حدد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بالتعاون مع محافظة أسوان، مسار مرور مدار السرطان بمصر على جانبي طريق أسوان - أبو سمبل (خط عرض 32 درجة 26 دقيقة و 8ر10 ثانية)، الذي تتعامد عليه الشمس يوم 21 يونيو من كل عام إيذانًا ببدء فصل الصيف فلكيًا.
جاء ذلك بعدما اتفق محافظ أسوان أشرف عطية ورئيس المعهد الدكتور جاد القاضي على تشكيل فريقين، أحدهما من المعهد مُمثلًا في معمل أبحاث الشمس، والآخر من المحافظة ممثلًا في إدارة نظم البيانات الأرضية (GIS)، وأسفر ذلك عن تحديد الموقع بدقة.
وقام كل طرف في البداية بتحديد موقع المدار بشكل مُستقل، ثم تمت مُطابقة النتائج بشكل فلكي ومساحي مُشترك يوم تعامد الشمس على هذا المدار لعام 2023، خلال وقت الظهر تمامًا، ليتم التأكد بشكل قاطع من المكان وتحديد زاوية تقاطع المدار مع الطريق ورسم مساره بشكل واضح تمامًا، ووضع علامات واضحة على الأرض لتسهيل التعرف عليه وعلى اتجاهه، لتصبح هذه أول عملية علمية ونوعية لتحديد مسار هذا المدار في مصر بشكل دقيق.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور جاد القاضي بأنه تم الاتفاق على الاستفادة من هذا الموقع وإنشاء مزار سياحي، على أن يقوم المعهد بتجهيزه بعدد من التليسكوبات الفلكية لتسمح للزوار من المصريين والأجانب بالاستمتاع ببعض الظواهر والأرصاد الفلكية في تلك المنطقة التي تشهد زخمًا سياحيًا لزيارة بعض المعابد المصرية وعلى رأسها منطقة أبوسمبل.
وأضاف أن مدار السرطان (خط عرض 32 درجة 26 دقيقة و 8ر10 ثانية) هو دائرة عرض وهمية يبلغ طولها 30775 كيلومترًا، ويبلغ نصيب مصر منه حوالي 1072 كيلومترا تمر في خط وهمي، ويقطع القُطر المصري من شرقه إلى غربه ويبعد حوالي 70 كيلومترا هوائيا جنوب أسوان.
وأوضح أن المعهد يحرص على متابعة ورصد عدد من الظواهر الفلكية؛ مثل تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني بأبوسمبل مرتين خلال شهري فبراير وأكتوبر من كل عام، وهو ما يشجع على استثمار تلك الظواهر لزيادة النشاط السياحي.