضى الأكثر أهمية.